الخميس، 19 مايو 2016

رسائلُ إلى مالك الأشتر ليستْ في أوآنِها

            
جمال حسين مسلم                                               
يكادُ الهرجُ والمرجُ يتسيدان المشهدَ الرئيس في السّاحةِ العراقية اليوم ,أكثر من أي وقتِ مضى ,وكأننا ننزلقُ من حفرةٍ إلى أختِها والتي هي أشد حلكةً و عمقًا وظلامًا من سابقتها ..فقدْ تدحرجَ الوضعُ العام في العراق بعدَ مناكفاتٍ سياسيةٍ , تدلُ بوضوحٍ على عدمِ نضجِ المشاركين والمسؤولين في هذه العملية بل  عدم قدرتهم على تمثيل هذا الشعب المغلوب على أمرهِ منذُ خمسينَ عامًا مضتْ وهنا برزتِ الحاجةُ إلى تدخلِ أصحابِ الرأي وقادةِ المجتمع وأهلِ التأثير فيه ؛ لكي يضعوا الأمورَ في نصابِها الحقيقي بعد أنْ انجرفتْ نحوَ الهاوية...فقد بقيتِ الحكومةُ في المنطقةِ الخضراء أو السوداء متفرجةً على مشهدِ الجماهير الغاضبة ,تلك الجماهير المسيرة من قبل التيار الصدري تحديدًا ,فهي تتظاهرُ منكرةً الفسادَ على أهلهِ بأمرٍ وتسكتُ عن الفسادِ لسنين طوال بأمرٍ أيضًا ...!!!ونتيجةً لهذا الزخم والتعبئة الشعبية الكبيرة ونتيجة لشرعية الشارع  ,سقطَ مبنى البرلمان في ساعات تحتَ أنظار الحكومة القابعة في مأزقِها الأكبر المسمى المنطقة الخضراء ,وتشظت الكتل السياسية إنْ صح الوصف,إلى مجاميع بين مغادر ومتفرج وهارب ومصفوع على خده..ولما دخل المظاهرات أشخاص يدعون الوطنية وهم من أعلامِ الفسادِ ورموزهِ في بلادي...؟؟؟  أرادوا الميلَ بمطالب الجماهير وركوب الموجة من أجلِ تعدد الولايات الرئاسية وعودة ما لايُستحبُ أنْ يعود إلى الدفةِ أبدًا...وأغرب من ذلك محاولة السيد رئيس الوزراء الفاشلة من الاستفادة من هذا الوضع لإحراج خصومه والداعمين القدماء له على حد سواء... حينها انسحب التيار الصدري من المظاهرات وتراجعت جماهيره الغاضبة عن المنطقة الخضراء ..في حين لم يلتئم شأنُ سوق الهرج البرلماني حتى اللحظة ؛ لأسباب تتعلق بعدم الشعور بالوطنية وأخرى تتعلق بالإعداد للسفر وحزم الحقائب ,قبل فوات الاوآن وضياع ماخُزِنَ لمثل هذا اليوم من أحتياطي أخضر اللون...بعيد ذلك ساءَ الوضعُ الأمني بشكلٍ كبيٍر وصُبِغتِ الأرصفة بدماء الابرياء وثُكلت الأمهات وترملت النسوةُ وتيتمَ الأطفالُ..وبقيتْ قواتُ الأمنِ متفرجةً تُحصي أعدادَ الموتى بعد كلِّ حادثةٍ وكأنَّ الأمرَ لايشغلُ بالَ قيادة قوات بغداد أو غيرهم...مع كل هذا المشهد المثقل بالهموم ,بقي صوتُ المرجعية الكريمة الشريفة بعيدًا عن السّاحةِ إلى حدِ ما , وهو أمرٌ يشغلُ فكرَ الكثيريين من متتبعي المشهد العراقي اليومي..فقد استغرقتْ خطبُ الجمعة الممثلة للمرجعية بشرح رسالة العهد من ولي الله علي ابن ابي طالب الى  الرجل الصالح ممثله في مصر مالك الأشتر.. أسابيع مرتْ علينا وخطيبُ المنبر الممثل لسماحة آية الله العظمى علي السيستاني أدام الله ظله الوارف ,يفسرُ لنا أهمية ومكنونات هذه الرسالة في الوقت الحاضر ,لعلّ أحدٌ من أصحابِ القرار السياسي يتذكرُ ويتعظُ مما جاء في متحوى هذا العهد  الكبير و وقوانينه الداخلية.. ولكن ما الجدوى من التذكير بهذا العهد لشلة من اللصوص تناوبوا على سرقة العراق , فلا أحد راغب بسماع أو التذكير بهذ الرسالة أو غيرها ؛لانه وبصراحة يعرفها من قبل  حين  كان متعبدا وزاهدا في دور العبادة يدعي محاربة الطغاة ويسبح بفضل الله  ويشكره على صفة اللجوء السياسي..والأمر الثاني من فيهم يستحق أنْ يكون مالك الاشتر؛ لكي يدكر ؟؟؟ فهو شرح لرسالة في غير أوآنها وفي غير محلها ,الذي في أوآنه أن تتدخل المرجعية الكريمة لتشخيص الوضع بالأشاره إليه  مباشرة أو قيادة الجماهير بنفسها فقد أصاب الملل الناس والبلد على كف عفريت والشعب بين فقير يتجنب المشي حتى بجانب الحائط وبين ضحية لداعشي يفتك بالانسانية باسم الدين... وبين شقيق يُضمر لأخيه وبين جار سوء يحتطب كل يوم ليوقد النار في العراق من جديد...          

http://jamalleksumery.blogspot.co.at                                                                                     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن