السبت، 14 ديسمبر 2013

قانون ضحايا الارهاب , أينَ كنت ؟؟


 
لسنا مطلقاً من المتباكين على أيام النظام الدكتاتوري المتعفن ,الذي جثم على صدر العراق أربعة عقود أو أكثر....وعلى الرغم من ذلك مازالت كثير من ذكريات النظام السابق اذا ما قورنت بتصرفات حكومتنا المنتخبة ديمقراطيا...اذا ما قورنت ,فأنها تثير الشكوك و عديد الاسئلة.... التي في الغالب لاتجد لها جواباً مقنعا ,ولاتجد لها مايبررها ,الا سخرية الجهات السياسية الحكومية في العراق من عقلية المواطن العراقي ,والمَقدرة على الاستخفاف به ,على طريقة {{ كلشي يعبر  على المواطن }}.                                                            

أيام ما كانت الحرب العراقية الايرانية (9-1980 الى 8-1988)م ,تحصد الارواح بالجملة والمفرد وعلى مدار سنين الحرب ,كان كثير من العراقيين ,ولاسيما العسكر منهم يسقط في سوح القتال , وماهي الا أيام وترى النوائح والبواكي ,وترى  الدموع التي  ماجفت ولن تجف...وكان النظام أيامها يعامل الذين سقطوا في سوح المعارك معاملة خاصة جدا جدا ,من حيث الحقوق القانونية والمادية المترتبة على ذلك,وفي المقدمة الراتب التقاعدي لمن رحلوا والامتيازات المادية , من أول يوم أقامة العزاء حيث استلام السكائرالى استلام قطعة الارض والسيارة, وكل ذلك في أشهر فقط ,والعمل كله مناط  بلجنة ضحايا الحرب/وزارةالدفاع/العطيفية/ بغداد                                                                               
    

  بالامس القريب أجتمع ارفع مسؤول عراقي ..... في ملعب رياضي مع عدد كبير جدا من عوائل ضحايا الارهاب ,مبشرأَ أياهم بقانوان ضحايا الارهاب , ومطالبأ أياهم بالضغط على البرلمان ,الذي لم يدرج القانون في جدول أعماله حتى ساعة أجتماع السيد رئيس وزراء العراق مع العوائل المنكوبة .....                                                                              

الارهاب الاعمى فتك بالعراقيين منذ أكثر من عشر سنين , منها ثمانية أعوام كان السيد رئيس الوزراء في مقدمة المسؤولية الحكومية ..ترى مالذي يدعو الدولة للتفكير بموضوع الارهاب ,وسنّ قانونا خاصا به بعد  عقد من الزمن ..!!!!! ولمَ يؤخر البرلمان مناقشة وأقرار هذا القانوان ,وكل  الكتل البرلمانية يخصها القانون ويخص  ناسها الذين صوتوا لهم...  حيث فتك الارهاب  بالجميع من اربيل الى الرمادي وصلاح الدين وبغداد والبصرة ....وكل المدن العراقية قاطبة ذاقت مرارة وويلات الارهاب ...!!!! ولِمَ يطرح على الناس في هذا التوقيت الانتخابي الجيد؟؟؟ وهل فعلا ضحايا الارهاب  لهم القدرة الحقيقية؛ لكي يضغطوا على البرلمان  ضحايا الارهاب في العراق ,بداية من الجندي  الواقف في السيطرة العسكرية الى الشرطي في واجبه مرورا بالمدنيين في المقاهي والمساطر العمالية والسائرين بجوار المفخخات ,والذين حصدتهم العبوات الناسفة ,ومن تهشمت رؤوسهم بالكواتم من  المسدسات , ومن ذهبوا قربانا  لاسمائهم الجميلة..في السيطرات العسكرية الوهمية .. وسلاما على الارامل الثكالى بأزواجهن ,والاطفال الذين تيتموا ,والامهات النادبات في القبور ,امهاتنا ممن لم يعرفن غير الثوب الاسود منذ خمسين عاما خلت ؟؟؟؟ ,وشريحة المعاقيين التي هي نسيا منسيا....واصحاب السيارت المحترقة بمتفجرات الارهاب ..والدور التي هدمت...ومحال أرزاق العالم.....                 

 وانتهاء بما يخلفه الفقدان من مشاكل اجتماعية و اخلاقية خطيرة جدا جدا ,لا أفضل الخوض بها على الرغم من نوم الشتاء الذي حلّ بدارسي العلوم الاجتماعية والنفسية ...وعجبي من النأي بنفسهم عن تلك الموضوعات التي تمثل عماد المجتمعات المتقدمة ..الآن يطرح قانون ضحايا الارهاب على البرلمان وسيقرأ اولا  ثم ثانيا ثم يعاد الى مجلس الوزراء ..لاتمام الملاحظات ..ثم يبعث الى الدوائر المختصة في الموضوع....ثم يطلب من المواطن الذي لدية بيت مهدم بعبوة ناسفه علم 2003م ,يطلب منه في عام 2014 م أن يقدم الاثباتات  الصدامية وغيرها ؛ لكي يحصل على حقوقه من الدولة ....ولك ان تتصور ....ما معنى هذا الكلام ....               وبعد ذلك أي قانون لم يكتب لحد الان في مجلس الوزراء و يطرح فيما بعد على البرلمان سيناقش الاضرار الاقتصادية والنفسية التي لحقت بمتضرري الارهاب اثناء فترة عدم سن الدولة قانونا خاصا بهم ؟؟؟                                                                         

ليس جزافا  القول بان الموضوع برمته دعاية انتخابة غير ذات جدوى سوى استمرارية الاستخفاف بعقلية المواطن العرقي ,هذه السياسة التي ستُفضح في يوم من الايام وسوف  يعلم صانيعها ولا عبيها بأن الشعوب ليست بهذا المستوى من التفكير وان الايام دائرة لامحال

جمال حسين مسلم

هناك تعليق واحد:

  1. الدكتور معين علي عبد الهادي
    بارك الله بك على هذة النشره الجميله

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن