الاثنين، 9 ديسمبر 2013

سعدي يوسف




سعدي يوسف ,مَنْ أنت ؟ ومَنْ رسول الله

صدق الباري عزّ وجل في محكم كتابه العزيز حين قال:- (( ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا...)) , النحل 70 .وصف غاية في الدقة لكثير من الناس الذين أعتقدوا لبرهة من الزمن ,بأنهم  أصحاب علم ,وليتهم كذلك .                                   

سعدي يوسف الشاعر العراقي 1934م .المغترب منذ زمن بعيد , متنقلا بين اصقاع الارض ,حسب  نفسه لبرهة من الزمن بأنه من اصحاب العلم والكلمة ,التي يجب انْ ينطق بها ,ويجب انْ يحسب لها ألف حساب ,بوصفه قد فاق الاولين والاخرين شعرا وصعلكة ...والحقيقة غير ذلك تماما..فسعدي يوسف ومنذ زمن  بعيد لم يعد في مصاف الشعراء العراقيين الكبار ,ولاسيما من لهم الريادة في الشعر العربي الحديث وفي مقدمتهم بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي   ومن الاجيال التي عاصرتهم أو جاءت بعد رحيلهم ,من مثل مظفر النواب وحسب الشيخ جعفر ...وغيرهم حتى يومنا هذا ..العراق يحفل بالشعر والشعراء من الذين غادروا مجبرين أو استقر بهم الحال في العراق ....                                                

والحق يقال إنّ العقود الاخيرة من الزمن لم تحفل بدراسات نقدية كثيرة ,تناولت شعر سعدي يوسف ,على الرغم من تعدد دواوينه وتعدد الدعوات له في المنابر الادبية..وهذا المؤشر الاول على وفاة المنتج الشعري لهذا الرجل بشكل لارجعة فيه ...وأظن انّ هذا السبب الاول ؛الذي جعله يشعر بالحرج من الموت الادبي والاخلاقي المبكر ,فأخذ في كثير من الاحيان يهاجم الناس ويفتك بهم ,بعلة أو دون علة .                                                                 

هكذا كان سعدي يوسف في أخر كتاباته اللاشعرية واللا ادبية ,لانها في الحقيقة ..بحث عن الشهرة على صفحات الانترنيت أو الجرائد والمجلات الورقية ,وإلا مالذي يدعو رجلا في أرذل العمر من مهاجمة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ,بشكل غير مبرر ,ولايحتمل التأويل ...

والحق يقال فقد  نجح في استدرجنا الى هذا الهدف ,على الرغم من وجود مثل هذه النصوص المقرفة في بطون الكتب منذ أكثر من ألف سنة,ومنها أمهات الكتب الاسلامية ...ولكن هذا لايبرر الاجترار في الموضوع والمساس بشخصية مقدسة عند أكثر من مليار أنسان على وجه البسيطة ..                                                                                              

كتب هذا الرجل ؟؟ على صفحته الشخصية قصيدة ,وهو في لندن بتاريخ 16 /11 /2013 م ,قصيدة تحت عنوان {عيشة بنت الباشا } وهذه الجملة متعارف عليها عند العراقيين  ولاسيما وهم , يتغنون بطلعت الشميسه على قبر عيشه ...وهي من الموروث الشعبي العراقي والعربي ربما ...  تكررت عند سعدي يوسف في اربعة مقاطع في القصيدة ,فأخذت حيزا ,لايتناسب مع فوائدها الادبية ,وكان التكرار مجرد ضعف في الاداء الشعري أو قصد سيء...                 

طلعت الشميسه

على شَعر عيشه

عيشه بنت الباشا

تلعب بالخرخاشه

واذا تركنا هذا المقطع المكرر ,سترى ماتبقى من القصيدة على حقيقته الكاملة وهو نص فقير فنيا .. ولايحمل في طياته اية جماليات تذكر,بل قباحة تذكر... وهو يسيء الى شخص الرسول الاعظم بوصفه رجلا,  تقوده شهواته الجنسية ورغباته الشخصية ,التي لايستطع مقاومتها ,فيأمر اتباعه بجلب تلك الفتاة من ساحة لعب الاطفال الى احضانه ..........             

لَكأنّ عائشةَ الجميلةَ تستجيرُ . تقولُ لي : سعدي !
أوَلستَ مَن يهوى الجميلاتِ ؟ الحرائرَ ... والصبايا ؟
كيفَ تخذلُني ، إذاً ؟

أنتَ العليمُ بأنني  ، بنتٌ لتاسعةٍ ، وأني كنتُ ألعبُ بالدُّمى.
لكنهم جاؤوا
وقالوا : ثَمَّ تطْريةٌ لوجهِكِ  ...
(
كان وجهي وجهَ طفلتكم  ، وليس من معنىً لتطريةٍ ... )
أجابوني :
النبيُّ أرادكِ !

ثم يسرف في وصفه لرسول الله ,وكأن موضوعات الادب ومحن الشعوب قد انتهت ,ولم تعد مصدر الهام للشعر ,وما بقي لنا فقط الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آل بيته.........

يا عطاَ الله !
كان محمّدٌ  ، ما بين رُكعته ، وتالي رُكعةٍ ، ينوي يُباشرُها
وأحياناً يرى ما بين ساقَيها  ، صلاةً ...
هكذا
ذاقتْ عُسَيلَتَهُ
وذاقَ محمدٌ ، دبِقاً ، عُسَيلَتَها ...
هيَ مَنْ هيَ : الـحَوّاءُ
عائشةُ الحـُمَيراءُ  ،
الجميلةُ مثل إيرلنديّةٍ ...
صنمُ النبي ّ !

لم يحتمل النص أي تأويل أو رمزية ويستطيع القاريء معها الانفلات من معاني النص..الصراحة والوضوح في الكتابة ,يدلان وبسهولة على نية الكاتب المريضة في الوصول الى هدفه المريض..ربما رغبة في أن يطرح اسمه من جديد بوصفه....                         

لكنّ عائشةَ الجميلةَ ، سوفُ تُعْلي أن ناعمَ شَعرَِها سيظلُّ أحمرَ
سوف تُعْلِنُ أنها  ، أبداً ، محاربةٌ   ...
لقد قهرتْ نبيّاً في السريرِ
وهاهي ذي ، على جملٍ ، تقاتلُ .
إنّ عائشةَ الـحُـميراءَ
النبيّةُ
بعدَ أن ذهبَ الذكورُ الأنبياءُ إلى الهباء

وبعد هذا فان ما طرحه هذا الرجل استفز كثير من المسلمين ,ومن كل مشاربهم ومذاهبهم ,فمحمد هو من أعظم الشخصيات في التاريخ وقد حق عليه قوله تعالى ,انك لعلى خلق عظيم ..وهذه الكلمات الربانية ,,تغني عن السؤال فيما ما ورد في القصيدة...فقد زكاه رب العزة بكتابه الكريم والى يوم الدين...وعن السيدة عائشة , فهي من أمهات المؤمنين وعرضها وشرفها خط أحمر ,لايجب الاقتراب منه , وأما عن التاريخ الذي ذكر به الشاعر في موقعة الجمل ,فلايعني الطعن بشرفها مطلقا ..ولكنه فقط للبحث العلمي عن معركة ما,,, دارت بين جيشين ..ولنا في تصرف أمير المؤمنين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ,بعد المعركة مع السيدة عائشة مثالا يحتذى به في  الخلق والدين .. وليس مثالنا ما تصدى له هذا الرجل المريض في نفاقه الاخير

جمال حسين مسلم

هناك تعليقان (2):

  1. تعليق حول موضوع
    سعدي يوسف ,مَنْ أنت ؟ ومَنْ رسول الله

    صاحب التعليق : صالح الرزوق ١٠/١٢/١٣
    تحية و احتراما و بعد
    لا أعتقد ان الشاعر سعدي يقصد اهانة المقدسات. و النبي من الإنباء و عيشة لفظ عامي. و هو لم يذكر الرسول الكريم صراحة. و لعله يسقط ما يجوز على ما لا يجوز.
    على اية حال ارجو ان يستوضح احكم منه ماذا يقصد بهذه التشاكل في اللفظ الذي قد لا ينسحب على المعنى.
    و شكرا..


    http://www.baghdadtimes.net/Arabic

    ردحذف
  2. ابو علي
    احسنتم وفقكم الله يا استاذ جمال

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن