الثلاثاء، 12 يوليو 2016

أرتالُ داعش وتفجيراتُ الكرادة....شبهات وحدود


جمال حسين مسلم
كانت الفرحة غامرة ولاتتسع الصدور أن تحملها ,حين أُعِلن عن تحرير مدينة الفلوجة العراقية في محافظة الانبار ؛وذلك لعديد الاسباب التي أحاطت بالموضوع ,ومنها الاسباب المتعلقة بأمن بغداد ,حيث تبعد هذه المدينة 40 دقيقة تقريبا إلى الغرب من العاصمة العراقية غربا ,ومثلت منذ عقد من الزمن مشكلة أمنية كبيرة لحكومة العراق ما بعد 2003م ,نتيجة لتوجهات المدينة ونصرتها للتيارات السلفية والتكفيرية القادمة من خارج العراق ,وقرب تلك المدينة من مظار الحبانية العسكري ومن مطار بغداد الدولي إلى حد ما ,وضع الامور الامنية بحالة من الخطورة الكبيرة ,فضلا عن حضانة تلك المدينة لعامل الارهاب والذي اصبح خنجرا في خاصرة بغداد الامنية ,و البعد الدولي لهذه المعركة ,حيث تعتبرها عديد الدول العربية والاقليمية معركة كسر العظم بين حكومة العراق الجديدة والمتهمة بشتى التهم الطائفية  وبين مدينة مثلت لهم المرتكز الامامي في المعركة و احتضنت المسلحين من حدب وصوب  علانية ,من هنا اوتفع منسوب الصراخ والعويل في بعض القنوات العربية الاعلامية والمحلية أيضا,وهي الممثل الرسمي والناطق الحقيقي بلسان التكفيرعلانية وسرا,والموضوع  ولشدة وضوحه وكثرة براهينة لايحتاج إلى إعادة وتكرار..
أعقبَ فرحُ ( أغلب ) العراقيين بتحرير الفلوجة صدمة كبيرة تمثلت بنبأ خروج الدواعش من الفلوجة وماجاورها على شكل أرتال عسكرية متجهة نحو الحدود السورية..!!! أرتال منظمة وكان عددها يربو على أربعة وفي مقدمتها رتل لقيادات داعش ونسائهم وأطفالهم ..وقد مر هذا الرتل بسلام وأمان نحو ميدنة القائم العراقية وكأن طيران التحالف الغربي ,كان عينا ساهرة حريصة على مرورهم بأمان  ,هذه الارتال لانعرف من اتفق على خروجها ؟؟ ومن يرعاها وما تحمل وأين وكيف ومتى تم الاتفاق ؟؟ واذا كان خروجهم بأتفاق مسبق ,فلماذا لم يتفقوا معنا حين تم ابادة مجاميع كبيرة ومن ابناء الجيش والشرطة المحاصرين لديهم في أكثرمن موقعة ولاسيما واقعة سبايكر والسجر...وما أن فضحت وسائل الاعلام الالكتروني خروج الدواعش بهذه الطريقة حتى تصدى لوا ء عامرية الفلوجة  من عشيرة البوعيسى لهم ومن ابناء الجيش العراقي وطيرانه ,وابادوا بقية الارتال المنسحبة ((ضمن اتفاق وراع رسمي مجهول الهوية )),لايعرفه إلا الله وحكام المنطقة الخضراء في بغداد...وبُعيد اخبار ابادة ارتال داعش المفرحة ..وقعت مأسآة حي الكرادة المزدحم وسط بغداد ,فكانت فاجعة حقيقية بحجمها وفداحة الخسائر الملحقة بها..وبدا ألامر في أوله وكأنه انتقام للدواعش وأرتالهم المبادة ولكن طريقة التنفيذ والاختراق الامني وشكل الانفجارات والحرائق الملحقة بالمكان تجعلنا نبتعد كثيرا عن طرق الدواعش الارهابية ونقترب كثير من المخابرات الدولية وطرق عقابها وكأن الامر برمته مرتبط بالراعي الاول لارتال داعش والذي شعر بنقض الاتفاق فعاد لكي يضرب بغداد بالصميم وبشكل دموي وعنيف جدا...وكادت هذه الحادثة تمر على ابناء الشعب من خلال امتصاصها بزيارات وهمية لمسؤولي بغداد وعقوبات مضحكة لمسؤولين الامن هناك...مع حكايات مخجلة عن  مواد الانفجار من خلال انفجار محلات العطور او قنابل النابلم او شياء اخرى.....لو أمتلكها داعش لما تأخر في إبادة مدينة الصدر أبدا.. وتصدت الفعاليات الشعبية العفوية والجماهيرية والتي تبنت نشر الموضوع وتثبيته في وسائل التواصل الاجتماعي والتي بدورها لعبت دورا كبيرا ومهما في كتابة تاريخ الحدث وبيان بعض المستترات وجوبا من الامور المتعلقة بالحادث وفي مقدمتها ان احتمال انفجار سيارة مفخخة بهذا الشكل هو احتمال ضعيف ؛لان وبكل بساطة السيارة المفخخة لم تترك اثرا أوحفرة في الشارع المذكور ..وهذا أمر غريب....!!! والامر الثاني امتداد الحرائق في وقت واحد ومتزامن إلى جميع الاقبية والغرف والابنيه والسلالم والارضية في العمارت المستهدفة في وقت واحد وكأنه مبرمج...؟؟؟وامور أخرى غربية الاطوار حدثت هناك ..وأظن أن الامر هو انذار شديد اللهجة للحكومة العراقيه بوصفها اخلفت وعدا كان من المفروض به ان تخرج ارتال داعش سالمة غانمة من الفلوجة...فالذي رعى الاتفاق المشبوه بين طرفي النزاع هو نفسه يعرف من المسؤول  وكيف تم التفجير في الكرادة / بغداد ,وعلى الدولة إن صدقت بمسؤوليتها أن تطلب لجنة تحقيق دولية تساعد الشعب العراقي في معرفة الجاني وتنقذنا من مهزلة اللجان التحقيقية العراقية والتي باتت نكتة سمجة لايتقبلها الناس بسهولة....                        

http://jamalleksumery.blogspot.co.at                                                                     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن