الجمعة، 6 نوفمبر 2015

من يهذب الشعائر الحسينية ؟؟




مَنْ يستطيعُ أنْ يهذبَ الشعائر الحسينية ؟ وهل تحتاجُ إلى تهذيب ؟ سؤالان ملحان في الوقت الحاضر كثيرا ,ولاسيما بعد التطور الكبير والثورة الانفجارية  في عالم الانترنيت والتواصل الاجتماعي...العراق وفي مايخص وضع العراق تحديدا, فقد عانى الشعب العراقي من مصادرة حريته الشخصية في المعتقد كثيرا من قبل النظام الهالك ,الذي جثم على صدور الشعب العراقي ,لاكثر من أربعين عاما سوداء ..وكان مذهب أهل البيت عليهم السلام في مقدمة الاهداف المرصودة من قبل أجهزة الدولة  البعثية  والامنية وكان محبي هذا المذهب وأئمته يقبعون في سجون النظام ودهاليزه لعقود من الزمن .. إنْ لم يكونوا في الاصل من أهل المقابر الجماعية وساكنيها , هكذا كانت الحال , فقد دأب النظالم الهالك على محاربة هذا المذهب الاسلامي ومواليه بشتى الطرق وأقذرها , ولاسيما في مايتعلق بأجراء مراسم عاشوراء ,حيث أيام استشهاد الحسين بن علي بن أبي طالب مع صحبه وأهل بيته  عليهم منا جميعا أفضل الصلاة وأتم التسليم ,في ثورته الشهيرة على خليفة متفق على فسقة وفجوره... عند جمهور الملسلمين سنة وشيعة ..ولاشك في ذلك ولا مجادلة..ومن أرض كربلاء حيث الواقعة الأليمة انطلقت مع ذكراها مجموعة من الشعائر الحسينية المرتبطة بالذكرى الأليمة في هذا اليوم الأسود والمصاب الجلل ,الذي حل بأمة محمد  صلى الله عليه وسلم...وعلى الرغم من أنظمة الجور التي جاد بها التاريخ علينا من قبل ومن بعد ,فقد بقيت هذه الشعائر الحزينة محافظة على هويتها وتوازنها كثقافة إنْ احببت تسميتها أو كارتباط  بالدين نفسه من وجهة نظر أخرى...وماتعرضت لخطر تشويه حقيقي إلا بعد ظهور قناة الشباب في التلفزيون العراقي في تسعينيات القرن الماضي  , ومع ذلك فقد كانت الاساءة محدودة جدا وتنحصر في طريقة قراءة المقتل في صبيحة يوم عاشوراء من قبل مطرب معين..وما إلى ذلك...واما بقية الشعائر فلا تمارس أصلا..                                                                              

أما بعد عام 2003م  فقد شهد العراق انفتاحا غير مسبوق في التاريخ في تطبيق وارساء دعائم الشعائر الحسينية والمحافظة على هويتها , فقد جذب العراق في مثل هذه المناسبات عددا كبيرا من الزائرين لضريح الامام الحسين عليه السلام ,ربما يصل إلى عشرة ملايين في أيام معدودات...ومع هذه الحرية  غير المسبوقة تعرضت الشعائر الحسينية إلى تغييرات تكاد تهوي بها في مستنقع خطير من التفكير , ودون أسباب واضحة ..فقد تحولت عديد المظاهر الحسينية إلى أغان على شكل {دي جي} وتقترب كثيرا جدا من حدود موسيقى الرقص الطبيعية !!! وأقحم الاطفال في مجال { التطبير } المختلف عليه أصلا في الشعائر الحسينية ..وصارت هذه الظاهرة تهدد  بناء الاطفال العقائدي والفكري في العراق بشكل ملفت للنظر..فضلا عن مسميات أخرى ..ولاتدري من يقف وراءها ومن يسوقها وكيف يصدق الناس بها كما في قضية { كلاب فاطة الزهراء } وما إلى ذلك من أمور تهدد المذهب نفسه وتفسح المجال الواسع لمنتقديه ,دون وجود قدرة حقيقية للدفاع عن تلك الأمور وغيرها من المبتكرات المحيرة...وخصوصا لمثقفي مذهب أهل البيت عليهم السلام...فهل من متصدي لهذه الظواهر اللامعقولة ؟ولماذ لاتحدث في دولة كبيرة من مثل  جمهورية ايران الاسلامية ؟؟  وتحدث في دولة مثل العراق تعج باسماء كبيرة للمراجع الشريفة  ,دون بيان يتصدى لمثل هذه الامور أو فتوى تحرمها أو تجيزها !!! اظن أن الوقت قد حان لمناقشة هذه الظواهر وتعريتها وفتح الباب على مصراعيه من أجل كشفها, دون خوف أو استثناءات من هذا أو ذاك..فلم تعد الأمور تستحق منا موقف المتفرج فقط ؛ لكي لا تتحول إلى قانون يسود الشارع والتربية الحسينية ويجرفها نحو هاوية معينة ,دون أن ندري من يقف خلفها ومن يشرع لها ولماذا وماذا يقصد بها...               

جمال حسين مسلم

هناك تعليق واحد:










  1. Guest



    يحتاج شجاعة اكبر وجراة تستطيع المرجعيات بوساطتها منع المراسم المسيئة للقضية الحسينية.







    ابو محمد



    كلام رائع استاذ جمال وفي الصميم.
    وفقت لكل خير



    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن