ينقسم الحديث عن الموصل وتحرير الموصل قسمين,أولهما حول معركة تحرير الموصل وهل تخص
كل ابناء العراق , هذه المعركة ؟؟ والثاني حول الشروط المفترض وضعها من قبل القوى
الكردستانية العراقية والجانب التركي على الحكومة العراقية ؛ من أجل انطلاق عملية
تحرير الموصل...وسوف يخصص لها كلاما أخر ان شاء الله..و لا أحد يتوقع مشاركة
كردستان في التحرير دون شروط مسبقة ..
محافظة نينوى منذ بداية عملية الانتقال السياسي
في العراق ما بعد 2003م.. وحتى اللحظة لم تؤد دورا حيويا في المشهد العراقي الحديث
, ولكن كانت دائما تمثل مصدر خطر حقيقي على البناء الاجتماعي للعراق عامة ولسكان
الموصل خاصة ؛ وذلك بعد أنْ سمحت لعصابات القوقازية ان تتأمر عليهم وتصول وتجول في
الشوارع وتستحصل الضرائب في ظل حكومة عجيبة
غريبة { مقالنا السابق احذروا من حلب الثانية في الموصل 13/1/2014}.. فكان السقوط
المدوي للموصل و انكسار واضح للجيش العراقي وللمواطن العراقي في كل مكان مسألة
بديهية لحكم امتد ثمان سنوات عجاف لاشرطة فيها ولا جيش يذكر.. هنا انكسر المواطن العراقي الذي رأى في الدواعش
وحشا كاسرا...أما ما يخص المواطن الموصلي الذي اشترك أو تفرج على العراقي المسيحي
أو العراقي الازيدي أو العراقي الشيعي أو الشبكي في الموصل وهم يتعرضون لابشع هجمة
وحشية بربرية وتنفذ فيهم المجازر تلو المجازر ,فداعش أمر لايعينه كثيرا أنْ لم يكن
في الأصل مرحب بهم ..والأدلة على ذلك كثيرة جدا..
كلُ يومٍ تستقبل بيوتنا عشرات الجثث من
ابنائنا الذين سقطوا في سوح القتال مدافعين عن عرضهم وشرفهم أمام العدو الوحشي
الداعشي ومن يقف خلفه من أجهزة مخابراتية أقليمية وعربية بعين امريكية راضية مرضية وفي الحقيقية وبصراحة تامة , ان المعارك تدور في
أرض عراقية المسمى ولكنها حصرا على ابناء جهة معينة أو طائفة معينة أو قومية
معينة...ما يعني أن حدود وسط وجنوب العراق
أصبحت أمرا واقعا وتحت سيطرة ابنائه واصبحوا في حال أفضل يسمح لهم بالدفاع عن أرضهم ومعتقدهم ؛
ولاسيما بعد فتوى الجهاد الكفائي التي اصدرها سماحة الأمام المرجع السيد
السيستاني.. انتقل بعدها الجيش العراقي وقوات الداخلية والحشد الشعبي الشريف {
ابناء المتطوعين } إلى الدفاع عن محافظات أخرى كما حدث في صلاح الدين والانبار
..وهي مدن عانت كثيرا من احتلال خوارج العصر لمدنهم ودفعت مدنهم الثمن غاليا من دمائها وولدها , على الرغم من انتماء كثير من اهلها تحت ظرف أو
اخر لتلك المجاميع المسلحة , ولكن في المحصلة الاخيرة دفعت هذه المدن تضحيات كثيرة
استحقت من أجلها المساندة والمناصرة, ومن أجل دفع الشر عن حدودها ومدنها ...سالت
الدماء الزاكية المختلطة على أرضها .
والحديث عن أهل الموصل لم يكن متشابها مع المدن
الأخرى , وماتبقى من سكان الموصل هناك , سوى أناس قانعين وقابلين بما جرى , ولا
أظن ببرائتهم من تلك الأعمال و يشهد صمتهم عليهم وعدم صونهم للجار ,واعتدائهم على ممتلكاته وسولت لهم انفسهم أكثر
من ذلك مما يخجل التاريخ من ذكره...ولم نسمع بأي تضحية منهم أو موقف عسكري مشرف كما نسمع من أهل الانبار يوميا , بطولات كثير من ابنائهم في
التصدي للوحش الكاسر والأمر نفسه من البطولة شهدناه عند ابناء صلاح الدين وديالى
والأمثلة على ذلك لاتسعها السطور ..في حين سكت أهل الموصل وكأنهم راضين عن كل
شيء..فِلمَ يضحي الأخرون بأنفسهم في مسألة لاتعنيهم من بعيد ولا من قريب ...دعوا
الموصل لأهلها الذين استكانوا ورضخوا ودعوها لجيران الموصل ولامريكا وتركيا ؛ فدماء
ابنائنا ليست بهذا المستوى من الرخص لكي تبذل في سبيل الأخرين ..وما ادراك منهم وماذا
فعلوا....ولاسيما موقفهم أيام كان الجيش في الشوارع يحمي العباد من كل معتد
أثيم
جمال حسين مسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق