السبت، 29 يونيو 2013

التشيع وكيفية مواجهته


التشيع بمعناه الاعلامي المستحدث اليوم ,هو الانتقال من  أحد المذاهب الاسلامية الى مذهب محبي آل بيت رسول الله عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام , فيقال قد تشيع فلان ,أي انتقل من مذهب اسلامي كان يعتنقه الى مذهب محبي آل بيت  ,على الرغم من أقراري بإن محبة آل البيت عليهم صلاة الله وسلامه ليست حِكراٌ على فرد معين أو طائفة معينة دون أخرى ...فمحبة سبطي الرحمة الحسن والحسين عليهما السلام وأمهما البتول بضعة رسول الله فاطمة الزهراء وأبوهما الكرار علي بن أبي طالب عليه السلام..مباحة لكل المسلمين دون قيدٍ أو شرطٍ , ولا أشك بأن مسلما عاقلا يستمتع بعدائهما أو كرههما !!! لذا فإن أشكالية الانتقال من مذهب الى أخر في ضمن الحدود الكبرى والخطوط الاساسية للاسلام ؛ لاتشكل خطراً حقيقياً ,مادام المرء يشهد بأن لا آله الا الله ومحمداً رسول الله  , وما بعد ذلك من الاختيارالفكر, ضمن حدود تلك الجملة الايمانية التوحيدية , لايتعدى كونه انتقالة ثقافية فكرية ,لشخص بعينهِ أو مجموعةٍ بعينها.. وأنْ حدثَ العكس في الانتقال من مذهب التشيع الى مذهب أسلامي أخر..فهو كسابقه لايتعدى الانتقالة الثقافية والفكرية ..والطرفان ملزمان بأطاعة الله ورسوله ,تحت دستور القرآن الكريم الذي يقول ,بوضوح كامل { لاأكراه في الدين } ,وإنْ تمكن المرءُ من تشخيص بضعة أمور يعيبها على الاخرين , والحديث داخل أروقة المذاهب الاسلامية , فهذه ظاهرة فكرية ؛ تستوجب النقاش المدعم بالادلة العقلية والنقلية ,ولكل أنسان ماهوى ونوى ..وحديث الاعلام اليوم حول خطر التشيع في الدول العربية ذات الاغلبية السنية , حديث حول خطر محدق بتلك المجتمعات يتوجب التصدي له , بحراسة الثغور والقتال في داخل المدن والشوارع ,إن تطلب الامر عندهم ,فكأنك تواجه خطر الاحتلال العسكري الخارجي... بل ذهب الناس مذاهب اخرى تمثلت في صورٍ وحشية قمعية قلّ نظيرها في تاريخ البشرية ..اثارت تحفظات كبيرة في نفس المثقف والمتعلم الغربي أو العربي من غير المسلمين , حول جوهر هذا الدين وحقيقيته (( هل هو دين البطش والفتك والاستباحة وقطع الرؤوس ؟,هل اقتدوا بقرآنهم ونبيهم ؟ هل كان محمد مثالا لتلك الوحشية ؟؟؟ انْ كانوا كذالك كيف يجب التصدي للمسلمين , أذن ؟ ومن سيتصدى لهم ؟؟ )) كلها اشكاليات حقيقية بدأت تطرح نفسها في أرجاء المعمورة ؛ ولاسيما مع التقدم الاعلامي التكنلوجي الكبير , الذي أخذ يؤرخ لكلِ كبيرةٍ أو صغيرةٍ, فيما تضائلت فرص التعريف بالقيم الانسانية الاخرى للدين الاسلامي , بشكل واضح وكبير ؛ والامر لايتعلق بالاعلام كلياً ,ولكن هناك أسباب أخرى لامجال لذكرها في معرض الحديث..                                          
وأمر انتقال التشيع الى عديد الاشخاص في دولٍ تتسم بطابع المذهب السني , لايمكن حصره الا في ظاهرة الانتقالة الفكرية والثقافية .. فهو لم يحدث بشراء الذمم أو الغزو العسكري أو التأثير الاقتصادي ..وانما الاطلاع والمتابعة  ؛ كفلتا هذا التوجه ,فَلِمَ يعامل على انه خطراً يجب التصدي له بكلِّ السُبل , وفي مقدمتهِا ,السَبل العسكرية ,والوسائل الوحشية من تقتيل وتهجير وذبح واستباحة للعرض والمال ,وحرق للجثث , وتقطيع للاحشاء ويعلو ذالك كله , صراخ و كلمة { تكبير } .    
تلك الاعمال المروعة والصادمة للانسانية , مسندة بأحاديث من كبار الجُهال وآنْ سادوا قومهم ,تحثهم على المزيد ثم المزيد !!! مع تحفظ عامة الناس على الفعل المشين ,والداعم له ,و على الاحاديث الواردة الذكر ؛ لان موضوع الحديث النبوي وتاريخ التدوين والمساند والصحاح والسنن وبقية من كتب في  هذا الموضوع , ما زالت في دائرة الجرح والتعديل والاحتجاج على كثيرٍ منها ؛ لاسباب كثيرة في مقدمتها تاريخ التدوين والظروف السياسية المحيطة بالمدون للحديث ,والتقاطع الحاصل فيما بينها في كثيير من الاحيان ... ولاسيما أن عُرضِت على القرآن الكريم والعقل ,ومعرفة الناقل من سلسلة الرواة . وتصنيف الاحاديث ؛فضلا عن بلوى كبيرة أبتلت بها الامة ,الا وهي تعويم الفتيا ,و لبس العمامة لكل من هبَّ ودب ,على وجه البسيطة .وفي مقدمتهم متصدروا الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي , من الذين ,توهموا بأنهم الاعلم الذي لايجارى في علمه ؟؟                               

يتصدر شعار لا آله الا الله محمد رسول الله الفريقين ,ويختلفون في مسائل الفروع ,وفي تقييم بعض المواقف التاريخية من مثل الامامة و أحقية الخلافة والصحابة والعصمة . ونرفض كلنا التشهير والسب والتعريض بشرف الاخرين , والمساس بشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم خط أحمر لايمكن تجاوزه ابداً.....فما الذي يدفع اولئك لاعتماد منهج الذبح والتقتيل , لتثبيت قولهم بحد السيف والارهاب . هل الجهل سيد الموقف , أم الاحقاد الشخصية والقبلية والتاريخية , أم لعبة الامم الكبرى لتمرير المخططات , بيد العرب والمسلمين أنفسهم من أجل انقسامات وأنقسامات اخرى ؛ تصب في صالح جهة معينة معروفة جداُ !!! ولِمَ لايقابل الفكر بالفكر ,والكتاب بالكتاب ,والناس أحرار فيما يحبون ويريدون..ان الخيار الاخير هو خيار العظماء , الذي لايخافون الحقيقية التاريخية , والخيارات الاخرى هي خيارت من القرون المظلمة , إن دلتْ على شيْ ,إنما تدل على ضعف الفكر المقابل ولجؤه الى وحشية قلّ مثيلها في التاريخ ؛ سيجعله في محلِ شكٍ دائم ,فيما يقول ويُنظر ؛ لانه إنْ كان متمكننا من حجته وعقيدته ,ماخاف أبدا من أي توجه فكري مقابل له .. والله غالب على أمره ..وإن بُعد الزمن واشتد البلاء وتمحص الدين .                      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن