الاثنين، 25 يناير 2016

هل { صدام } من رموز مذهب أهل السنة ؟؟



جمال حسين                                                                                                            

تتصاعد تعقيدات المشهد السياسي في المنطقة العربية والشرق أوسطية يوما بعد يوم ,وتتعقد وتتشابك الأمور برعاية محلية وأقليمية ودولية ,ومع هذا التطور الخطير في العنوان الأعم ,للأحداث ومع تمدد الزمن وتعاقب السنوات عليها ,أصبحنا بين الفترة والأخرى نشهد صرعة جديدة في عالم التواصل الاجتماعي الالكتروني...من خلال صراعات الفيس بوك والتويتر والأنست غرام  وما إلى ذلك....هذه الصرعات تتغير بتغير الأجيال وبحسب مواصفات التغذية الإعلامية والبيئية للمتلقي ,ولا أحد يهتم بعد ذلك في مسألة البحث والتقصي عن الحقائق من أجل بلورة موقف حقيقي ومتفهم من الأمور والاشكالات التي تعصف بالمنطقة برمتها ؛والسبب في قلة المتقصين والباحثين عن الحقيقة , يعود إلى عدم وجود قدرة حقيقية عند كثير من الذي يستخدمون وسائل التواصل الجتماعي , بل من الممكن القول أغلبهم ... والسبب الثاني انّ المتلقي الجديد غير جاهز للبحث والتقصي ؛لانه يمثل التلقي الببغاوي أكثر من غيره  ؛ لضعف إمكانية القرأة والبحث في عموم المنطقة العربية ولدى فئات عمرية معينة ..وبسبب توجهات الإعلام المخيفة والتي تستطيع أن تؤول مايحدث بسهولة كبيرة وتستطيع تمرير أفكارها حيثما تريد دون رقيب أو حسيب  وخصوصا فيما يتعلق بموضوعة اختلاف المذاهب الدينية , ولاسيما الخلاف السني الشيعي , الذي يعصف بالمنطقة برمتها ومن خلفها الأجندات الاقليمية والدولية , والتي باتت علانية الظهور والحديث عنها لايأتي بجديد وفي لحظة تاريخية مهمة شهدت دولنا العربية ذات الانظمة العسكرية الاستبدادية والملكية الظالمة الجاثمة على صدور الشعوب العربية ,شهدت منعطفا تاريخيا كبيرا تمثل في مايسمى الربيع العربي { الملون بالدم } , وجرت الأمور بما لايحمد عقباه حين اصبح المثل العراقي بعد 2003م ,أنموذجا يحتذى في الدول العربية المضطربة ,وذاك من خلال التدخل العسكري المباشر لدول الخليج العربي في سوريا والعراق وليبيا وتونس , والتدخل العسكري الغربي والروسي  في ليبيا وسوريا ؛ فكانت النتائج الكارثية على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي  لاذ بالصمت المخزي عن الفاعل والمسبب في وقت واحد ,في هذا الوقت احتاجت بعض الدول العربية ذات الصلة بالشأن إلى صناعة أجندات سياسية معينة لغرض الافادة منها في هذا الصراع المستعر فائدة كبيرة جدا , فكانت حقيبة السنة والشيعة هي الاوفر حظا بالفوز في هذا الصراع ,ولاسيما ان كل الظروف المتوافرة لهذا الحديث ,هي ظروف أنموذجية ؛لخلق مثل هذا الصراع في القوت الراهن...وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد توجهت وسائل التواصل الاعلامي الالكتورني وبعض قنوات النفط العربية ,توجهت لابراز بأن  رئيس النظام العراقي السابق !!! هو من رموز أهل السنة وتمت تصفيته باجندة خارجية شيعية ؛ لكونه قاهرهم ....!!!! وما إلى ذلك من أوصاف..فاندفع نحو هذا المثال المئات من الجيل الثاني مابعد 2003م مصدقين لمحتواه ومؤمنين به ؟؟؟ وهذا من غرائب الأمور ..  لان مفتي السعودية  عام 1991م ,هو أول من كفر صدام ؛نتيجة احتلاله للكويت وأول من ساند دخول قوات التحالف الغربي ؛لكسر الجيش العراق وطرده من الكويت.. وصدام الذي حارب ايران ثمان سنوات ؛لاسباب تتعلق بالعنجهية..هو نفسه من أحتل الكويت واشبع أهلها  اذلالا ومهانة..وهو نفسه من قصف الرياض بالصواريخ وهو نفسه من ترك العراق بسنته وشيعته ..... يعيش الحصار الجائر لعشر سنوات أو اكثر ومن بعده سلمه  غلى الاجنبي المحتل وقبع في حفرته الشهيرة , وماكان الرجل صاحب دين كما يعتقد الاخرون بل كان بعثيا قومجيا ,تلطخت يداه بدماء السنة والشيعة والاكراد وابناء عشيرته وعمومته وحتى قادة الجيش المقربين منه ,ولا أحد ينكر واقعة اغتيال وزير الدفاع العراقي السابق عدنان خير الله وهو خال أولاده  والقائد الطيار....محمد مظلوم الدليمي العلواني..ورجل الدين السني المعروف البدري.. أو البعثي المعروف فاضل السامرائي ورياض حسين وسعيد مرتضى عبد الباقي وعدنان حسين وثابت سلطان....والامثلة لاتحصى ولا تعد من اسماء ممن ينتمون إلى العشائر السنية العراقية ...فمي أين حصل على تشريف تمثيله لابناء السنة  فيما بعد !!! ام الموضوع برمته  للنيل من الاخرين والتشمت بهم....وهنا تستقر في بالي مناقشة فكرة بأن (  المذهب تربى في أحضان الانظمة الاستبدادية على مر التاريخ ) لا أحبذ هذه الفكرة كثيرا.... وما أغرب أنْ يستنكرون اعدام صدام وينسبون ذلك لابناء شيعة العراق ,ولايتحدثون على الطيران الحربي الغربي ,الذي شارك في اسقاطه منطلقا من العربية السعودية والامارات والكويت وقطرووالبحرين وتركيا والاردن ...وكلها انظمة عربية  ,تعتنق المذهب الاسلامي السني ,وجنود الغرب عبروا  الحدود العراقية مع السعودية والكويت والاردن وتركيا ..فما حدا مما بدا...ولماذ صدام مثلا من رموز أهل السنة ؟؟وليس القذافي مثلا ؟؟ أوحسني مبارك ؟؟ او علي عبد الله ثالح.... الامور كما تحبها وتشتيها أجندات الدول الداعمة  للارهاب وكما تعبث بها دولارات دول الخليج ..وفي ظني من يعلم اولاده  بان صدام من رموز أهل السنة ,فقد قام بجناية كبيرة على المذهب الكريم وعلى ابناء الجماعة حين لصقهم بفاسق فاجر اسوته في التاريخ  يزيد بن معاوية ,لا أكثر من هذا الوصف ولا أقل من ذلك يليق به...                                                                      


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن