الأربعاء، 20 يوليو 2016

أمريكا تأتي بعد هلاك البيادق

 جمال حسين مسلم

الولايات المتحدة الامريكية  دولة عظمى عسكريًا وأقتصاديًا وما إلى ذلك من مقومات  تدل على تفردها وتقدمها في كثيرٍ من الأمور , فهي غنية عن التعريف ,ولا أحد ينكر هذه القوة العظمى أو ينكر أو يجهل أهميتها ..فهي تكاد تتحكم بالعالم من شماله إلى جنوبه وتكاد الدول تأتيها طائعة مجبرة على ذلك أو مخيرة ,وإنْ كانت هناك فلتات في التاريخ استطاعت أنْ تقف بوجه هذا العملاق ,فهذه المواقف كلفت أصحابها كثيرا من التضحيات في البشر والاقتصاد والأرض وأشياء أخرى , كلنا يتذكر فيتنام العظيمة وكوبا المقاومة وحرب 2006 م في لبنان... وأمثلة أخرى لاتنسى في الصفحات المشرقة من تاريخ الانسانية على مستوى الشعوب أو الأفراد... أمريكا هذه تعمل ومنذ عقود طويلة ضمن استراتيجيات سياسية وأقتصادية ممنهجة ,فهي قلما تؤمن بالحلول المستعجلة أوالرادعة ؛ ولذا يشعر المرء  في كثير من الأحيان بأن المؤسسة السياسية الحاكمة في أمريكا هي مؤسسة متفرجة على الطبخات السياسية والمتغيرات  اليومية في جميع أنحاء العالم ... حتى تستوي وتنضج  ؛ فتتقدم بعدها أمريكا بحلولها وشروطها وتضعها على طاولة المجتمعين ,أي بعد هلاك الجميع واستنفاد  مقوماتهم الافتصادية والعسكرية والسياسية..وهذا العرف السياسي الامريكي يصيب في أغلب الاحيان ويخيب في بعضها ؛ نتيجة وجود رجال مقاومين وقادة ورموز شرفاء لايبالون بالصهيوينة العالمية ومخططاتها لامن قبل ولا من بعد                                                                                 
 هذه هي السياسة الخارجية الأمريكية وعلى اصحاب الشأن من عرب أو عجم أنْ يفقهوا هذا القول ويتقبلوه ويعملوا بخيارات تسمح لهم بالمطاولة أمام هذه الاستراتيجية الغربية ,فأمريكا تفرجت على الحرب العراقية – الايرانية في ثمانينات القرن الماضي ,إلى حد الثمالة ومدت كل الاطراف المتقاتلة بما يزيد النار وحطبها ,حتى انتهت الحرب ودول المنطقة متهالكة اقتصاديا وعسكريا وغير ذلك...وتفرجت على عنتريات النظام العراقي السابق ,ماقبل 2003م و تركته يسرح ويمرح في خياله المريض ,ثم انقضت عليه بكل أدواتها العسكرية ولكن بعد عشرين عاما وأكثر وهو في حالة موت سريرية مؤكدة ,فكان السيناريو في أرقى مستوياته من حيث الخدع البصرية والاعلامية ...والأمر نفسه في الجزائر العربية في العشرية السوداء من القرن الماضي ..وما استمتعت به في ليبيا وحصار على أيران يقع ضمن هذه السلسة الممنهجة للسياسة الامريكية... أمريكا اليوم تتفرج وبكامل قواها العقلية على مسرحية هزيلة اسمها عاصفة الحزم...وهي حرب فاشلة تقودها السعودية وبمعية الامارات العربية المتحدة في الخط الأول ومن ثم جمع من الجيوب الخاوية المؤيدة للعربية السعودية بكل صغيرة وكبيرة...فكانت تلك العاصفة ومازالت مثار سخرية الشعوب والمحللين العسكريين ,حيث بدأت السعودية تخسر الحرب على الارض وتفاوض الطرف الثاني ؛ من أجل أكمال مفاوضات السلام في الكويت ,ولاسيما بعد هلاك البيادق على الحدود  وصرف الثروات الطائلة دون نتيجة تذكر...وأمريكا تتفرج على الدور التركي في المنطقة ,تاركة السيد اوردغان يتخبط في بين واقعية القرار السياسي وبين أحلام الدولة العثمانية الراحلة..فأمريكا تنظر بأم عينيها إلى تدحرج الاوضاع في الداخل التركي وتعقيدات المشهد يوما بعد يوم ولكنها تتفرج...وتنتظر هلاك أكبر عدد من البيادق لكي تتدخل من وضع مستريح , يسمح لها وبكل بساطة فرض شروطها...وامريكا تتفرج على دموية المشهد العربي وهلاك النسل وضياع المال وتفتيت ماتبقى من كيانات الدول وتهجير شعوبها بل وغرقهم في أعماق البحر ..وهي تماطل في رأيها وتتقلب على الاريكة بحسب راحتها ,منتظرة فترة أطول من التي مضت ؛لكي تضع شروطها الكاملة حين تقدم عليها هذه الانظمة وثوار الربيع الدموي ..طائعين زاحفين على ركبهم..ممتثلين لكل الاوامر والشروط الجديدة...وكذا الأمر في اوكرانيا وجنوب السودان  وتونس ومصر...أمريكا  سوف تأتي بحلولها كقوة عظمى بعد هلاك البيادق.. فهل يعي أمراء الحرب في العراق مابعد 2003م هذه الغطرسة الامريكية وكيفية التعامل معها بل هل من مدكر يتعقل  ويحافظ على ماتبقى من شعوبنا واوطاننا وخيراتنا
                  

هناك تعليق واحد:

  1. الاسم: ستار التاريخ: 21/07/2016 21:41:42 تحليل بنفاذ بصيرة شامل رائع مروع - See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?id=304435#sthash.g2mFwmeI.dpuf

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن