الجمعة، 14 أغسطس 2015

قبل أنْ تخرج َ الأمور عن مسارها

         

يحفل الشارع العراق هذه الأيام بموجتين تضرب البلاد في آن واحد, أولها موجة حر قاسية ,قد اشعلت النيران في النفوس ونتج عنها موجة ثانية ,هي موجة بشرية هائلة اكتسحت الشارع العراق , سيول بشرية متظاهرة في كل أرجاء المدن غير المحتلة من الدواعش...تظاهرات تخرج إلى الشارع كل يوم جمعة ,يقودها جمع من الشباب ويؤيدها العامة و الخاصة من الناس ,الناس الذين يطالبون بأبسط الحقوق الاجتماعية والمدنية ,تلك الحقوق التي غابت عن البلاد منذ المقبور الهالك وحتى اللحظة...أفواج بشرية مدعومة برأي واضح وصريح من المرجعية العليا في النجف الاشرف ,موقف مؤيد للاصلاح ,الذي نادت به المرجعية العليا منذ 2006م وإلى الآن ..في كل خطبها ومواقفها وارشاداتها...الشارع اليوم يعج بالبشرية التي ترفع عديد المطالب كانت كلها واضحة للعيان و معظمها شرعي ولا شك في ذلك ,ولكن الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003م وإلى اليوم ,كانت تماطل كثيرا في أي عمل جاد للاصلاح ,في كثير من الاحيان وفي أحيان أخرى كانت تستخف من عقلية  الانسان العراقي وتسخر منها علانية وليس سرا , ولاسيما فيما يتعلق بنتائج الانتخابات وكيفية توزيع المناصب وكذلك فيما يتعلق بلجان التحقيق في مختلف المصائب التي حلت علينا ..تلك اللجان التي عرفناها عن قرب وعن بعد...كانت لجان خاوية  لاتقدم ولاتؤخر..ولكن الامر لا يمكن ان يستمر بهذا المنوال مدى الحياة ,فقد اشتعلت شرارة الشارع العراقي وكسر حاجز الخوف على الرغم من الوضع الامني المتردي في كثير من مدن العراق وعلى الرغم من ان المتظاهر يعي بان الارهاب ينظر بعين واحدة للجميع ولافرق عنده بين بائع الخضار والسياسي والمتظاهر...فكلهم كافر بنظره ..والحوريات بانتظار مجرميه...                             

سارعت الحكومة العراقية متمثلة بالدكتور حيدر العبادي باتخاذ حزمة من الاصلاحات مع انطلاق المظاهرات في المدن العراقية والموقف المتشدد من المرجعية الشريفة والكل يعلم بان الاصلاحات  جاءت جد متأ خرة ولكن أن تأتي خير من أن لاتأتي أبدا...والكل يعلم مدى صعوبة مواجهة حيتان المنطقة الخضراء وعبيد الرموز والذين يعاتشون عليهم...ولذلك الشك موجود في أمكانية تطبيق هذه الاصلاحات , ولاسيما ان الفساد الاداري والمالي في العراق قد بلغ مبالغ كبيرة وخيالية..لذلك تحاول الحكومة ان تستوعب صدمة { يوم الجمعة } بشكل معين ,فربما اجتماع يؤدي إلى مجموعة من القرارات ,تناقش في البرلمان, ثم تمهل الحكومة مدة زمنية للتعاطي معها ,ثم ينظر بدستوريتها من عدم الدستورية ,, ألتفاف واضح يشبه كثيرا ما نتج عن لجان التحقيق السابقة ..ولكن سؤالي واضح وصريح ماذ تفعل الحكومة العراقية لو تحولت المظاهرات إلى شبه يومية ,ماذا تفعل الحكومة العراقية لو تجاوزت التظاهرت وعبرت { جسر الجمهورية } ان الامور ولاشك في ذلك ستنفلت , وسيكون الوضع الامني في أخطر مراحله ,لذلك حري بنا ان ننبه على تدارك الامور وتقديم مصلحة الوطن قبل  خروج القطار عن مساره الحقيقي ؛ لان أنياب المتربصين في العراق ولاسيما من الخارج والداخل جاهزة للانقضاض عليه وعلى شرفائه ,هدف تحلم به كثير من دول جوار العراق.... لذلك  أظن أن حكومة طواريء أو خلية ازمة ,  يلغى معها البرلمان والمناصب السيادية وبعض رموز الفساد القضائي ,اظن هي العلاج الامثل في مثل هذا الظرف العصيب والله المستعان في حفظ العراق وأهل العراق...من كل شر محيط به آمين..                    

جمال حسين مسلم
http://jamalleksumery.blogspot.co.at                                           ر

هناك تعليق واحد:











  1. Guest



    السلام عليكم...مقالك رائع جدا ،وعندما قرأته شعرت بالطمئنينة( قليلا)وكأنك تقول تفاءلوا بالخير تجدوه...وما علي العراقيين الا ان يتفاءلوا...وسيجدون الخير...اتمني ذلك للشعب البسيط...( رغم انف الارهاب...) استاذي انت تشبه الامل...هنيئا للعراقيين بحسك الوطني الا متناهي...تحية وتقدير مني لك...







    ابو محمدGuest



    ... نعم هذا الكلام جيد، ولكن ينبغي ان نحذر بشكل واضح من البعثية لأّ يندسوا بين المتظاهرين ليحرفوا مسار الاحتجاجات ذي المطالب المشروعة لكي يحولوها كالتي بدأت بالأنبار وتحولت الى منصات ارهاب حتى صارت تطالب بإلغاء الدستور والدولة ! ثم هناك تجاوز بدأ يلوح في الأفق لرموز دينية وهذا شيء خطير لاني أخاف اذا استمرت هذه التجاوزات ان تطال علمائنا والمرجعية الدينية لاسامح الله والذي يدخل على مواقع التواصل يقرأ العجب العجاب وهولاء ليسوا بالقلة وانما كثيرين وباعتقادي المتواضع ان وراء هذه اللحن من القول أقلام بعثية حقيرة تساندها قنوات الفتنة من العربية والجزيرة والشرقية والبغدادية واخواتهنّ.
    نعم لفضح الفاسدين المفسدين والسراق والمتأمرين والمتاجرين بدماء الشعب من اي لون طائفي او عرقي كان والزي الديني لايعني شيئا في التقييم وانما الحذر كل الحذر من التسقيط للرموز الدينية!




    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن