الأحد، 9 مارس 2014

التعريف الامريكي للارهاب


الولايات المتحدة الامريكية ,كانت ومازالت واحدة من الدول العظمى في العالم , تقود كثير من السياسات الخارجية لعديد الدول السائرة في ركاب الولايات المتحدة الامريكية  ,وفي احيان  تقودها في سياساتها الداخلية أيضا , وتلك التبعية  جرّت على أصحابها كثيرا من المواقف المحرجة  , التي سببت لهم اشكالية كبيرة امام الراي العام العالمي بعامة وشعوبهم بخاصة , وهذا المأزق التبعي ظاهرة في عموم السياسة الخارجية الامريكية وخاصة فيما يتعلق بتعريف الولايات المتحدة الامريكية للارهاب وهويته , الارهاب الذي بات الشغل الشاغل للاعلام العربي والعالمي ولكثير من المتتبعين للوضع السياسي ومتغيراته في مختلف  دول العالم... الارهاب من وجهة نظر السياسة الامريكية اصبح متلازما بمهوم التطرف الديني لمجموعات اسلامية متشددة منذ أحداث  سبتمبر عام 2001م ,التي تسببت بدخول الجيش الامريكي الى افغانستان وانقسام العالم بشكل كبير الى مؤيد لتلك العمليات او رافض لها ولا طرف ثالث في الموضوع...والحادثة ومانتج عنها من اشكاليات في المصطلح السياسي واستخداماته , شكلت تحولا تاريخيا  مهما لكثيرمن المؤسسات الدينية وبعض المؤسسات الحكومية ؛ ممن تتصيد الفرص للنيل من الدين الاسلامي  ؛ رغبة منها في تشويهه وتقديمه للشعوب الغربية بوصفه ,نظاما ارهابيا لاوجود له الا من خلال السيف وحز الرقاب !! وبالتالي هذا المفهوم يصب كثيرا في صالح اطراف معادية للشعوب العربية والاسلامية ,وهو أمر لايخفى على لبيب او متتبع... وان كان موضوع الارهاب قبل ذلك كان قد ارتبط الى حد ما  بوصف بعض المنظمات اليسارية المناهضة للانظمة الغربية الرأسمالية ....والتي خاضت ضد تلك الانظمة مجموعة  من الاعمال العسكرية في وقتها وعلى قلتها الا انها كانت عمليات نوعية ومهمة...
وبعيد دخول جيوش الاتحاد السوفيتي آنذاك الى افغانستان في ثمانيات القرن المنصرم ..كانت الآلة الاعلامية الغربية والعربية تطلق لفظة المجاهدين على المقاتلين الاسلاميين الذين تصدوا لدخول الجيش السوفيني في وقتها....وكانت تلك الانظمة داعمة لل((المجاهدين )) سرا وعلانية..الا أن الامر تغير كثيرا بعد احداث سبتمبر وانقلب السحر على الساحر..فكانت التوصيفات الجديدة للارهاب تنسجم تماما وما يفكر به الغرب كمؤسسة رأسمالية تهدف للمصلحة المالية الذاتية أولا وأخيرا ,على الرغم من معرفتهم السابقة بانظمة الارهاب ومصادره المالية ومنابعه ,ولاسيما فيما يتعلق بالدعم الواضح من بعض دويلات الخليج العربي ودول اخرى تمدهم بالعدد البشري ,واخرى في شمال اوربا يسرح فيها المتطرفون ليلا ونهارا وبدراية كاملة من تلك الدول وكأنها الراعي الرسمي لهم....                    
فيما بقيت طائلة الارهاب تطارد الاسماء التي تشاء الانظمة الغربية وبعض مواليها وضعهم في قفص الاتهام ,بمقابل اسماء اخرى تتنقل بارصدتها بحرية كاملة ...وكأن الامر متفق عليه عند جميع الاطراف حيث التعريف المشترك للارهاب وكيفية استخدامه بالفائدة القصوى لتحقيق جميع الاغراض السياسية وكذا التنفيس عن الاحقاد التاريخية بين الحضارات القديمة وصداماتها في حسبي المتواضع.                           وبقيت الولايات المتحدة الامريكية طيلت العقد المنصرم ,تطارد الارهاب بتعريفها الخاص بها وبحسب المصالح الاقتصادية والقومية لها وفي بعض الاحيان الشخصية ؟؟؟ فكان لها  تعريفات  للارهاب متباينة وتنم عن خلل أخلاقي كبير في سياسة الولايات المتحدة الامريكية وبعض من سار في ركبها..حيث تصطاد الارهابيين !!!بطائراتها المسيرة وتغض الطرف عن دويلات الخليج وغيرها من التي تمدهم بالمال والبنين وتعدهم فكريا في مؤسساتها الدينية  ...                                                 


وبعيد احداث ما يسمى بالربيع العربي الدموي ؟؟؟ ,اصبحت تعريفات امريكا والغرب للارهاب اوضح من عين الشمس ,فهي مجموعة من المتناقضات الاخلاقية ,التي تنم عن مخطط مسبق وفكر مؤدلج, فهي تدعم بشكل واضح ولاجدال فيه المجاميع المسلحة الاسلامية المتشددة في سوريا وتغض الطرف عن داعميها..فيما تستنكر افعالهم في العراق وتطاردهم بالطائرات  في افغانستان واليمن وتصاب بالخرس والطرش عما يحدث في ليبيا ,رغبة منها في ابقاء المنطقة ضمن دوامة العنف والذي سيأتي على الاخضر واليابس في يوم واحد ...وهي واهمة في تصوراتها ؛ أذ تعتقد إن الموضوع سينتج عن دويلات مفككة عسكريا واقتصاديا ..تخدم  الكيان المدلل للغرب في المنطقة العربية...فهي ترى الامور بما تحب وتشتهي...... متناسية الانفلات التنظيمي لخلايا الارهاب المنشطرة والمتكاثرة دون حدود زمنية أو مكانية ..وهذا ماسيعود على الداعمين جميعا بسوء العاقبة قريبا أو بعيدا                    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن