السبت، 19 سبتمبر 2015

الملائكة والطير الابابيل والمهاجر السوري في السعودية والامارات ....

 September 18 2015 00:55

الافتتاحية - عرب تايمز
يكتبها : د. اسامة فوزي
ردا على الانتقادات العربية والدولية الخاصة بعدم استقبال السعودية والامارات لمهاجرين ولاجئين سوريين  اسوة بالمانيا وايطاليا واليونان قالت السعودية انها استقبلت مليونين ونصف المليون مهاجر سوري ... ولحقت الامارات بالسعودية فزعمت انها تستضيف مليون الا ربع من المهاجرين السوريين وانها تقدم للمهاجرين واللاجئين السوريين كل ما يحتاجونه

المزاعم الاوروبية باستقبال مهاجرين ولاجئين سوريين لا تحتاج الى اثبات فمحطات التلفزة تغص يوميا بمشاهد للقوارب العابرة للمياه وهي متروسة بالمهاجرين .... ومحطات القطارات في اوروبا ( كومبليت ) ولا تبث محطة العربية نفسها نشرة اخبارية الا ويتصدرها خبر عن قارب غرق بركابه العرب  قبالة جزيرة يونانية او سفينة انتشلتها البحرية التركية او ( شاحنة ) اختنق ركابها  العرب لان السائق ( العربي ) نسي فتح ( خزق ) لركابه كي يتنفسوا منه

ولكن ماذا عن ادعاءات السعودية والامارات؟

هل سمعتم يوما حتى من محطة العربية او من تلفزيون دبي وابو ظبي وحتى من محطة الجزيرة ان قاربا سوريا ( حط )  بلاجئين سوريين على شواطيء دبي او خورفكان  وان السلطات السعودية او الاماراتية انتشلتهم ومنحتهم الاقامة والعيش الكريم كما فعلت المانيا مثلا

فتش في الصحف السعودية وبرامج محطة العربية الاخبارية لن تجد خبرا  واحدا من سطرين عن عبور لاجئين سوريين عبر نقطة الحدود الاردنية السعودية ( عرعر ) ولا يوجد معبر اخر بري يمكن للاجئين السوريين المرور من خلاله الى الاراضي السعودية الا - طبعا - عبر العراق ومعابر العراق كلها مع السعودية مقفولة وتقع تحت سيطرة داعش

اذا شطبنا على البحر والبر كوسيلة  نقل للمهاجرين السوريين  ( الثلاثة ملايين ) الى السعودية لا يتبقى امامنا لا الجو ... ان نقل ما يقارب من ثلاثة ملايين سوري الى السعودية والامارات جوا يحتاج الى جسر جوي وناقلات ركاب عملاقة تعمل لمدة 24 ساعة ولعدة اشهر متواصلة والى مطارات مهيئة اصلا لمثل هذا الجسر وهو ما لم نسمع عنه حتى من اذاعة موزمبيق ...  فهل رتبت السعودية وشيوخ ال نهيان لمثل هذا الجسر الجوي بالسر ... دون ان نعلم

قد تقول : ان نقل ثلاثة ملايين سوري الى السعودية والامارات تم عبر رميهم بالبراشوت من طائرات هليوكوبتر عسكرية سعودية واماراتية ... ولكن حتى هذا التخريج المضحك لا يستقيم مع ما شاهدناه في حرب اليمن  فحتى الطيار السعودي الذي ( نط ) بالبراشوت مع زميل له فوق عدن لم ينجح في توجيه مظلته حتى يهبط في البر فحط في الاعماق ولولا الاسطول الامريكي لمات الطياران السعوديان غرقا

اذا كان الطيار السعودي لا يحسن القفز بالمظلة فهل سيقفز بها ثلاثة ملايين سوري نصفهم من الاطفال والنساء  والعواجيز

عندي اقتراح للخروج من هذه الكذبة وهذه الورطة ... وهو العودة الى الاستعانة بخبراء محطة الجزيرة في الفبركة ... فخلال الاشهر الاولى من الاشتباكات بين الجيش السوري والمسلحين كانت الجزيرة - كما تذكرون -  تعرض علينا يوميا مشاهد لمظاهرات وجنازات تشارك فيها الملائكة ... اشباح ترتدي معاطف حلاقين بيضاء تطير بشكل ساذج فوق الجنازة او المظاهرة وتعليقات باصوات مضافة على الشريط تقول ان هؤلاء من الملائكة وانهم يقاتلون الجيش النصيري .. وكان الخبر ينتهي كالعادة بعبارة ... تكبييييييير

لماذا لا يخرج مفتي السعودية الاعور بتصريح يقول فيه ان الملائكة والطير الابابيل هم الذين نقلوا الثلاثة مليون سوري الى السعودية والامارات في غمضة عين .. واستطيع ان اؤكد لكم ان بيننا - نحن العرب - اكثر من خمسين مليون حمار سيصدقون هذا التفسير ... وسينشرونه في مواقع التواصل الاجتماعي .. وسيبثونه عبر الفضائيات الدينية السعودية التي تبدأ برامجها اليومية بالدعاء لخادم الحرمين .. وتنتهي ببرامج علمية تقول ان الارض ليست كروية وان مركبات الفضاء تطير من ( خزق ) في السماء يتعامد مع الكعبة وان سقوط الونش على الحجاج وقتلهم تم بمشيئة الله وليس لان مهندسي شركة بن لادن الذين نصبوا الونش حمير وان الاقصى ليس ملكا للعرب والمسلمين ولا يجوز الدفاع عنه وان ايام الاسد باتت معدودة ( هذه النغمة نسمعها منذ اربع سنوات ) وان شرب شخاخ البعير يقي من السرطان والجدري والسل وتضخم البروستاتا 
ما رايكم بهذا الاقتراح .. بشرفكم مش اقتراح عبقري
تكبييييييير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن