الاثنين، 16 سبتمبر 2013

دگیناهم او دگونا


دگیناهم او دگونا

كثيرة هي مشاكل الانسان في طفولته والتي وقفت سدا منيعا بوجه السعادة , وفي مقدمتها ان يولد الانسان في ظل نظام همجي دكتاتوري يضيع معه العمر كله وبلا معنى.. ناهيك عن مفردات أخرى غير قابلة للمسح , وكان في مقدمتها مجموعة الكلمات المستخدمة في تأنيب الطفل ..وهي كلمات ذات مدلول قاسي الى حد ما وان لم تكن مقصودة لذاتها..ويخطر في بالي أهم مفردتين رائجتا الاستعمال قديما وربما حديثا , وهن { ال أغم ,,والمدگه } , ويتبادر الى ذهني ان الثانية من القسوة ,تستطيع ان تؤسس لاثار خطيرة على النسان في مراحل حياته المختلفة ,ولاسيما حين تترجم الكلمة الى حقيقية ويصبح الانسان  { مدگه } ولاربعين عاما على يد نظام هرب بسرواله امام كل كاميرات العالم وتلفزيوناته في 2003م .                       

ولكننا  اخيرا وبفضل من الله وعطف من السيدين جورج بوش الاب والابن استطعنا ان نجعل من فلول النظام المتعفن {مدگه  } امام الناس , وفيما بعد ولا ادري لماذا وما الذي جرى !!! دكونا الامريكان ودكيناهم وطلعناهم ..                                                             

  أما اليوم فقد شاع استعمال هذا المصطلح { الدگ } كثيرا جدا جدا ؛ وذلك بسبب موجة العنف العشائري التي تجتاح العراق من وسطه الى جنوبه , وهي موجة تشبه تسونامي ,,اي تستطيع مع هذه الموجة العشائرية العاتية ان تقلب الحق الى باطل والباطل الى حق ,,هكذا وبكل سهولة , وان لم تكن صاحب عشيرة كبيرة ومعروفة ,فعليك بالمليشيات والاحزاب النافذة , والا فامش بصف الحائط والله حاميك ودافع عنك البلاء , بلاء الطلايب والمليشيات والسيطرات .       

وبعد ان استهلك الانسان كل الحلول المدنية ومنها القانون والتسامح وقيم الدين الحنيف...فقد لجأ الى العشيرة بكل تفاصيلها لكي تلعب دور الوطن البديل ,وبعد العطوة وقبيلها , تستطيع وبسهولة ان تستجمع ابناء العمومة وتستنهض الهمم ..ثم تذهبون لكي { ادكون } العشيرة الثانية , وما الثانية بعشيرة امام الوادم أن لم ترد عليهم بمثلها ,و بعد صيحات الاطفال وصراخ النساء واحتراق السماء بالرشاشات,,وبعدها تكون العطوة ويكون الفصل مع عشاء دسم بحضور السيد وبعض الوجهاء                                                                                  

وهكذا مع وابل الرصاص المنهمر امام الازقة التالفة والبيوت الفقيرة , تسقط بعض الجثث في عراق الموت اليومي { خاف عايزين جثث } وبعض هذه الجثث من الابرياء او الجيران او المستطرقين , كذا نرعب الاطفال ومنهم من شهدتَ بعيني اصابته بالسكري نتيجة الخوف من سماع دوي الطلقات ..وفي خضم هذه التيه , تنتفي الحاجة الى قيم الدين الحنيف الذي يقودنا مشيا الى الامام الحسين عليه السلام ,,ويموت القانون ولاسيما ان من المؤكد ان الجيش والشرطة لايتدخلون في حماية اي فرد في مثل هذه الواقعة بل لاياتون على الاطلاق...       

ترى ما الذي دفع المجتمع العراقي الى هذا العنف المسلح في ظل الانفتاح التكنلوجي والانفتاح بالسفر على العالم وخاصة ان العراقيين ولاغراض انسانية جدا رايحين جايين على جورجيا!!!!

أليس فيهم من هو رشيد ,كيف غيب القانون وكيف نعيده وما هو دور المؤسسة الدينية وما دور المثقف والاكاديمي العراقي.واين طلاب وباحثين علم النفس والاجتماع في العراق..ام ان عقدة الطفولة بالمدگه , كبرت معنا                                                                    

جمال حسين مسلم

Jamalleksumery.blogspot.co.at

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن