الثلاثاء، 26 يوليو 2016

اللهم أرحم هذا القس.... فقد كان يصلي من أجلك


مشهد أول                                                                   
في صبيحة هذا اليوم المشمس الجميل ..تثاقلت خطوات هذا الرجل البالغ من العمر 84 عاما..وهو في طريقه إلى الكنيسة الجميلة الواقعة في نهاية الشارع وكأنها تحتضن البيوت والحدائق جميعا ..لك يكن يعلم بعد هذا العمر الطويل بان اليوم هو اخر يوم يصلي فيه من أجل الرب وعلى مذبح السيد المسيح نفسه ..سوف يذبح ويكون دمه صراطا للاخرين نورا في قلوب الظالمين...دخل عليه اثنان وقد تجاوزوا كل العصور والازمنة وهتفوا باسم الرب القاتل المحب لمنظر الدماء..وذبحوا الرجل الذي يسبح باسم الرب الغفور الرحمن الرحيم...فكل منهم له رب يجتهد في طاعته...حدث هذا  صبيحة اليوم في مدينةقريبة من باريس ..ولم يعد ذاك الشارع الجميل يحتفل بخطوات المارة فقد رحل  نور الايمان برحيل هذا الذي ..ذُبِحَ على المنحر من جديد...
مشهد ثاني                                                                 

كنت منهكا في مساعدة عائلة عراقية مهاجرة مكونة من نساء محجبات ورجال وشباب وطفل لم يبلغ الثالثة من عمره في صيف لاهب لايرحم..وقد اعتزلوا المارة وجلسوا في حديقة ما...وبعد الحوار معهم تبين لي ان العائلة ترغب في المبيت بالكنيسة المجاورة للحديقة ؛لانهم لايملكون النقود الكافية للمبيت في الهوتيل..انتظرت معهم حتى الساعة السابعة مساء حيث جاء القس وفتح باب الكنيسة ..حدثته وقاطعني مع اول جملة ..قال لي ..لا ارغب بمعرفة المزيد عنهم ..هم ضيوفي الليلة...تحمموا جميعا وتعشوا وناموا في اسرة محترمة وصلوا صلاة المسلمين امام عين القس في البناء الملحق بالكنيسة ثم سار بهم القس الى غرفة كبيرة جدا فاختاروا مايشاؤون من الملابس ولعب الاطفال.. وفي صبيحة اليوم التالي تناول الجميع الفطور....وغادرنا جميعا وقد تمنى لنا هذا القس الرائع الامان والسلام للجميع.....ارجو من الله ان لايكون قد ذبح هو الاخر..قربة إلى الله وطمعا بالجنة...             
                                                            

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن