الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

جون بايدن .. يا عيار

   جمال حسين مسلم                                     
                             
                    
كثيرا ما اطربتني تلك المصطلحات النقدية التي كانت تستخدمها جدتي رحمها الله زايرة (صابونة..)ولا بد ان تكون الصابونة في وقتها ذات دلالات سيميائية لدى جدي القابع في الكحلاء من ميسان  في جنوب العراق ,فاطلق التسمية على  ابنته الثانية ...ولكن  الزايرة كانت موسوعة لمصطلحات نقدية كثيرة ,اهملتها المدارس النقدية عن قصد واضح...ومما تبقى في الذاكرة من تلك الالفاظ مصطلح {{ عيارة }} وهو مصطلح متداول وشائع كثيرا لدى العراقيين وربما غيرهم من اخواننا العرب .. ومنه العيار  للمذكر والعيارة للمؤنث والعيارين للجمع ,والكلمة على الرغم من تداولها الجميل باللهجة العامية ,الا انها من صلب الفصيح العربي...ولكن تطور مدلولها على يد الزايرة جدتي رحمها الله ؛ واصبحت من المبتكرات اللغوية الدلالية...ارجو عدم تصديقي... وفي واحدة من معانيها  , اطلاقها على الشخص المتقلب الكذاب ,الذي يستطيع ان يلبس في كل يوم قناع جديد ,فهو منافق...كالعاهرة العوراء..لايستحي ولايخجل..والامر نفسه على المرأة  العيارة..ولكن في بعض الاحيان تاخذ اللفظة دلالات  اخرى للدلع والمزاح ..كان يقال للطفلة الماكرة ..ياعيارة.. وفي الشام يقولون عيارة مصر
ولفظ {{ العيارة }} تثير الشجون في نفسي نتيجة موسيقى النص الداخلي ومخارج الحروف ,,ولكونها تشبه كثيرا لفظ الكيارة ,حيث قضيت سنيني طفولتي الكالحة المتعبة والضبابية بين قطاعاتها في مدينة الصدر أو الثورة كما افضلها ,القطاعات المتناثرة كالعقد الجميل على صدر المرأة.. ارجو عدم التصديق مرة اخرى.. و بعد سبات دلالي طويل ,ونتيجة للمتغريات السياسية الكثيرة على الساحة العربية والمنعطفات التاريخية المتمثلة بالربيع الداعشي العربي ,الملوث بالدماء الزكية والارواح الطاهرة والتي تزهق في كل زمان باسم الرب وتحقيق العدالة ؟؟؟ مع تلك المتغيرات قفز الى ذاكرتي المهشمة اصلا تطور دلالي جديد لمفهوم العيار والعيارة..بعد ان رايت السيد جون بادين ,نائب الرئيس الامريكي المتحير بامره ..اوباما اصلحه الله ...فالسيد بايدن  حقق قفزة نوعية في كونه عيارا  من الدرجة الاولى...                                                       
بايدن هذا واحد من اركان السياسة الامريكية الخارجية والداخلية , وكان على علم ودراية كاملة بما يحاك في الاربع السنوات الاخيرة من الحرب السورية ,,وكان يعلم حق العلم بان اصدقاء سوريا والدول المانحة لها ..ماهي الا دعوات لنصرة التيار التكفيري وتسليحه وترتيبه واخراجه بابهى صوره في المنطقة مع ذرف الدموع من قبل المنظمات الانسانية على الشعب العرب السوري ومن قبله العراقي ومن قبله الفلسطيني واللبناني...وهو على علم ايضا كحكومته بما يحاك من تامر طائفي  لعين ؛  لتسقيط النظام السوري وتفكيك الجيش العربي السوري , من اجل راحة بال الطفل الامريكي المدلل في الشرق الاوسط...وبعيد كل هذه الاموال والتجهيزات العسكرية وانشغال وانخراط الاجهزة المخابراتية للمنطقة من دول تركيا والاردن وقطر والسعودية والامارات ...بمقابل سوريا وروسيا وايران وحزب الله... فطن العيار  السيد بايدن الى ان دول المتحالفة لضرب الارهاب هي نفسها الداعمة له من مثل تركيا والسعودية والامارت واهمل العيار ابن العيارة هذا عن ذكر قطر والاردن والشيخ الحريري ...وفي صبيحة اليوم التالي ادلى باعتذاره لكون الاعلام والناس قد اخطات في تفسير تصريحاته وانحرافها عن الحقيقية ,لاسيما مايتعلق بتركيا راعية الارهاب الاولى في المنطقة والحالمة بامجادها العثمانية المريضة ..وكذا اعتذاره عن الاساءة للامارات العربية المتحدة..                                   

سيدي  زعيم الشطار والعياريين لاداعي لتعتذر كلنا يعرف حقيقة الحرب الطافية القذرة في العراق وسوريا وكلنا يعرف الدور التركي الاصفر والدور الخليجي الاحمر باللون الدم والدور الروسي والايراني المقاوم ؟؟؟ على ارض غير ارضه.... ولكننا لسنا عيارين مثلك..لاننا نؤمن بالتاريخ وبالعدالة الالهية التي تحققها عصا الرب وليست الافكار الداعشية المظلمة الفاسدة ..وسواء اكانوا داعمين للارهاب ام  لم يدعموا الارهاب  فالدوائر دائرة عليهم لامحال وعلى كل من تلطخت يداه بدالماء الزكية والارواح الطاهرة ..بايدن ايها العيار الكبير ...جدتي صاحبة القاموس الدلالي الميساني .كانت تردد دائما ..اتعب جدامك ولاتتعب لسانك ...فعليك بالغارات الجوية للتحالف والتي لانعرف اين تحدث ومتى وماهو تاثيرها ..فهي كذلك تدخل في باب العيارة الامريكية الحديثة..                                                                                                

هناك تعليقان (2):

  1. الاسم: جمال حسين مسلم التاريخ: 09/10/2014 11:02:29 أي والله لافض فوك ولكن في القلب حرقة شكرا لزيارتك الكريمة id=255949#sthash.u5rB659r.dpuf

    ردحذف
  2. الاسم: عبد الفتاح المطلبي التاريخ: 08/10/2014 22:42:36 تبرعت أن أرد عليك سيدي الأستاذ جمال سالم بدلا عن العيار بايدن وتخيلت أنه كلفني أن أرد عليك لجهل المسكين بالحسجة العراقية وبالباع النقدي الطويل لجداتنا جميعا في العمارة الجميلة يقول بايدن وما الضير أن أكون عيارا وهذه( العيارة) عندنا في أمريكا ميزة ونجاح باهر ثم ها أنا جو بايدن أقول لكم أيها العراقيون أنا عيار ابن عيار من صلب عيارين فما أنتم فاعلون؟ نحن صنعنا لكم صنما استغرقتم بعبادته خمسة وثلاثين عاما وأزلناه وأتينا( بدرزن) من اللعب التي لا زلنا ننقلها هنا وهناك لنلهيكم بها بينما نقتلكم فوجا بعد آخر ونرسلكم إلى الجنة فما أنتم فاعلون ؟انتهى تكليف بايدن لي بالإجابةأما أنا فأقول كما قال الأفوه الأودي: لايصلح القوم فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا لم ترسَ أوتادُشكرا لك أستاذنا كان مقالا ملفتا نزفه عقلٌ نقديٌ راقي، دمت بخير - See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن