الأحد، 17 مايو 2015

البهائمُ على دين ملوكهِا


لم تشغل الحرب على الشعب العربي اليمني بال كثير من متتبعي الأحداث في عالمنا العربي والغربي وأخص بالذكر منهم الاوربيين , ممن يشتغلون في السياسة والأعلام والمنظمات الانسانية على حد سواء ؛ وهذا أمر منطقي مع توافر السيولة الكاملة من الدولارات الخليجية في مختلف بنوك العالم , وهي قابلة للتحويل في جيوب الأخرين بكل يسر وسهولة مادام الأمر متعلقا بموضوعة الخليج العربي أو أنظمة الخليج العربي. فقد حُسبت هذه الحرب الشرسة وهذا الاعتداء الآثم  درسا رادعا لإيران الحالمة بالنفوذ والحرب بالوكالة كما يزعمون !!! ولذا كان قرار  الملوك العرب والأمراء ومن ساندهم في ذلك قرارا حكيما , لايحتاج إلى مناقشة وياليته يطول...هكذا حال لسان الأعلام العربي المرتزق والمتصهين في آن واحد وهكذا حال كثير من الأقلام العربية التي تخاف فقدان تأشيرتها لعواصم الخليج العربي وتخشى زعل فلان وعلان من المقيمين على المحطات الفضائية للشيخ ابن الشيخ الفلاني. الملوك العرب وتبعهم الأمراء في الخليج العربي وملك الأردن وملك المغرب وبضعة متسولين أخرين من الرؤساء كالبشير السوداني  والسيسي المصري ...  توافقوا على العدوان والذي لايمكن أنْ يكون محض صدفة أو عودة لشرعية مفقودة !!! ولكن الأمر متعلق بالاعداد  والتجهيز لمرحلة جديدة وخطيرة , سوف تحول الكيان المدلل للغرب وأمريكا إلى صانع أحداث ولاعب رئيس في المنطقة العربية وبديل متوقع عن  العصا الامريكية في المستقبل وربما أسباب أخرى نجهلها.
جاءت الحرب مع التوافق الكامل لمنطق الطائفية الرسمية للحكومات  العربية وكرهها الواضح لمذهب آل البيت عليهم السلام ومع كون هذا الكره يدور في مؤسسات الدولة الرسمية لديهم ولاحرج في ذلك ولاسيما المؤسسات التربوية والاعلامية , صار من الواجب اللاأخلاقي لدى المشايخ الدينية في هذه الدول الترويج والدعم العلني لتصرف هذه الحكومات والدعوة لهم بالنصر والمؤازرة على الشعب العربي اليمني الشقيق والكريم والنبيل والشجاع .واتحد الجميع من مناصري هذه الحكومات ومخالفيها على المنابر في المساجد وغيروا قبلتهم  من فلسطين  كما نزعم  إلى اتجاه ذبح ملة  المسلمين من { الروافض } وعلانية ,وأخذت الاحلام تتسع في عقولهم المريضة والخبيثة وصاروا يتحدثون عما بعد الحرب وكيفية التوجه لضرب الجمهورية العربية السورية وكأنهم لم يذبحوها لحد الآن ومن بعدها ربما ضرب العراق وربما السلفادور والبارغواي أيضا.
من قبل لم أكن أصدق  بالمثل الذي يقول إن الشعوب على دين ملوكها ؛ فهو مثل قديم  لم  نجد من يعمل به الآن وخاصة مع التقدم العلمي والتكنلوجي الهائل ,والذي جعل من الشعوب تعيش في قرية واحدة , فقد نفر الناس من هذه الحكومات الصنمية التوريثية , الحكومات التي  تجيد  كل وسائل الارهاب ودعم الارهاب , ولكن مجاميع كثيرة ..عفوا أقصد قطعان كثيرة ممن قابلتهم بشأن الحديث عن الوضع في اليمن,  كانوا يتجاوزون كل الحقائق ويتجاهلون كل التاريخ وكانت الفرحة ترسم ملامحهم الجديدة أثناء الحديث ,لمجرد ذكر ضرب مجموعة الدول العربية المتصهينة  لليمن العربي الكريم أو لابناء أنصار الله  بالخصوص ..وكأن الفتح المبين قد تحقق على يد هؤلاء الاوباش بالقصف وذبح الاطفال وتدمير المنازل... ولاسيما على ابناء مذهب اسلامي أخر معين...تلك هي درجة عالية من الضحالة في التفكير وصل إليها الانسان العربي بعد تعبئة دينية غير مسبوقة حتى أيام الحروب العربية ضد اسرائيل.هذه التعبئة التي قرصنت على الاسلام بمذاهبه السنية المعروفة وحولته إلى مذهب تكفيري ظلامي واحد من غير حدود...هنا استوقفني المثل العربي القديم الذي يقول الناس على دين ملوكها ولكن حين تذكرته ,تذكرت بان البهائم  أيضا على دين ملوكها , اذ لايمكن أنْ يكونوا من صفة الانس ولايمكن ان يتحولوا عن حماقاتهم مهما اجتهدت في التقرب إليهم فكريا ..أو توددت إليهم .
                                               
 

    جمال حسين مسلم

                 http://jamalleksumery.blogspot.co.at      


                     

هناك تعليق واحد:

  1. لا حُرمنا من هذا الحس الوطني الا متناهي الجريان

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن