الأحد، 6 نوفمبر 2016

موقفُ الإتحاد الأوربي مِن الحشد الشعبي

            
جمال حسين مسلم                                                                   
يُعد تكتل دول الاتحاد الاوربي الاقتصادي والسياسي تكتلا لايستهان به من حيث  تأثيره في  قضايا العالم المختلفة ؛فالاتحاد الاوربي يمثل قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية مهمة في جميع المحافل الدولية الرسمية وغير الرسمية ,على الرغم من جنوحه الكامل نحو مواقف الولايات المتحدة الامريكية  ولاسيما في دعمهم لكيانهم الغريب المغتصب لارضنا المقدسة..والاتحاد الاوربي ظل في حيرةٍ من أمرهِ حين تم عرض مسرحية داعش لأوّلِ مرةٍ على ساحة الوطن العربي ,ولاسيما في العراق وسوريا ,تلك المسرحية الشرسة والمتوحشة ,التي نالت من شعوب المنطقة بأكملِها ,كانتْ ولازالتْ من أخطر مشاهد التاريخ مأساوية ودموية , بقي الاتحاد الاوربي مجرد شاهد عيان على توزيع أدوار البطولة في المسرحية وقد تفاسمها عربٌ وعجمٌ ..والتي كادتْ نيرانها تشتعلُ في دول الاتحاد الاوربي قاطبة ,ولاسيما بعد موقفه المتفرج ..!! على الالاف من مواطنيه وهم يلتحقون باربابهم في سوريا والعراق وليبيا وتونس ..تحت رعاية دول عربية واسلامية  وتحت مظلة المعارضة المعتدلة في أكثر من مناسبة..وكان لزاما على الاتحاد أنْ يفكر جديًا في عودة هؤلاء إلى اوكارهم بعد ان اجادوا العمل في { المنظمات الانسانية } كما يحلو لسياسي اوربا ان يتمنطقوا بهذا المنطق المضحك ..إلا ان الامور وقد خرجت عن السيناريو الموضوع لها اوقعت الجميع في حيرة ومرارة ,في كيفية التعامل مع هذه الظاهرة الشاذة في التاريخ ولاسيما  بعد حزيران 2014م ,حيث اغتصب العراق طولًا وعرضًا..فما كان من ابناء الرافدين وبمختلف مشاربهم ومذاهبهم إلا أن يهبوا لتلبية نداء مرجعية النجف الاشرف في الدفاع عن العرض والدين والوطن..فكانت شمس الحشد الشعبي تشرق على العراق وتمزق الرايات السوداء وتذهل البنتاغون بنتائجها المشرّفة  في جميع جبهات القتال ,وماكان ذلك  ليحصل لولا أنهار الدم التي سالت بمختلف أودية العراق والحمد لله على كل شيء ... فلمَ يعتقد الاتحاد الاوربي بأن الحشد الشعبي في العراق حركة ارهابية وربما يسجن كل من ينتمي اليها ويعيش على أرض الاتحاد الاوربي ؟؟؟                                    

الاتحاد الاوربي يعيش فترة محرجة يعاني فيها كثيرا من الضغوط لقبول وتمرير اراء ووجهات نظر بعض الاتنظمة العربية واخص بالذكر منها الخليجية ؛ وذلك لعديد الاسباب , في مقدمتها مصالحه الاقتصادية والمصالح الشخصية لكثير من مسؤوليه..فاصبح صدى يردد مايسمع من الصرخات من هنا وهناك ,ووضح الأمرُ جليًا في أكثر من مناسبة ولاسيما موقف الاتحاد الاوربي من العدوان الخليجي على  الاراضي اليمنية والذي مازال مستمرا حتى اللحظة..والنقطة الاخرى تتمثل بمستشاري الاتحاد الاوربي في قضايا الشرق الاوسط وقضايا الاسلام الراديكالي ..فمعظم هؤلاء ينتمي إلى جهة  اسلامية معينة وله مواقف شخصية مسبقة ومعلوماته لاتتعدى المعلومات التي تكتب في وسائل التواصل الاجتماعي..وهذه من عجائب وغرائب الأمور ,ان تستقي هذه الدول  المتقدمة  معلوماتها من هؤلاء..!!!والآن وقد اصبح الحشد الشعبي قوة لايستهان بها على أرض العراق ولها من يمثلها في البرلمان العراقي مثله مثل قوات البيشمركه العراقية الكردية... ,فاصبح لزاما على وزارة الخارجية العراقية ان تتحرى الموضوع بكل جوانبه وتمارس كل ضغوطاتها قدر المستطاع ؛ لكي تصل إلى نتائج واضحة وحقيقية  تتحرى بها عن أسباب هذا الموقف الخطير والذي ربما ينتج عنه مواقف أخرى اكثر خطورة في المستقبل ..ومع تلك الاراء او ضدها يبقى الحشد الشعبي العراقي واحدًا من أهم العوامل التي غيرت مجريات مسرحية دولة الخرافة ومزقتها شر تمزيق ..مما اضطر كثير من اللاعبين الاساسيين الدوليين في المشهد العسكري اليومي أنْ يقروا بذلك ويغيروا تصريحاتهم اتجاه ابناء الحشد وان كانت  مواقفهم على استحياء.                     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن