الدكتاتور يعلنُ موتَ الدولة:ظاهرة احمد نوري المالكي وشرعَنَة الفساد
فخري كريم
بقيت في حالة شك موجع، حول ما يصلني من معلومات وتفجعات ضحايا احمد المالكي من المواطنين أصحاب العقارات في المنطقة الخضراء، ومن رجال الأعمال وأصحاب الشركات الخاصة. وحاولت طوال سنوات ان اجد المبررات المقنعة التي تدفع الشك عن السيد نوري المالكي، وما اذا كان على علمٍ بفضائح ولده، أم أن العصابة الملتفة حول احمد تموه عليه الأمور وتُظهر تصرفاته على أنها خارج أية شبهة او ظنٍ بالتجاوز.
لقد بدأت هذه الظاهرة المؤرقة خلال الولاية الأولى للمالكي، واذكر انني انتفضت على نفسي، وعنّفتُها وخرجت عن سياق المهمة "التطوعية" التي انتدبت نفسي اليها، كممثل لرئيس الجمهورية وكبير مستشاريه، من منطلق الوفاء لصديقٍ حاول ان يكون مختلفاً، ووافقت على إجراء حوارٍ مع قناة "الحرة" في واشنطن قلت فيه ان المالكي اخذ ينزع نحو تكريس دكتاتورية من طراز جديد. كان ما قلته أول إشارة لظاهرة نوري المالكي، وبقيت على رأيي ذاك، ما دفعني الى إعفاء صديقي الرئيس من الحرج فأعفيت نفسي من المهمة، ولم يقبل هو.
وبغض النظر عن كل ما يحيط بالنجل المدلل للمالكي من إشاعات وظلال فسادٍ مالي وتجاوزات، فان الفعل السياسي الشائن تمثل بما اقدم عليه رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، حين اعلن ولده "بطلاً" استطاع ان يتولى قيادة قوة عسكرية اتحادية ويلاحق "لصاً" اعتدى على عقارات الدولة وامتلك سيارات غير مرقمة، وأسلحة غير مرخصة (نسي الوالد ان يضيف أنها كلها كانت تُستخدم للنشاطات الإرهابية!)، وامكنه ان يلقي القبض على "اللص"، في حين تخاذل ضباط الجيش والشرطة الاتحادية عن القيام بالمهمة البطولية للصبي احمد. ونسي الوالد هذه المرة ان يقول: وهل كان احدٌ من الضباط يمتلك الجرأة للتطّفل على ما اصبح معروفاً في المكتب بانه من صميم مهام احمد نوري كامل المالكي؟!
فخري كريم
بقيت في حالة شك موجع، حول ما يصلني من معلومات وتفجعات ضحايا احمد المالكي من المواطنين أصحاب العقارات في المنطقة الخضراء، ومن رجال الأعمال وأصحاب الشركات الخاصة. وحاولت طوال سنوات ان اجد المبررات المقنعة التي تدفع الشك عن السيد نوري المالكي، وما اذا كان على علمٍ بفضائح ولده، أم أن العصابة الملتفة حول احمد تموه عليه الأمور وتُظهر تصرفاته على أنها خارج أية شبهة او ظنٍ بالتجاوز.
لقد بدأت هذه الظاهرة المؤرقة خلال الولاية الأولى للمالكي، واذكر انني انتفضت على نفسي، وعنّفتُها وخرجت عن سياق المهمة "التطوعية" التي انتدبت نفسي اليها، كممثل لرئيس الجمهورية وكبير مستشاريه، من منطلق الوفاء لصديقٍ حاول ان يكون مختلفاً، ووافقت على إجراء حوارٍ مع قناة "الحرة" في واشنطن قلت فيه ان المالكي اخذ ينزع نحو تكريس دكتاتورية من طراز جديد. كان ما قلته أول إشارة لظاهرة نوري المالكي، وبقيت على رأيي ذاك، ما دفعني الى إعفاء صديقي الرئيس من الحرج فأعفيت نفسي من المهمة، ولم يقبل هو.
وبغض النظر عن كل ما يحيط بالنجل المدلل للمالكي من إشاعات وظلال فسادٍ مالي وتجاوزات، فان الفعل السياسي الشائن تمثل بما اقدم عليه رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، حين اعلن ولده "بطلاً" استطاع ان يتولى قيادة قوة عسكرية اتحادية ويلاحق "لصاً" اعتدى على عقارات الدولة وامتلك سيارات غير مرقمة، وأسلحة غير مرخصة (نسي الوالد ان يضيف أنها كلها كانت تُستخدم للنشاطات الإرهابية!)، وامكنه ان يلقي القبض على "اللص"، في حين تخاذل ضباط الجيش والشرطة الاتحادية عن القيام بالمهمة البطولية للصبي احمد. ونسي الوالد هذه المرة ان يقول: وهل كان احدٌ من الضباط يمتلك الجرأة للتطّفل على ما اصبح معروفاً في المكتب بانه من صميم مهام احمد نوري كامل المالكي؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق