الخميس، 17 مارس 2016

ماذا لو  كان حزبُ اللهِ إرهابياً                    
جمال حسين                                                                                        
تعالتْ في الآونةِ الأخيرةِ أصوات دول الممالك والامارات العربية في كثير من المحافل الدولية  و الأقليمية مطالبة المجتمع الدولي بوصف حزب الله اللبناني بالارهاب؛وعلو اصواتهم جاء  بفضل عاملين مهمين ,أولهما تمثل بالمال السياسي ,وثانيهما بالترهيب السياسي ,وكلاهما من الأسلحة المتعارف عليها ضمن شرع وعرف دول الملوك والامراء العرب منذ النشأة وحتى اللحظة ,و قديما على سبيل المثال , عرف الجميع مدى التوتر في العلاقة بين الرئيس العربي الراحل جمال عبد الناصر وبين مملكة آل سعود ,وهذه القصة تصلح شاهدا طيبا على أن عداء هؤلاء للانظمة العربية الجمهورية  لم يكن مبنيا على أساس الدفاع عن الدين أو الطائفة المعينة كما يروجون لبضاعتهم المنكرة ولكن على أساس النهج التآمري والامتثال لاوامر  دول السيادة في مختلف الاوقات وإن اختلفت ألوان هذا التآمر وتغيرت ثيابه بحسب الظرف ومعطيات المرحلة...وما أن حلّ الخريف العربي ضيفاً ثقيلاً على المجتمعات العربيّة حتى تصدت دول الخليج العربي المكونة من ممالك نفطية وغازية يتبعها مملكة الاردن والمغرب العربي { بإذلال } تام وغير مناسب لجميع تصرفات وقرارات دول مجلس تعاون الخليج العربي.. المجلس المحمي علانية بطائرات غربية وأساطيل أمريكية تمد له يد العون وعينها وجندها  في خدمة العلم الاسرائليلي في آنٍ واحدٍ... والأمثلة  على ذلك كثيرة , لاتحصيها سطورا متواضعة مثل التي نكتبها... وأخيرا ظهر في الشارع السياسي العربي وليس الشارع العربي إصرار مجموعة من الدول العربية على وصف حزب الله اللبناني كحركة إرهابية ,والعمل على استحصال قرارات عربية ودولية تؤيد ذلك التوجه..!!!                                     
وحقيقة الصراع بين حزب الله اللبناني وتلك الممالك والدويلات العربية ,هي حقيقة مبدئية وقيم أخلاقية في ثوبها الاول ثم تتفرع إلى عنوانات أخرى كثيرة ,تكون الطائفية في مقدمتها وتأتي الحرب بالوكالة في المرتبة الثانية منها وهلم جرا...فحزب الله اللبناني كان في عام 2006م ,قد مرغ أنف اسرائيل هذا العدو المتغطرس بالتراب وأذلها ؛ نتج عن ذلك ازدياد شعبيته بشكل ملحوظ وكبير في أوساط الجماهير العربية ,ولاسيما اليسارية منه والمقاومة الاسلامية في فلسطين ...في حين لم يسجل لدول الخليج العربي أي موقف من هذا القبيل لا من قبل ولا من بعد ,بل كأن الامر في كثير من الاحيان لايعنيهم ولم يسمعوا به...وبعد عام 2011م توالت الاحداث الدموية على أرض سوريا الحبيبة وسالتْ الدماء وتداخلت الاسباب واشترك العالم بأجمعه في حرب ضروس تشبه إلى حد كبير حروب الدينية في التاريخ..فكان من نتاج ذلك دخول حزب الله مهاجما قبل أن يكون مدافعا داخل أراضيه ..على خطأ أم صواب..بحسب وجهة نظر القاريء للاحداث والمنتفع منها والمتضرر ,تختلف الاقوال في ذلك...وأخيرا تفجرت دول الخليج العربي بقيادة المملكة العربية السعودية غضبا ؛ بسبب التغيرات العسكرية المحبطة لمصالحهم في سوريا واليمن..وشنت هذه الدول حملة دبلوماسية كبيرة من أجل إلحاق أكبر الضرر بحزب الله ,كان في مقدمتها قطع المعونات العسكرية عن لبنان ؛من أجل تأليب الشارع العربي في لبنان ضد حزب الله ,والأمر الاخر  المحاولة الخطيرة لهذه الدول في مؤتمر وزراء الداخلية العرب في تونمس ..ومجلس الجامعة العربية في القاهرة من أجل استحصال قرار يؤيد التوجهات الأخيرة لهذه الدول...هنا استخف كثير من المهتمين بالشأن السياسي العربي بهذا القرار ومدى أهميته وتأثيره على الأحداث ,ولاسيما أن الجميع يعرف بأن مؤسسة جامعة الدول العربية هي مؤسسة خاوية على عروشها واستهلاكية منذ تكريم وزير خارجية بريطانيا عام 1941م  العرب بإنشاء هذه الدار للعجزة العرب..ولكن الأمر لايستهان به  أبداً...فالموضوع شيطاني يهدف إلى أبعاد أخرى مستقبلية ,فهو يعطي الحجة لدول الاتحاد الاوربي والدول الغربية عموما ؛ من أجل استهداف حزب الله وتصنيفه إرهابيا بعد أن أيد ذلك أهل الدار أنفسهم..ويعطي الشرعية الاخلاقية والقانونية لاسرائيل بضرب  المقاومة اللبنانية دون أي تحسب للامور ؛فقد اعطى العرب الضوء الاخضر لهذا الكيان بفعل ما يشاء في لبنان..وإن انتصرت هذه الارادة الخبيثة بمشاريعها البعيدة ,فسيكون مصير الحركات المقاومة في وطننا العربي على جدول اجتماعات دول مجلس التعاون الخليجي ,و لاسيما أن كثير من سياسي دول الغرب مستعد لترويج قرار وأفعال هذه الدول وبحسب التحويلات المالية الداخلة في جيوبهم,فلايستخف أحد بأفعال هذه الدول ؛لانها مأمورة من أسيادها وهم لايلعبون و لا يمزحون...       

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم...
    مقالك سيدي جدا رائع ،فقط اريد ان اقول انه لدينا الكثير من الامثلة غير الزعيم جمال عبد الناصر،المناضل ياسر عرفات،ورموز النضال الفلسطيني العربي،فلا استبعد تورط آل سعود في القضاء علي هذه الرموز المقاومة بأوامر من اسيادها ،(الوهابية رؤوس الشياطين،)صدقت يارسول الله....دام نبض قلمك استاذي....

    ردحذف
  2. فعلا حزب الله ارهابياً؛ لانه يحارب ارهابهم،ويُفشل مخطاطاتهم في المنطقة؛ولانه دعس علي اسرائيلهم المدللة. والجامعة العربية الصورية الخاوية يتم تفعيلها فقط لهكذا عراقيل تواجههم وتهدد امن واستقرار اسرائيلهم،و يستحصلون علي قرارت من حكومات دول شبه قائمة،هكذا هم الجبناء،هكذا هم الاتباع،لعبة بلايستيشن وهذه احدى مراحل اللعبة......اعجبني جدا مقالك استاذي الكريم،دمت ودام عطاؤك نهراً لاينضب،تحياتي وتقديري لك استاذي....

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن