الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

هل ستنتهي المظاهرات بفوضى أمنية



بغداد ومنذ أسابيع مضت  تشهد كل يوم جمعة مظاهرات مدنية كبيرة تحت نصب الحرية للفنان العبقري الراحل جواد سليم ...وانضمت إليها سوح كبيرة وخالدة  في محافظات العراق الأخرى , حولتها جميعا إلى نُصب حرية جديدة ,مظاهرات استفاقتْ من جديد بعد أنْ أُخمِدتْ بطرقٍ ملتوية وشرسة عام 2011م , وتحت نصب الحرية أيضا... نهضت المظاهرات الجديدة بعد أنْ شعر الناس بطول المعاناة  الخدمية والأمنية والفساد الاداري والمالي ,الذي حذرت منه  مرجعية النجف الكريمة ولكن دون أذن حكومية واعية تستمع إليها... وصارت مشاكل المواطن العراقي مستديمة وكأنها لاتنتهي عند حدود معينة وإنْ صدرنا الكهرباء إلى دول الجوار ؟؟؟؟   مصائب المواطن  العراقي المستديمة ,تعاملتْ معها الحكومة العراقية باستخفاف كامل في أكثر من مناسبة ,تمثل هذا  بلجان التحقيق المملة والوهمية , وتمثل  بأجوبة تسخر وتستخف من العقل العراقي وتتعامل معه وكأنه { مسلفن } من الدرجة الأولى , زاد الوضع سوءا سكن معظم المسؤولين العراقيين داخل أسوار المنطقة الخضراء المحصنة ,ذات المواصفات والأمتيازات الكبيرة ,فمن ذا الذي يشعر ببؤس المواطن الفقير الذي يفترش الأرض ؛ليعيش يومه ...هذه بضعة أسباب ضف إليها كثيرا مما لاتستوعبه هذه الأسطر المتواضعة فخرج الناس إلى الشارع من خلال محركات البحث في وسائل التواصل الاجتماعي أو نتيجة تنظيم أحزاب معينة من غير المشاركة في السلطة أومصادفة ولا أعتقد بذلك.....فقسم بعض المهتمين بالشأن السياسي العراقي وفود ساحة التحرير إلى أقسام عدة ,في مقدمتها  شريحة الفقراء والمعدمين والبطالة من الشباب , ولاسيما بعد عجز الحكومة من استيعابهم في التعيين المركزي في وزاراتها.. وقسم أخر اسلاميون يستهدفون اسلاميين مشاركين في السلطة ..ومنهم علمانيون ويساريون  ملوا سيطرت الاحزاب الاسلامية على دفة السلطة وملوا فشلها أيضا..وهناك معادون للعملية السياسية في العراق , أيضا  لهم وجود هناك...وقسم تبع لرجال دين وهميين ,يتحركون كالرمال الصفراء في الصحراء.                    
     وفي الوقت الذي كان فيه توقيت المظاهرات لا يتناسب كثيرا مع وجود الحشد الشعبي المقدس في أشرس معاركه  ضد التنظيمات الأرهابية  ؛ فقد اضطرت الحكومة العراقية من أجل حماية المتظاهرين إلى سحب بعض الكتائب المقاتلة ؛لانها تعلم بأن أي خرق أمني للمظاهرات سيؤدي إلى كارثة حقيقة ,لايحمد عقباها وربما تتفجر الأوضاع الأمنية بعدها مباشرة ,ولكن المواطن  يرفض الانصياع من جديد لهذه الحكومة التي خذلته لأكثر من عقد من الزمن...ومع الضغط الواضح من مرجعية النجف , شرع الدكتور حيدر العبادي ومازال يصارع الحيتان القاتلة ؛ من أجل احلال مشروعه الاصلاحي  وتنفيذه على الأرض...ولكن الأمر المقلق والذي يلفت النظر في المظاهرات وجود هتفات من مجاميع معينة ...مختلف ألوانها وشرابها ومصادرها..تهتف ضد اسماء معينة وكتل سياسية معينة وتنعتها بأقسى النعوت وهي ترى انصارا  لهذه الاسماء في الجهات الأخرى من الساحة ,,ومن هنا خُيل إلي ان الأمور تسير باتجاه التصادم في أي وقت ... لا أدري ..التصادم بين مجماميع معينة داخل ساحات الاعتصام كنتيجة طبيعية لوجود فعل وردة فعل .وربما لسبب أخر لا أعلمه وربما بعمل أرهابي....هذا الفعل سيولد لامحال فوضى أمنية ؛تمنح الفرصة الكبيرة للدواعش ومن سار بفكرهم واخلاقهم  من أجل توجيه الحراب إلى ظهر الجيش العراقي والحشد الشعبي المقدس ,والجميع يعلم بعاقبة الأمور  إنْ حصلت مثل هذه الفوضى الأمنية لاسامح الله..وربما تسعى فئات معينة في الحكومة نفسها لهذا الهدف ,الذي سيخلط الأوراق كلها ويعيد العراق إلى مربع تحت الصفر ..لذا لابد من التنبه للموضوع ووضع هذا الاحتمال موضع الدراسة ..عند دوائر الدولة الأمنية وعند الأخوة في ساحات التظاهر..والله حافظ العراق من كل مكروه...                                                                        

جمال حسين مسلم                                      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن