الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016

الغربُ الذي باعَ العسكر واشترى الاخوان

                     

في تركيا ومنذ قيام علمانية أتاتورك على انقاض الدولة العثمانية ,كان العسكر التركي يمثل الهيئة الحقيقية الحاكمة للبلاد ,من خلال دور الحاكم الفعلي أو المراقب  للعملية السياسية في البلاد ,وقد تمتع الجيش بصلاحيات كبيرة جدا استطاع من خلالها أنْ تمتد يده إلى كل زاوية من زوايا الدولة التركية الحديثة ,مع ان الموضوع وبهذا الطرح يبدو وكأنه تسلط ودكتاتورية من خلال قيام دولة العسكر داخل الدولة الحديثة إلا أنّ الغرب الاوربي وامريكا ومعهم حليفتهم المغتصبة لارضنا العربية المقدسة,كانوا جميعا على وفاق وتآخي مع حكم العسكر التركي وبمختلف مراحله الزمنية ,واستطاع هذا التحالف ان يتقبل تركيا كعضو في أكبر تجمع عسكري عالمي , وهو حلف شمال الاطلسي مع علمه بعديد التجاوزات التي قامت بها المؤسسة العسكرية التركية في داخل تركيا حيث , المؤامرات والانقلابات العسكرية المعروفة في تاريخ تركيا الحديث او من خلال   تدخل هذه المؤسسة في شؤون دول الجوار التركي من مثل العراق وسوريا و احتلالها لقبرص الشمالية و استفزازها الدائم لليونان , إلا أنّ الغرب وحلفاءه كان راضيا عن تصرفات العسكر وعين المحب عن كل عيب كليلة..المحب الغربي والمعجب باكبر دولة اسلامية في الشرق الاوسط والتي تمتلك تمثيلا حقيقيا وتاريخيا مع الكيان الغاصب ..وبعد تلك المقدمة التاريخية المتواضعة , فقد استدار الغرب في الآونة الاخيرة باتجاه مؤسسات اخرى واعطى ظهره للمؤسسة العسكرية ولاسيما في دولة تركيا.!!وهذا أمر لم يكن متوقعا في يوم قريب كيومنا هذا, فماهي مبررات دول التحالف الغربي , لقبول الوضع الجديد في تركيا ولاسيما بعد الانقلاب الاخير الفاشل في تركيا أو ما يعرف باسم الانقلاب ,حيث تم اهانة الجيش التركي علانية والقضاء على أهم قياداته ورموزه بحجة القضاء على الدولة العميقة والداعمين للدولة العميقة ..؟؟؟ ومع هذا كله لم يتدخل الغرب ولم ينزعج من قمع الحريات الشخصية والاعلامية ومن استبدال فقرات كثيرة في الدستور التركي..ومن كون  تركيا تمول وتحتضن الارهابيين من كل حدب وصوب ولاشك في ذلك ولاجدال ؛لان الجميع يعلم بان الارهابيين لم ينزلوا من السماء بمظلات عسكرية مع اسلحتهم وعدتهم...وفي ظني المتواضع ان الغرب  يأمل في أمرين لاثالث لهما ,اولهما ان الغرب يأمل في تمادي تركيا في تصرفاتها إلى أن تصل نقطة اللاعودة , كما وصل إليها نظام الهالك صدام حسين من قبل ومن ثم تنقض عليها  وتقطعها إلى أوصال متناثرة , وخاصة انّ تركيا تمثل تهديدا اقتصاديا لاوربا وتهديدا بشريا ... يساعد على ذلك ان تركيا مهيأة لهذا التقسيم ؛ولاسيما بعد تفاقم مشاكلها الداخلية مع الاكراد الاتراك ورسمها سياسات داخلية اسلامية تعتمد المذهب السلفي علانية مع وجود الشيعة الاتراك والعلويين والمتصوفة على أرض الواقع التركي...والامر الثاني ان تركيا تقوم بدور مميز وكبير في التدخل العسكري بالشأن السوري والعراقي والليبي والمصري وهي من حيث تدري أو لاتدري  تساهم في تفكيك المنطقة العربية إلى دويلات صغيرة متناحرة ومتهالكة وتستنزف ثروات المنطقة البشرية والاقتصادية وتدمر جيوش المنطقة برمتها ؛ وهذا يخدم أمن الكيان الغاصب ,حيث لاتهديدا حقيقيا  يتعرض له بعد اليوم...فأي الامرين يريده الغرب من تركيا ,فهو متحقق لامحالة ,من هنا كانت مؤسسة الاخوان المسلمين الحاكمة الفعلية في تركيا  خير بديل عن حكم العسكر ؛فقد تحققت بوجودها مخططات وأحلام دول أخرى متربصة بالعالم العربي ,وهو مالم يتحقق بوجود العسكر  منذ عشرات السنين , فالغرب باع مؤسسة العسكر التركي واشترى بضاعة الاخوان المسلمين ,فهي خير بضاعة في الوقت الراهن لتحقيق طموحات ومصالح الجميع..                               .                                                                                        http://elsada.net/22215/ 

هناك تعليق واحد:

  1. محمد السهيلي 24 نوفمبر، 2016 at 9:40 ص
    مقال جريْ، شكر لكاتب المقال
    جريدة الصدى

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن