الأحد، 7 فبراير 2016

هل تحولت القضية الكردية إلى مذهبية طائفية ؟؟




جمال حسين مسلم                                                          
                                                                                           

تعتبر القضية الكردية ملفا شائكا ومعقدا شغل بال المهتمين في الشأن السياسي في الشرق الأوسط والعالم ,قضية امتدت لاعوام طويلة واثرت وتاثرت كثيرا بأحداث المنطقة التاريخية وكانت جزءا لايتجزأ منها..وعلى الرغم من تعدد ملفات القضية الكردية ؛بحسب توزيعها الجغرافي في المنطقة بين ايران والعراق وسوريا وتركيا..وبحسب صبغة المجاميع السياسية التي تقودها ,الا ان القضية  برمتها كنت توضع ضمن اطار واحد الا وهو حقوق القومية الكردية وعلى مر السنين بقيت النزعة القومية للاكراد تسيطر على مجريات وصف هذه القضية ,بطابعيها العسكري والسياسي..وبقي الاكراد على اختلاف مشاربهم الدينية والعشائرية والسياسية , يتحدثون عن قضيتهم تحت مظلة القومية الكردية وهمومها ومشاكلها التاريخية في المنطقة , وأصبحت المنطقة الكردية ملاذا آمنا لكل المناضلين الهاربين من جور الحكام العسكر في الشرق الأوسط وكانوا محط ترحيب عند اخوتهم في الإنسانية من أبناء الكرد...ولم تحض القضية الكردية بفرصة تاريخية  لاعادة الحياة لهذه المنطقة مثل ما حظيت به في العراق بعد عام 2003م ,حيث سقوط النظام الدكتاتوري العسكري في بغداد الذي اذاق الجميع الويلات ثم الويلات...بعيد هذا التاريخ اصبح إقليم كردستان العراق مستعدا لاداء أدوارا سياسية جديدة في المنطقة ؛ فقد تنفس الصعداء وشهد حراكا سياسيا كبيرا وصار له اقتصاده الخاص وتجربته الديمقراطية الخاصة .وسار الاقليم بخطوات كثيرة نحو بناء دولة مستقبلة كردية ,تعد انموذجا في كثير من مجالات الحياة ...خاض الإقليم تجارب انتخابية كثيرة رشح عنها برلمان وعديد الأحزاب السياسية التي مثلت برلمان إقليم كردستان ووزعت الاداور والمناصب العليا في الإقليم وبغداد الى  حد ما بالاتفاق الشخصي قبل الديمقراطية!!! وكنتيجة مباشرة وحتمية للاحداث والمنعطفات التاريخية التي تمر بها المنطقة العربية والشرق أوسطية عموما ,دخل الإقليم بدوامة هذه اللعبة وتجاذباتها وجرب ان يكون له دورا في الاحداث , ولاسيما بعيد احداث سوريا الدامية وسقوط الموصل العسكري المدوي واقتراب الدواعش من حدود إقليم كردستان العراق والحرب الضروس التي تشهدها تركيا ضد حزب العمال الكردي ,داخل تركيا وخارجها....هذا هو المظهر الأول للدخول في منحنيات المنطقة الجديدة , فضلا عن محاولة بعض اهم رجال ساسة إقليم كردستان وقياداته ,خوض تجربة التجاذبات في المنطقة العربية من اجل الضغط على حكومة بغداد الحليفة الاكراد في وقت ما قبل 2003م ,الانضمام الى هذه التجاذبات من اجل الحصول على مكاسب اصلية او مضافة.....وقد رشح عن المشهد الجديد في المنطقة وجود بعض الحركات الإسلامية السياسية الكردية علانية ولها من يمثلها , كما اتضح ذلك في حركة الكردية الإسلامية في العراق وتمثيلها في البرلمان  الكردستاني و العراقي .. ومع ذلك   كله بقيت القومية الكردية وهمومها المشتركة المتشابهة, هي الغطاء الأوحد الذي يضم تحت جناحه الجميع ولاضير في ذلك..                

ولكن مع تعقد المشهد السياسي في المنطقة بكاملها وضوح الاجندات المذهبية المتصارعة والتي تستقطب بشدة الشارع وتقاسمه وتشرذمه ,مع هذا المشهد الشديد الحساسية ظهرت بوادر سياسية في إقليم كردستان تزيح الهم القومي عن الاكراد وتحوله باتجاه بوصلة المذاهب الاسلامية  المتناحرة في المنطقة..اتضح هذا جليا من خلال انضمام عددا من ابناء الكرد للقتال تحت مظلة الرايات السوداء المتوحشة وان كان القتال ضد أبناء الكرد انفسهم كما حدث في كوباني او عين العرب التي تصدت ببسالة شديدة وانتصرت بكفاحها ودماء أبنائها..الا ان الاهم خطر ذلك محاولة بعض القايدات الكردية المهمة جدا ,اللعب على أساس الوتر المذهبي ؛فتدخلت تلك القيادة الكردية ولاسباب كثيرة في تحالفات قطرية ,سعودية ,تركية مذهبية ,كما يحصل في الأدوار المتبادلة والمهمة بين عدد من قيادات إقليم كردستان العراق وبين عدد من قادة دول الخلايج التي تشترك في التناحر المذهبي علانية وتتدخل في جميع أزمات المنطقة بصفتها المذهبية ,كما يتضح ذلك في عديد المشتركات بين إقليم كردستان العراق ودويلة قطر على سبيل المثال  ,و التي تشترك بشدة في دفع المنطقة نحو هاوية سحيقة , لاسباب تخدم بها اسيادها وتنفذ اجنداتهم بكل ود وطيبة...والموضوع نفسه في الالتفاف نحو قيادة اوردغان الاخوانية والتفاهم معها والتودد اليها على الرغم من  المذابح التي يخوضها الجيش التركي ضد اكراد تركيا في العراق وتركيا نفسها ,بل تجاوز الموضوع اخطر الحدود حين لم يعترض إقليم كردستان على التعاون العلني النفطي بين تركيا وداعش ومثل لها ممرا امنا لتلك التجارة ؟؟؟ هذا وان لم يكن شريكا اساسيا فيها....فهل يخوض الإقليم تجربة التحول للهوية المذهبية على حساب القومية الكردية ؟؟ وهل يعي المسؤول في ذلك عن التعددية في إقليم كردستان نفسه وخطر هذا التوجه عليها...نامل ان يعاد النظر في هذه الخطوة الخطيرة جدا والعودة الى الهوية القومية بدلا من التوجه الطائفي الذي سيؤدي الى كارثة حقيقية لامحال , لايحمد عقباها في الاقليم نفسه وإنْ كانت وسيلة ناجحة لجمع الثروات الشخصية وانتهازية خطيرة وغير نظيفة لظروف المنطقة برمتها ,إلا أن الامر سبعود بوباله عليهم ولاشك في ذلك ,طال الزمن أم قصر                                         ..                                         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن