الأحد، 24 فبراير 2013


ستنتهي أوهام الوحدة الوطنية و أفُكُ حُزني     

كانت عادة حزن النساء في وسط وجنوب العراق خاصة وفي كثيرٍ من مناطق العراق الاخرى من التقاليد المؤذية للنفس البشرية و لا احد يستطيع تجاوز تاريخ الحزن هذا , ولكن هناك محطات أكثر ألمًا من غيرها , وفي مقدمتها واقعة الطف الاليمة والتي خيمت على المحبين وأصبحت من صفات الايمان بالله سبحانه وتعالى . ومن المحطات الاخرى المؤلمة  في التاريخ  محطة الحرب العراقية الايرانية ,  حيث قوافل الموتى المارة من أمام أعين الطغاة ... وبعدها عاش  كثير من الشرفاء معاناة المقابر الجماعية والسجون السرية للدولة المبادة قبل  تاريخ 9-4-2003  , ومن ثم تلاها شر مستطير , سقى الاسفلت من دماء الابرياء ,التي كانت تتفجر من جثثهم مع كل مفخخة أو عبوة أو كاتم للصوت.... مع هذا التاريخ الممتد لاكثر من  1400 سنة ,وأكثر من أربعين عاما أسودا من تاريخ العراق الجمهوري .. بقين النسوة يعبرن عن الحزن بشكل مؤلم يثير الشفقة في النفوس عليهن . فمن بعد وجبة الندب واللطم والنياحة ...ترزح النسوة تحت تحت حزن سرمدي يتمثل بأرتداء الثوب الاسود لفترات طويلة جداجدا , تصل في أغلبها الى نهاية العمر ,ولاسيما عند النسوة الكبار في السن...فقد عشن بسواد لفّ عليهن { الچرغد } و { العصابة } و { الشيلة } طول العمر,وكنّ خير نائحات عند كل مأتم.... أما من يستمع لشِعرهن  في الرثاء , فأنه لايبقي ولايذر ..حتى يفتك بالسامع ويجعله نبعاً من الدمع والمشاعر الحزينة.. وقد جرت ِ العادة على بعض النسوة من الصغيرات  بالسن أو المقبلات على مناسبة مفرحة معينة ... بأن يقوم أحد الخيرين بما يسمى { فك الحزن } وفي أحيان عديدة كان (السيد ) او كبير العائلة هو من يقوم بذالك الفعل الطيب , المتمثل بأن يهديها ثوبا ذات لون أخر غير الاسود ,ويطيب خاطرها بمجموعة من الكلمات ويذكرها بأحوال الدنيا الفانية...ولكن ذالك لم يجدِ نفعا مع كبار السن من النسوة ولاجدال في الامرعندهن....                          

 أما أنا فلم يخطرْ في بال أحدٍ أنْ يفكَ حزني ؛ لانهم لايرونه ولايعرفون شكل الثياب التي ترتديها روحي.. مأتمي نصبته منذ رأيت تاريخي وهويتي يسحقان ببساطيل الجنود المرتدين للبدلة الزيتونية... ويسحلان بالشوارع وفي كتب التاريخ  المزورعلى حد سواء.. لبست الاسود حين قرأت قصاصة لشهيد لم أرَ جثته ,ولكن القصاصة تقول يمنع أقامة العزاء وعليك بدفع مبلغٍ الرصاصة التي استقرت في جمجمتهِ... حزنت حين رأيتهم يتقافزون على مديح السلطان وأنا في الركن الاخر أعاني الجوع الكافر.. والتهميش كوني مواطنا من الدرجة  ماتحت الاخيرة... لم يخطر في بالي { بأني سأفك حزني ولو منفردا دون السيد }؛ وذاك حين رأيت المظلوم يقرب ابناء الظالم ويعظمهم .. تفردت بالحزن الابدي حين رأيت المظلوم يعرف اللحمة الوطنية على  هواه وبحسب وزارته وبرلمانه المتخم بالمقاولات والحوالات حد اللعنة ....                      

ولكني سأشتري ثوبا جديدا بلون زهري ؛ فقد استبشرت خيرا حين سمعت من يسبني علنا, في كل صلاة ,ينادي بالاقليم أو التقسيم .. فقد آن الاوان أنْ اغادر هذه الفسيفساء المشوه بالولادة... هم منحوني هذه الفرصة لكي أحيا من جديد , فلا أفوتها ولا أستمع لسادتي وكبرائي الذين ما عرفوا يوما حزني أبدا... هو رأي أعبر به  عن  ؟؟  ولكم الحق في الرأي  , أو لعلي واهم....
 جمال حسين

هناك تعليقان (2):





  1. زائر الكاتب: أبن البلد(زائر)


    سنفك الحزن بحزن جديد [تاريخ المشاركة : الإثنين 25-02-2013 11:22 صباحا ]


    لا استطيع ان امنع الدموع على بلد يتصدع ولا استطيع ان البس ثوبا بغير لون اعتدت ان البسه رغم الآهات وسأصبر على صبر أمر من الصبر وسأنتظر انفراج الليل .لقد جرحت قلبا يتكسر وروحا تعتصر الما وعبرت عن رأي عام.لون ثوبنا أسودا الى الابد.

    موقع الحقائق

    ردحذف
  2. 
    الدكتور خلف كامل الشطري/المانيا/2013/02/25
    هذا هو الحل الناجع ياسيد جمال حسين مسلم.العراق لم يكن يوما موحدا بالمعنى الحقيقي للكلمة.كردستان de facto دولة مستقلة،والأكراد يحتقرون العراقيين العرب والسنة قرروا أما الأنفصال أو يكون الشيعة عبيدا لهم كما كانوا سابقا.إنفصال الشيعة هو الحل. شبكة اخبار الناصرية

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن