السبت، 16 فبراير 2013


منْ هو المغادر القادم....؟؟           

كان أخر المغادرين أرض المطار,وعلى الرغم من سنوات التاريخ الاسود اللتي غطت مسيرته التاريخية الحافلة بالمظالم...غادرنا متوجها الى حيث الاستراحة الاخيرة وبمعيته الملايين من الدولارات والحكايات..أما الدولارات فكلنا يعرف كيف تصب في جيوب السادة المنتخبين والمنتفخين....حتى صار الحديث عنها من الممل....اما الحكايات التي يعرفها, فهي حكايات سريالية مستديمة ,والتي يصعب على الشعب العراقي ان يفسرها دون تأويل او تدويل أو قائد للضرورة... عشرات السنين في حياته قضاها مسؤولا تحت أمرة الهالك الطاغية ومثلها قضاها مسؤولا تحت أمرة من جاء ليحل شفرة الطاغية ويريح عن الناس غبار السنين..            

كان المغادرون أرض السواد في السبعينيات يحملون ألم السنين وأثر السياط وتلاهم أهل التسعينيات ,ثم تلاهم مابعد 2005, وكل منهم يحمل حكاية عن جلاد ما..الا ان المغادرين في هذه اللحظة يختلفون كليا عن سواهم من الاجيال المذكورة فهم لايحتاجون الى قصص في دوائر اللجوء ولايعبرون البحار ولا يتوسلون بالمهربين... فالملايين من الدولارات سبقتهم الى الاردن ولبنان وتركيا, وهي وحدها كفيلة باحترام أقامتهم في تلك البلدان وما استجد من تاشيرات سفرهم الى مالطا وصقلية كملاذ جديد وآمن.. فلهو حديث اخر... أخرُ المغاديرن:-              

لمْ نسأل يوما عن تاريخه لانه يعمل تحت أشراف ورعاية الدولة المنتخبة ديمقراطيا للدفاع عن المستضعفين !! فهي وحدها تعلم بأنه مشرع لقطع آذان الجنود الهاربين من سوح المعارك الجهنمية..المسؤول المظلوم في ماضية متستر على الجلاد في حاضره...لمَ .... وحين قُدرَ أن يكشف عنه الستار..غادرنا قاضي القضاة..مرتديا بزته الانيقة حالما بالملايين التي وهبت له في زمن الديمقراطية..حالما بطريقة لتشغيلها في امريكا أوقطر...مثلا..رئيس القضاة المُعين من قبل كبار مسؤولي الدولة, يسقط متهاويا امام رجل بسيط من خلال حلقة تلفزيوينة....فتتخلى عنه الكتل السياسية الداعمة له وتزيح عنه الكتل الاسمنتية المتخفي وراءها...فرئيس أرفع جهاز قانوني في الدولة كلها..الدولةُ كلها لاتستطيع الدفاع عنه.....ثم يغادرنا كسابقيه...فقط... هكذا نتعامل مع مشاعر الاخرين ونستخف بعقولهم....أين كان من يدعي بمظلومية فاطمة الزهراء حين كان يصبح ويمسي بوجه قاضي القضاة..عشرة أعوام وهو بين ظهرانيهم وهم يعلمون حقيقته كلها ويتسترون.....ثم كم عدد الكتل السياسية التي سكتت عنه طوال هذه السنين ولاسيما تلك التي تذهب ماشية على الاقدام لزيارة قبر الحسين عليه السلام؟؟؟؟؟؟..   تسآلتُ عن الفكرة من الضحك على مواطن بمشاريع جلها وهمية والاصرار على الضحك على لحيته وبين رحيل السادة المسؤولين المطلوبين للعدالة بعد عيشهم الرغيد  في حكومة عبد الزهرة الالكترونية المفترضة....فكانت الاجابة عند موفق محمد حين انشد قائلا:- انا افكر اذن انا ديخ ديخ.

http://www.youtube.com/watch?v=2GXzhTHWMkk

.ثم تأملت الانامل بصبغتها البنفسجية معاتبا ومذكرا بمن انتخبت...وتسالت عن الذي سيغادرنا بعيد السيد القاضي المحترم..ومن سيكشفه وماذا سيحمل في حقيبته ورصيده ,,,وما علاقة ذالك بمشروع عشرة في عشرة ومشروع مترو مدينة الصدر التي ترزح تحت هجوم شرس لمئات الجرذان التي تتجول في شوارعها غير آبهة, بالمارة والمسؤولين على حد سواء!!!                                                  

 

 الى لقاء قريب مع مغادر اخر                

جمال حسين مسلم                     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن