الأحد، 3 مايو 2015

طارق الهاشمي اشتقنا إليك


 ما من سبيل واضح في الأفق  يمنح الناس فرصة حقيقية  للوقوف بجدية كبيرة ضد سياسة الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003م ,  وإلى الآن ومعها مسؤولي الدولة من الدرجة الثانية والثالثة و...تلك السياسة القائمة على أساس الاستخفاف بعقول الناس وتسفيه آرائهم  أو بالعراقي الصرف { استزواجهم }.. مادامت الدولة قادرة على الخداع والكذب دون رادع أخلاقي أو قانوني أو ديني  يذكر...                                       .   
 مجموعة من المشاهد  التي رافقت سلوكيات تلك الحكومات و التي اثقلت هموم الكاتب العراقي وجعلتها مجموعة من الاحزان المستديمة ,وفي مقدمتها الشحن الطائفي بكل الوسائل الاعلامية وغيرها وإنْ نتج عن ذلك أنهارا من دماء الأبرياء , فكلنا يتذكر ان الحكومات السابقة في العراق والتي من حيث الحزبية تنتمي إلى نفس المنظومة الحزبية التي تحكم الآن , ومن حيث الوجوه فالأمر لايتعدى استبدال منصب بأخر ..ونتذكر أيضا مجموعة من الأحداث التي كادت أنْ تؤدي إلى اشعال حرب أهلية في العراق لها أول وليس لها أخر ,ومن تلك الأحداث اتهام مجموعة من السياسيين العراقيين بمادة أربعة من قانون مكافحة الأرهاب مع الغرابة الشديدة في تسهيل عملية خروجهم من العراق بشكل رسمي  من المنافذ الرسمية !!! تلك الاتهامات والتي رافقها هروب عدد كبير من السياسيين المتهمين ؛ كادت أنْ تشعل الشارع وتضعه في أَتون الحرب الأهلية ,ولاشك في ذلك ؛ فهروب المسؤول المدعو ناصر الجنابي ,وعدنان محمد سلمان, ومحمد الدايني ,ورافع العيساوي ,وطارق الهاشمي ,ومشعان الجبوري ,والملاحظ كلهم من العراقيين العرب السنة ..وغيرهم من الدرجة الثانية وغيرهم من الاداريين في مؤسسات الدولة ,تلك الاحداث شكلت مفصلا أمنيا مهما كما كنا نعتقد.....وحالما يهرب المسؤول , يصدر القضاء العراقي ؟؟؟؟ مجموعة من الاتهامات التي تلاحقه وتطارده ...وبما أن الامر مرهون بالقضاء ومدفوعا بآلة اعلامية كبيرة ؛ يصدق الناس بل يتمنوا ان يلقوا القبض على ذلك المسؤول الهارب ويقطعوه أوصالا كما كنت انا شخصيا اتمنى ولكن ذلك في الماضي فقط.                          
 و اتماما لمفهوم الدولة وثقافتها في تسفيه العقل العراقي والمراهنة على الاستهزاء بالبشرية..من خلال مجموعة من المشاهدا الحكومية المرصودة  من قبل الرأي العام وفي مقدمتها عودة السياسيين العراقيين الهاربين والمطلوبين للقضاء بتهم اجرامية وبتهم دعم الارهاب  , يعودون إلى بغداد وكأن شيئا لم يكن وفي مقدمة ذلك ..عودة النائب مشعان الجبوري وعودة محمد الدايني ,من خلال وساطات مشكوك بها  وبطرقها الملتوية وبغاياتها وتوقيتها ؟؟                                                                                          
الأمر في واقعه الأول يمثل استخفافا كبيرا بقرار القضاء العراقي و بنزاهته التي لانراهن عليها كثيرا... إذ لو كانت بمصداقيتها لما تعرضت لهذا المشهد المسرحي المضحك وسكتت عنه,  المشهد التمثيلي الذي وضع القانون والقضاء العراقي  بهامش الأحداث .. وفي واقعه الثاني يبدو ان اولئك الاشخاص واثقون من برائتهم ومتأكدون من تلفيق التهم إليهم , بدليل ضمان عودتهم دون أي مساس يذكر أو اعتراض ...وكلا الطرفين الجاني والمجني عليه , قابل راضي بما صدر عنه وبما نتج ..أي يخضعون لقانون  المومس العوراء ..التي لاتستحي ولاتخجل...أما الرجال العائدون بهذه الطريقة , فقد كانوا لسنوات طويلة يهاجمون الحكومة العراقية ليلا ونهارا ,ويدفعون الناس إلى معاداتها وفي بعض الأحيان إلى رفع السلاح بوجهها وعلى حين غرة تجدهم في الكراسي مرة ثانية..أو في أروقة البرلمان يسرحون ويمرحون...                                              
من  هذا المنطلق  , فنحن نستبق الأمور ونرحب بعودة السيد طارق الهاشمي { المجرم سابقا بحسب  توصيف الدولة العراقية } ونرحب بمن سبقه ومن هرب من بعده ..وفي الحقيقة ليس لدينا مايثبت صحة ادعاء الحكومة العراقية الاسلامية !!! اتجاه الرجل وليس لدينا مايثبت  ثبات القضاء العراقي على موقفه !!! وهذا الأمر يدعو للاحتجاج على ماهو غير مألوف بشدة ....فياسيدي  طارق الهاشمي اشتقنا إليك في بغداد ..ولاداعي للتأخير مادام الجماعة قادرين على لصق التهم ومسحها بجرة قلم .                                                          
جمال حسين مسلم  




هناك تعليق واحد:

  1. الدكتور حسين رشيد دنيف العبودي الشطري/المانيا/2015/05/4مقالك الصريح أعلاه(أثار حفيظتي جدا جدا؟؟؟)لأنه قد يؤدي إلى("صخام ولطام"؟ في ما يخص المصالحة الوطنية المقدسة؟؟؟).السيد طارق الهاشمي بطل "قومي"؟(قتل من الشيعة خصوصا مايقارب5000فقط.يجب إكرامه كثيرا؟؟؟.الدم الشيعي الطاهر أصبح وللأسف لاقيمة له؟.
    رد

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن