الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

ألا تستحي دول الخليج العربي من السيدة ميركل






هاهي السنوات تمر ّ مثل السحاب على الشعب العربي السوري وهو يقضي سنته الرابعة , في دوامة الحرب الشرسة ,التي حولت معظم الاراضي العربية السورية إلى خراب وحرائق , حرب كارثية يتعرض لها الشعب العربي السوري ,حرب  يشترك فيها العالم كله بين مناصر للحكومة السورية وبين معاد لها  بكل مايملك ,فمنذ انطلاق الشرارة الأولى لأعمال العنف المسلح , انقسم المجتمع العربي ودول الجوار السوري ومن بعد ذلك المجتمع الدولي إلى معسكرين , أحدهما معاد للنظام ويطالب بتغيير النظام والثاني يقف إلى جانب النظام ,ونتج عن تلك التدخلات الاقليمية والخارجية ؛ أنْ تغيرت  الخارطة في سوريا , فأصبحت المجاميع المسلحة وبمختلف المسميات تصول وتجول في الأراضي التي تقع تحت سيطرتها وصار الأكراد يدافعون عن ماتبقى من اراضيهم وبكل بسالة وشرف واحتفظ النظام ومن معه بحق الرد على الأرض و يتغيرذلك بحسب الظروف العسكرية والاقليمية ؛ ولتلك الأسباب وغيرها تشرد الشعب العربي السوري , ونزح بشكل كبير إلى دول الجوار ,والتي في الغالب قدمت له ماتستطيع من خدمات, ولاسيما الدول التي احتضنت الأعداد الغفيرة من المهاجرين مثل تركيا ولبنان والادرن والعراق  إلى حد ما ..وكلما تمر الأيام والشهور يزداد عدد النازحين وتزدحم المخيمات بهذه العوائل العربية المنكوبة ...وتزداد معهم الهموم اليومية وتهدر الكرامة على الأرصفة دون وجود بارقة أمل في حل حقيقي لهذه المشكلة المتفاقمة يوما بعد يوم...حتى وصل عدد اللاجئين إلى أكثر من 3 مليون مواطن عربي سوري ,يعيش على الحدود  تحت قسوة الظروف الخدمية وغيرها وتحت رحمة المنظمات الإنسانية وغيرها...                                                           

ويصعب في مثل هذه السطور الخوض في أسباب الحرب ونتائجها ...ولكن من المهم أنْ نذكر انّ دول الخليج العربي المتمثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الكويت والبحرين وقطر والامارات العربية المتحدة ,تلك الدول لاينكر دورها في مد يد المساعدة للاجئين السوريين في أكثر من مناسبة من خلال الحضور الحكومي ومن خلال المنظمات الأهلية أيضا..وهذه الدول الخليجية العربية وكانت ومنذ البداية قد اتخذت موقفا رسميا واضحا لالبس فيه أوتأويل , فهي مع مع إزاحة الرئيس بشار الاسد عن كرسي الحكم بكل الوسائل , بما فيها الدعم المادي والعسكري للفصائل  و تحت مسميات مختلفة , ولكن في الأخير تحت راية التيارات التكفيرية من القاعدة والدواعش... واليوم و في حالة من حالات الفوضى فتحت تركيا الحدود على مصراعيها دون حسيب أو رقيب وقالت للمهاجرين السوريين وغيرهم ,ارحلوا إلى أوربا {مقالنا السابق تركيا والمنظقة الآمنة وأفواج المهاجرين.} فنزحت الأعداد الهائلة بمسيرات راجلة ومخيف, لتعبر اليونان إلى مقدونيا وصربيا وهنغاريا والنمسا قاصدين حق اللجؤ في المانيا وفلندا وبلجيكا والنمسا أيضا....فوقعت حكومات هذه الدول تحت تأثير الصدمة  ؛لما رأته من مناظر مؤلمة وموجعة بحق الإنسانية ,فتظافرت جميع الجهود لاحتوائهم والترحيب بهم قدر الإمكان وانضم إلى ذلك مواطنو هذه الدول وبشكل علني ,يدل على وعيهم وانسانيتهم واخلاقهم...منظر من التلاحم البشري وضعنا أمام عديد الاسئلة المحيرة ....                                          

فدول الخليج العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ,اشتركت في هذه الحرب علانية وتدخلت بالشأن الداخلي لسوريا ,موضحة دعمها العسكري والمادي للعرب السوريين من ابناء المذهب السني وبصراحة تامة !!!! وتحت مختلف الحجج والأسباب ... وقفت اليوم تتفرج على السوريين من العرب السنة أغلبهم وهم يموتون في عرض البحر الابيض المتوسط ويقفون عند الحدود أمام الكاميرات في منظر بائس ومؤسف وأمام انظار العالم كله دون استثناء ,وهم يهتفون  باسم السيدة ميركل مستشارة الحكومة الالمانية والتي ابدت تعاطفا كبيرا معهم ورحبت باستقبالهم وضيافتهم...وهو موقف تاريخي تستحق عليه الثناء...أما المملكة العربية السعودية والتي تبلغ مساحتها { أكثر من  مليوني  كم مربع 2000,000.}ودخلها اليومي من البتورل { الرسمي 10 مليون برميل نفط } ,فلم تستقبل عائلة سورية واحدة على أراضيها....فهل يستطيع أئممة الضلالة  في خطبة الجمعة القادمة في الخليج العربي أنْ يفسروا ويقارنوا  بين موقف دول الخليج العربي مع موقف السيدة ميركل الالمانية المسيحية ..؟؟؟؟ وهل يستطيع الشيطان العرعور ان يبين ماذا فعلوا النصارى اليوم بابناء الشعب العربي السوري على الحدود الاوربية وهل يشبه ذلك فعل ملك الحبشة قبل 1400 عام ,وهل يجيز لنا القرضاوي أنْ  نقيم في ديار النصارى  بدلا من ديارقطر والامارات والبحرين,  وهل مازال النصارى يقام عليهم الحد أو يدفعون الجزية....وهل يستطيع المهاجر السوري أنْ يتخلى عن صنميته وطائفيته ويشرح لنا ما صنعت دول الخليج العربي به ..أم مازال يهرول خلف مخيلته التي تربى عليها ودمر بلاده من أجلها... دول نفطية ملكية لاتستحي من فعلتها بالشعب العربي السوري ولاتستحي أمام خلق ومثالية دول الاتحاد الاوربي  الغربي النصراني..!!                          

 جمال حسين مسلم                                                         



هناك تعليقان (2):

  1. إن دماء السوريين المسفوكة باسم الدين وتحت راية الإسلام والقول الله أكبر ، وإن دماء الغرقى من المهجرين منهم عبر البحار والذين ابتلعتهم الأمواج في رقبة حكام ممالك النفط والسفاح الأكبر أردوغان وفي رقبة عهراء الفقه أمثال القرضاوي والعرعور والقرني والعريفي ومحمد حسان ووووووووووو وصولاً إلى كل فقهاء الشيطان وعباد الدولار وخدام أمريكا وأذناب إسرائيل والصهيونية هم من أججوا الفتنة الكبرى في سورية وأشعلوا نيرانها ويحاولون اليوم قطف ثمارها ، وهنا يستحضرني فيهم وبمن تبعهم من أهل الشام قول من قال :

    فبي حاربوا سيِّد الأوصياء *** بقولي : دمٌ طُلَّ من نعثلِ
    فولّوا و لم يعبأوا بالصَّلاة *** و رمت النفار إلى القسطلِ
    أبا البقر البكم أهل الشأم *** لأهل التقى و الحجى اُبتلي ؟
    فقلت : نعم ، قم فإنّي أرى *** قتال المفضَّل بالأفضلِ
    نصرناك بجهلنا يا بن هند ! *** على النبأ الاعظم الأفضلِ

    لكن حسبنا الله فيهم وهو الحكم بيننا يوم القيامة وحين ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين ، أما موقف السيدة الجليلة أو ( من يسمونها بالنصرانية ميركل ) فلموقف تلك السيدة المؤمنة بالإنسانية وحده ترفع القبعات وتنحني له الهامات احتراماً وتقديراً لنبلها وإنسانيتها وهنا أيضاً يستحضرني قول القائل ذاته :

    وإن كان بينكما نسبةٌ *** فأين الحسام من المنجلِ؟
    وأين الثريا وأين الثرى ؟ *** و أين معاويةٌ من علي ؟

    ردحذف

  2. الدكتور حسين رشيد دنيف العبودي الشطري

    /المانيا

    /2015/09/6

    أقولها بصراحة،وأرجو المعذرة إن كنت قد خرجت عن حدود الآداب(الدينية)،وهو إنني أعتبر الدول المسيحية التي إستقبلت السوريين الهاربين من(الجحيم)في بلدهم،أشرف وأنبل وأسمى من وهابيي السعودية وأنجاس قطر،أعداء الأسلام!.هذه هي الأنسانية ياوحوش الخليج!

    رد








    ‏الاسم:

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن