الأحد، 8 ديسمبر 2013

نفط العرب للعرب موتي يارجعيه



منذ زمن بعيد كنا نهتف بشعارات حماسية مختلفة ,لم نكن ندري ماتعني تلك الشعارات ومن أين تأتي ,لكن المهم أن يسوقنا المعلم أو المدير بعصاه الى ساحة المدرسة أو الى شارع معين ,لكي نشارك في حدث سياسي ,وكان حضورنا المضحك المبكي ,معد سلفاً ومخطط له,,لكي ترى القيادة الفذة ,جماهير الشعب العراقي وهي تحي وتستجيب لطلب القيادة السياسية الحكيمة وفي مقدمتها القائد البعرورة ((عفوا الضرورة )) ,, وفي كل الاحوال كانت مجرد مضيعة للوقت ومجرد أكاذيب وشعارات لاتمت للواقع بصلة أبدا... واستمر هذا الحال على مدى ثلاثة عقود من الزمن ,كنا نحاكي فيها أوهام وأكاذيب القيادة السياسية آنذاك..وترسخت في أذهاننا مجموعة كبيرة من الشعارات الرنانة والطنانة ؛ لكي نتربى تربية حزبية وبحسب مقاسات المنهاج المركزي لحزب (العبث ) العربي الاشتراكي وعصابته ,وأتباعه وأذياله...                       

وكانت تلك الشعارات المعلقة على الجدران البائسة  , تصنع منا أمة جاهلة بحق وحقيقة ,جهلها متأتٍ من كون الفرد ,ينعق ويصيح بأعلى صوته هاتفا ,ولكن حياته مبنية على أساس واحد آلا وهو تركض والعشا خباز ,,والحمد لله مازالنا نمسح بالخرقة حدّ السيف ....                     

ومن تلك الشعارات البائسة { النفط سلاح في المعركة } يامعركة منهن ما اعرف ...عشرين معركة دخلنا والنصر حليفنا ؟؟؟؟؟؟؟ , { البعثي أول من يضحي وأخر من يستفيد } يابويه يصلخ صلخ ... أو { اضاعة دقيقة من العمل اضاعة لفرصة من التقدم } هجم بيتكم اي والله...أو { عملك شرفك فمن لايعمل لاشرف له  } والشعب كله جنود ,,,لو بطالة عطالة... ومن هذا الخريط طبعا  ,تجد ما لايسرك ابدا ,............                                          

فيما بقي في الذاكرة المهشمة شعارٌ ,أكثرها جمالية وموسيقية ,آلا وهو (نفط العرب للعرب موتي يرجعية ) ,وفي الحقيقة ان الدول النفطية العربية ,تنقسم قسمين ,دول نفطية عربية ,ودول (عفطية ) عربية ,وللقاريء حرية اختيار المسمى الذي يقتنع به ..                               

فيما عَدّ العراق من هذه الدول أو تلك وهو من الذين رفع شعار نفط العرب للعرب ...وأيامها كنا نبحث عن (تنكة نفط أبيض ) , ونتغنى سراٌ بأنشودة : هي ياسعد ياجدنا تنكة نفط ماعدنا ... أو ربما أنشودة : ملينا من أكل الزوري ...                                                         

أما اليوم وفي عصر استكشافات الرقع النفطية والغازية ,التي يتصدر مشهدها الدكتور الشهرستاني ,(( رئيس لجنة الطاقة في مجلس الوزراء ,رئيس اللجنة الامنية في قضاء طوزخرماتو ,رئيس لجنة اعادة صياغة قانون التقاعد )) , لم نعد نسمع بتلك الشعرات أبداٌ ,ولكن اصبحنا أكثر أمية في معرفة أنفسنا من اي دولة نحن من التقسيمين للدول النفطية  .       في القسم الاول من حديث النفط والطاقة ,فلاعلاقة بالمطلق بين مدن النفط الشروگية ,وثرواتها المرعبة ,وبين شكل تلك المدن ....مدن بلا ملامح والخدمات المقدمة لها  ولا أثر على حياة المواطن المنهك والمتعب,المواطن الهدف الاول لسخرية الدولة من شعبها واستخفافها بعقله وفهمه,,و مدينة البصرة والعمارة والكوت والناصرية ,,, خير دليل للباحث والدارس ,عن تناقضات ما في باطن الارض وما على ظهرها من  ...  وأخطرها ما يتعلق بعدادت التصدير؟؟

أما الحديث عن نفط مدن شمال العراق والتي يقطنها أخوتنا من ابناء الشعب الكردي المناضل والمظلوم , وهذه ليست مقدمة طللية ,ولكن حقيقة تأريخية...فالنزاع حول هذه المصادر النفطية ,وأحقية المركز أم الاقليم في استلام عائداتها ,موضوع يحمل من العقد ,مايصعب حله ,فنحن لانعرف ,ولم يخبرنا أحد بماهية الخلاف الحقيقي حول العائدات المالية ...وهل تدخل خزينة لغداد فعلا أم لا ؟؟؟؟وموافقات التصدير والاستكشاف في مدن كردستان العراق, ,ولاسيما بعد دخول تركيا علنا على مسار المفاوضات ,بوصفها الناهب والسالب الاوّل ,وان كانت ايران قد ادت الدور قبلها في كوردستان العراق.. لا أحد  يخبرنا بصراحة عن أسرار الخلاف والى أين يتجه...ولم نشهد برلمانيا واحدا ناعقا من الذين يؤدون ادوار( الگوالات ) , يتطرق لهذا الموضوع ؛ لان  أحد طرفي النزاع....... ولم تقترب منه اي قناة فضائية ,لانه من الخطوط الحمراء ,وخاف يزعل الاستاذ.                                                                       

ولكن الغريب في الامر هو مقترح العراق (على لسان الشهرستاني طبعا ) ,بأمكانية المساعدة العراقية لتركيا في استعمالات الطاقة من خلال مد أنبوب للنفط من جنوب العراق الى تركيا ,,وهذا لعمري أمر عجيب غريب ,فمن يضمن للعراق سلامة الانبوب ,وكم سيكلفنا ؟؟وهل تستحق تركيا  أو غيرها هذا العرض ؟؟ وهل سيسمح الاقليم بذلك ؟؟ آلا يكفي نفط كركوك وكردستان العراق ,لكي نضيف أليه نفط الجنوب مثلا ...                                      

وعلى الرغم من صبغة التشاؤم السابقة على الحديث ,فأن مدن كردستان العراق حفلت بكثير من مظاهر التطور ,ولاسيما في مجال البنى التحتية ..وطبيعة معيشة الفرد .                  

فما الجدوى العائدة على ابن الجنوب من هذا المشروع ,اعتقد حان وقت رفع شعار قديم حديث يقول ..ملينا من أكل الزوري ...                                                              

هناك تعليق واحد:



  1. 1 فانوص 09/12/13
    0

    0


    استاذي اول مرة اعرف ان عندك اسلوب ساخر في الكتابة جدا ممتاز تحياتي ابو زينب
    موقع الحقيقه

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن