الثلاثاء، 4 مارس 2014

مملكة حاملة لفايروس التفكك


الممكلة العربية السعودية , مملكة قامت بوعد بريطاني ,بعد هزيمة الاحتلال العثماني ,وأنتصار لبريطانيا العظمى كما توصف آنذاك ,وبتعهدات سرية علنية بين الانكليز والمتعاونين العرب معها ,قامت دويلة الكيان الغاصب لفسطين العربية  ؟؟؟, فيما أخذت القبائل المتحالفة مع آل سعود بغزو بقية الامارات المنتشرة على  أرض الجزيرة العربية , واخضاعها للسلطان الجديد المصحوب بمقاتلين من الصحراء يحلمون بتطبيق حدود الشريعة الاسلامية وبحسب فهمهم الخاص لها... فكانت  ولادة المملكة العربية السعودية ,ذات الغطاء الديني المتشدد التكفيري ,الذي  قاتل وقتل  باسم الامام... وأقامة الحدود ,ولبس عباءة تصلح لجميع الاحكام والازمان والاماكن... هذه سطور متواضعة لاتفي بحدود التاريخ  لمثل هذا التحول الكبير في الصحراء العربية بين النشأة والتكوين ومتطلبات قيام الدولة بحسب الانظمة  والميزات الملكية والاميرية !!! بمقابل عطاء لاحدود له للحلفاء , وفي مقدمة العطاء , تحقيق الاهداف الاستتراجية لحلفاء الغرب والعمل على تنفيذها في المنطقة العربية بالوكالة.......                            
       هكذا وبكل بساطة كانت نقطة الارتكاز في سياسة المملكة العربية السعودية على الصعيدين الداخلي والخارجي , ومنذ أكثر من نصف قرن من الزمن ..لم تتعرض هذه السياسة الى أي تغيير لو كان طفيفا.. ولكنه باتأكيد سيحمل كثيرا من المستجدات في قوادم الزمن ولامناص من ذلك الامر الحتمي ...ففي سياسة المملكة الخارجية القائمة على أساس أنصر مصالح الغرب ظالمة أم مظلومة ....فكانت لازالت تمثل الاداة السوداء لتنفيذ تلك المشاريع الغربية ,التي تعمل ليل نهار على تفكيك الوطن العربي ونهب خيراته وجعله النقطة الاضعف في المواجهة التاريخية في قضيتها المركزية ...والسعودية كدولة منفردة أو متزعمة لدويلات الخليج العربي مثلت نهجا مغايرا لخط الجمهوريات في العقد المنصرم  من القرن الماضي وتقاطعت مع تلك الجمهوريات في أكثر من مناسبة ,وكانت تستشعر بثقل التسمية الجمهورية  وأعلامها وطروحاتها  ؛ فنهجت نهجا يرضي سياسة الدول الغربية ويشعرها بوجود مناطق آمنة لها واسست قواعد عسكرية في أكثر من مكان , هددت بها أمن دول الجوار العربي والمسلم ..في أكثر من مناسبة ..                                                                   
في الوقت نفسه كانت ولا زالت تراهن  على التلاعب بمشروع التيارات الدينية ولاسيما صاحبة الافكار المتشددة ؛من خلال زراعتها في دول المنطقة ودعمها المادي والفكري ,على اساس نشر الدين الحق !!! ولاسيما بين الافراد في مواسم الشعائر الدينية أو من خلال أئمة الجوامع وبعض العلماء الساعين لتحقيق منافعهم الشخصية تحت عباءة هذا وذاك.... من رجال المخابرات في الدول الضامنة لهم... . آملة في منفعة تلك التيارات الدينية لها في يوم من الايام .وهذا ماحدث فعلا بعد تهاوي الانظمة الجمهورية العسكرية في المنظقة العربية ,وعلى طريقة تهاوى الدومينو... بعد أن ذاقت شعوبها ويلات الحروب ومرارة الدكتاتورية التي عادت بالشعوب الى الدرجات السفلى من التخلف وفي مختلف الاصعدة ....               
اما من ناحية الوضع الداخلي للملكة العربية السعودية ,فالمملكة العربية السعودية وبتاريخها الطويل .. خارجة من مجموعة  المعارك القبلية التاريخية بينها وبين قبائل اخرى حكمت امارات متجاورة من مثل حائل في الشمال ونجد والحجاز والاحساء وكذا الامر في جنوب السعودية...وبعد صراع تاريخي دموي تدخل فيه الاتراك في اكثر من مناسبة وكذا ملوك مصر واخيرا بريطانيا ,توحدت هذه الممالك القبلية المتناحرة فيما بينها تحت مسمى حديث ,هو المملكة العربية السعودية والامر نفسىه ينطبق تماما على المذاهب الدينية  ,التي كانت منتشرة في الجزيرة العربية ودخلت حين ذاك في قتال تاريخي مرير الدموي ,من مثل مذاهب الاسماعيلية والشيعة الاثني عشرية واخوان المسلمين والمتصوفه والاشراف في مكة ..... كلها المسميات القبلية والمذهبية توحدت تحت ظلال السيف والدم ,بمسمى المملكة العربية السعودية....والتي انشأت نظاما ملكيا مطلقا لايمتلك دستورا حتى اللحظة ولكن عدل بمجموعة قوانين عام 1992م فقط...واخفى تماما عن الشعب العربي السعودي حالة الامراء وامتيازات الامراء المادية ¸والمردود المادي الحقيقي من الثروات النفطية واين تذهب وكيف تقسم وماهي الارقام الحقيقية للتصدير ,وفي اي بنوك تدخر ,وبأي اسم ؟؟؟......                    
             ومن المفترض ان ذاكرة الاجيال غادرت تقسيمات البلاد المذهبية والقبلية القديمة واحداث الثأر والدم بينها ؟؟, ولكن بالتأكيد أن الشعوب مازالت تعيش واقعا اجتماعيا مؤلما يقوم على التمايز الطبقي بالدرجة الاولى وانعدام الحريات الشخصية ثانيا وفقدان البنى التحتية.والشواهد على ذلك لاتعد ولاتحصى ..بداية من أزمة العمل الى السكن الى واقع التعليم والصحة..... مما أنتج حالة من الاحتقان الداخلي ظهرت جلية في كثير من مواقع التواصل الاجتماعي  في السعودية ولاسيما بعد تدخل العربية السعودية في شأن البلدان المجاورة علانية وصراحة ,كما حدث في الشأن اليمني والسوري واللبناني والعراقي والبحريني... وهذا مافاقم الوضع الداخلي الذي يسير بعكس الارادة السياسية في المملكة العربية السعودية وإنْ تخيلت لنفسها غير ذلك ؛فهي واهمة لامحال...لانها في حقيقة الامر مملكة حاملة للفايروس في الاصل ,وماهي الامسألة زمن ...وحينها ستجد النيران التي اشعلتها لتدفئة دول الجوار قد عادت بألسنتها لتحرق الداخل السعودي ويكتوي بنيرانها .                                              
جمال حسين مسلم
                                          

    

هناك 3 تعليقات:

  1. غزوان الراوي
    05/03/2014 - 01:19
    العراق تايمز
    طرح موفق

    السلام عليكم .. ارى من الضروري الاشاده بالطرح الموضوعي في المقال اعلاه .. اتمنى واعذروني .. ان ياتي الموضوع على ذكر حقائق يا ريت معززة بالارقام كي تكون اكثر مصداقية شاكرين لكم هذه الجهود والله الموفق

    ردحذف


  2. 1 عبد الستار ﺟﺒﺎﺭ 05/03/14
    0
    صوت الحرية
    0


    السيد الكاتب اني انتظر ذلك كما اني اتمنئ لهم جميعا خسفا عاجلا ام اجلا _

    ردحذف
  3. تعليق من سيف الدين
    لو تمهل الكاتب ونظر حواليه من فساد وسرقات وقتل ومقتول لكان عليه الافضل التوقف عن سرد مقاله هذا، سيما ان العراق له الان ميزانية تفوق ميزانية مملكة الفايروسات.
    لاحول ولا قوة إلا بالله
    صوت الحرية

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن