الجمعة، 18 سبتمبر 2015

بغداد

الدكتور مصطفى جمال الدين وسحر بغداد
***********************************
يقول الاستاذ محمد عباس الدراجي في كتابه :"صحافة النجف " ان الشاعر الدكتور مصطفى جمال الدين كان صحفيا ايضا . فضلا عن انه كان شاعرا مجيدا واكاديميا متمكنا . وقد ترأس تحرير مجلة "الرابطة " النجفية ثم ترأس تحرير مجلة كلية الفقه سنة 1979 وهو من أرق الشعراء والصحفيين وأترفهم حرفا حيث تتوضأ قوافيه بالعذوبة والجمال .ولد الشاعر مصطفى جمال الدين في الخامس من تشرين الثاني -اكتوبر سنة 1927 وحصل على شهادة الدكتوراة في اللغة العربية من جامعة بغداد سنة 1979 ... ترأس جمعية الرابطة الأدبية في النجف الاشرف منذ سنة 1975 حتى مغادرته العراق سنة 1980 لأسباب سياسية حيث توفي في الـ23 من تشرين الأول -اكتوبر سنة 1996 في دمشق. وللشاعر مصطفى جمال الدين عدة مؤلفات منها ديوانه (عيناكِ واللحن القديم) و كتاب (الايقاع في الشعر العربي من البيت الى التفعيلة) و(الديوان) و(البحث النحوي عند الاصوليين) و(القياس وحجيته) و(الانتفاع بالعين المرهونة) و (الاستحسان وحجيته ومعناه).
لنسمعه يصف بغداد في عيدها الالفي فيقول :
بغداد ما اشتبكت عليك الاعصُر ****الا ذوت ووريق عمرك أخضرُ
مرت بك الدنيا وصبحك مشمس ****ودجت عليك ووجه ليلك مقمر
وقست عليك الحادثات فراعها ****ان احتمالك من أذاها أكبر
حتى اذا جنت سياط عذابها ****راحت مواقعها الكريمة تسحر
فكأن كبرك اذ يومك (تيمر )****عنتا دلالك اذ يضمك جعفر
وكأن نومك اذ أصيلك هامد ٌ****سنة ُعلى الصبح المرفه تخطر
وكأن (عيدك ) بعد ألف محولة ِِ****عيد افتتاحك وهو غض مثمر
لله انت فأي سر حالد ****أن تسمني وغذاء روحك يضمر ُ
أن تشبعي جوعا وصدرك ناهد ****او تظلمي افقا وفكرك نير ُ
بغداد بالسحر المُندى بالشذى ال **** الفواح من حلل الصبا يتقطرُ
بالشاطئ المسحور يحضنه الدجى ****فيكاد من حُرقِ الهوى يتنورُ
واذا تهدَّج بالرصافة صوتهُ ****جفلت بمصر على صداه الاقصرُ
والان يابغداد يأزف موعدٌ ****لك في الخلود قلوبه تتنظرُ
من كل من اعطاك غضّ شبابه ****ومضى بذابل عمرهِ يتعثرُ
يترقبونك : والطريق امامهم **** جهم المسارب ضيقٌ مُستوعر
يبس الزمان وهم على اطرافه ****عذب بما تَعدينه مُخضوضرُ
فتعهدي ما يأملون وانعشي **** لقياهم فهم بمجدك اجدر
رفعوك من قطع القلوب وحقهم ****منك الوفاء لهم بما هو اكثرُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن