شاب إيزيدي من مدينة شنكال ( سنجار ) يرسل رسالة الى الجندي العراقي على اطراف الموصل كتب قائلا :
عقارب الساعة تتسابق احداها الاخرى لتقرب دخولك المدينة المتوحشة ، و انت هناك حيث حرارة الشمس و قساوة البراري . اصابع يدك لا تفارق الزناد ، التراب غطى جبهتك الجميلة. تخطو خطوات ثابتة نحو المدينة حيث مسكن البرابرة و زواحف الصحراء . اتوسل اليك ان تكون حذرا مرة على روحك و مرة على الارض التي تدوس عليها باقدامك الطاهرة .
ايها الجندي البطل انا شاب فقدت كل اهلي بيد زواحف الصحراء و ووحوشها حيث يسكنون المدينة المتوحشة .
ايها الجندي و انت تخطو نحو المدينة حيث روابيها و رياضها و اشجارها و جداولها ابحث عن كل قطعة قماش ملطخة بالدماء فقد تكون لاخي الصغير او اختي .
ابحث تحت كل شجرة فقد تجد بقايا جثة والدي .
ابحث في كل البساتين و الجداول فقد تجد اثار دماء امي .
ايها الجندي ان وجدت خصلة شعر ذهبية فهذه لإختي المختطفة ! .
و ان وجدت ثوب ابيض ملطخ بالدماء فهذا ثوب امي ابحث بقربه ستجد عظامها اعدها لي لاضمها للمرة الاخيرة .
ان وجدت عكازة قديمة من شجر البلوط فهذا عكاز جدي ابحث حوله ستجد البرأة قربه و بقايا عظامه اعدها لي لاتبرك بالبرأة و امسح بقايا عظامه .
ايها الجندي و انت تدخل المدينة ابحث في كل الزواية المظلمة في منازلها فقد تجد السلاسل التي قيد بها اخي و عذب و قد تجد السكين الذي ذبح بها .
تلك المدينة ايها البطل في كل زاوية و تحت كل شجرة و قرب كل حجر و امام كل زهرة بقايا من عائلتي .
فهل ستجمع بقاياهم و تعيدها لنلتقي مجددا ، ام ان وحوش المدينة سيفترسون بقاياهم كما افترسوا اجسادهم ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق