مشهد أول
في صبيحة هذا اليوم المشمس الجميل ..تثاقلت خطوات هذا
الرجل البالغ من العمر 84 عاما..وهو في طريقه إلى الكنيسة الجميلة الواقعة في
نهاية الشارع وكأنها تحتضن البيوت والحدائق جميعا ..لك يكن يعلم بعد هذا العمر
الطويل بان اليوم هو اخر يوم يصلي فيه من أجل الرب وعلى مذبح السيد المسيح نفسه
..سوف يذبح ويكون دمه صراطا للاخرين نورا في قلوب الظالمين...دخل عليه اثنان وقد
تجاوزوا كل العصور والازمنة وهتفوا باسم الرب القاتل المحب لمنظر الدماء..وذبحوا
الرجل الذي يسبح باسم الرب الغفور الرحمن الرحيم...فكل منهم له رب يجتهد في طاعته...حدث
هذا صبيحة اليوم في مدينةقريبة من باريس
..ولم يعد ذاك الشارع الجميل يحتفل بخطوات المارة فقد رحل نور الايمان برحيل هذا الذي ..ذُبِحَ على المنحر من
جديد...
مشهد ثاني
كنت منهكا في مساعدة عائلة عراقية مهاجرة مكونة من نساء محجبات
ورجال وشباب وطفل لم يبلغ الثالثة من عمره في صيف لاهب لايرحم..وقد اعتزلوا المارة
وجلسوا في حديقة ما...وبعد الحوار معهم تبين لي ان العائلة ترغب في المبيت بالكنيسة
المجاورة للحديقة ؛لانهم لايملكون النقود الكافية للمبيت في الهوتيل..انتظرت معهم حتى الساعة
السابعة مساء حيث جاء القس وفتح باب الكنيسة ..حدثته وقاطعني مع اول جملة ..قال لي
..لا ارغب بمعرفة المزيد عنهم ..هم ضيوفي الليلة...تحمموا جميعا وتعشوا وناموا في
اسرة محترمة وصلوا صلاة المسلمين امام عين القس في البناء الملحق بالكنيسة ثم سار
بهم القس الى غرفة كبيرة جدا فاختاروا مايشاؤون من الملابس ولعب الاطفال.. وفي
صبيحة اليوم التالي تناول الجميع الفطور....وغادرنا جميعا وقد تمنى لنا هذا القس
الرائع الامان والسلام للجميع.....ارجو من الله ان لايكون قد ذبح هو الاخر..قربة إلى الله وطمعا بالجنة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق