الاثنين، 18 فبراير 2013


نُدينُ......نستنكرُ.....نشجبُ......        

عاش العراقيون مع الفعل الاعلامي حياة ليست بالكريمة لفترات طويلة جدا؛ فقد استنزفهم الاعلام الصنمي على مدى أربعينَ عامًا,فلمْ يعرفوا خلالها سوى قناتين تلفزيونيتن مسخرات للقائد الضرورة!!! الذي كان يشاركني كثيرا وقت برنامج الرياضة في أسبوع كلّ ثلاثاء؛ فأتجهم شاتماً ولاعناً ولكنْ بعيداً عن الناس بل والحيطان حتى....متذكرًا قول أبي الطيب المتنبي                                      

واذا ما خلا الجبانُ بأرضٍ......طلبَ الطعنَ وحدهُ والنزالا              

   والقائد الضرورة كانت له متلازمات لفظية مثيرة للسخرية والضحك,,, ربما سرقها من هاني وهيب أو عبد الجبار محسن..كان يرددها على مسامع الناس بشكل مزعج في كلِّ أحاديثه المملة والتي تفتقر للطعم واللون والرائحة , فقد أزكم الانوف والمسامع بإلفاظٍ من مثل { الصميمية ..التجربة الفريدة , روح النصر, من ياحمولة ,يقينا..} ومن هل المال حمل أجمال...وكذا دأبُ الصحافةُ العراقية أبانَ سنين القائد اللاضرورة ولاهم يحزنون..فقد كانت صحافة معدودة وخشبية بكل معنى الكلمة وكلها مدح وتمجيد للقائد اللاضرورة ولاهم يحزنون... أما بعد 9-4-2003اليوم الذي سقطت فيه الديانة الوثنية ,فقد انفتح العراق على سيلٍ من الاعلام المحلي والعربي والدولي وتمتع بقدر معين من الحرية والتعبير عن الرأي , فقد بُثت عشرات القنوات الارضية والفضائية العراقية المتنوعة ,دخلت الفضائيات والانترنيت على ذائقة الفرد العراقي, وكذا الامر نسبة الى الصحافة الورقية والالكترونية....وأصبحنا نعيش حالةً من...{ الاسهال الثقافي } إنْ صحَ التعبير...وفي مثل هذا المتسع الاعلامي..تسابق عددٌ كبير من رجال السياسة وأصحاب مواقع المسؤولية للظهور والاستحواذ الكلي واليومي على الشاشات المحلية العراقية بشكلٍ خاص, وبعض الفضائيات العربية ,ولاسيما الصفراء منها...وفي زحمة الحدث اليومي في العراق تصدرتْ أخبار الاعمال الارهايبية بشكل رئيسي , فقد شكلت مادة أعلامية مهمة جدا..وعلى إمتداد عقدٍ كاملٍ من السنين عاش العراقيون تحت وابل جهنم الفكر التكفيري, الذي أخذ يضرب بخاصرة المواطن الفقير...المتمترس بكرامته, وسالت معه أودية من الدماء الطاهرة الزكية, وبعدها  تيتمَ من تيتم وترملت من ترملت,وأنقلبت أحوال الالاف من العوائل العراقيه ؛فقد أصبح عاليها سافلها وسافلها عاليها...وحتى اللحظة مازلنا ندفع الثمن غالياً من أجل أوهام ومستنقع الوحدة الوطنية وفسيفساءه المهشم أصلاً!!!!                     

وفي مرارة الحدث وأحزانه السرمدية عشنا متلازمتين لعينتين في الاعلام ولاسيما العراقي منه, أولها متمثل بقيام السلطات الامنية بضرب طوقٍ أمني حول مكان الحادث؟؟؟ ثمَ ماذا يعني ذالك ؟؟؟ والثاني الظهور الاعلامي الكبير للساسة العراقيين بعيد كل حادث وأنضم إليهم رجال الدين ومؤخرا رجال العشائر.. والكلُ يردد ...ندين...نستنكر...نشجب.... ثم ماذا؟؟؟ فقد تكرر مشهد حمامات الدم اليومية وارتوى الاسفلت بدماء الابرياء.. وأصبحت تلك الجمل المكررة والمعادة من متلازمات اللاضرورة ولاهم يحزنون ؛ لانها تخدش الاسماع , و تستهين من المتلقي وتستخف به ؛ لانها ليست ذات جدوى ولاتمت للحل بأي صلة....                                                        

العراق لايعيش على سطح كويكب بمفرده ؛ لانه يتقاسم العيش مع  شعوب كثيرة على سطح المعمورة..وليس من العيب أنْ نستشيرَ تلك الدول ونتحاور معها في كيفية الاستفادة من تكنلوجيا الآلة والفرد في التصدي  للارهاب.. لم أسمع أن العراق قد طلب المشورة من دول رصينة من مثل المانيا او كندا او اليابان او بريطانيا أو ...مع العلم أن أكثر المسؤولين قد عاشوا في هذه الدول..فهل يعقل أن هذه الدول عاجزة تكنلوجيا عن الحل...أم أنَّ الحل ..ندين...نشجب...نستنكر...!!! 

جمال حسين مسلم              

        jamalleksumery.blogspot.com  

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن