الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

الطول طول النخلة والعقل عقل الصخلة

                     

كثيرا ما تمثل الكاريزما الشخصية للمسؤول العربي دورا مهما في مدى  مقبوليتيه { هاي سرقته من الجماعه } بين الجماهير , وكذلك مدى قبول قراراته وطاعتها , فالناس تنظر  بأعجاب شديد للطول والعرض وشكل الشارب وضخامته  وما إلى ذلك .....لكن صدام حسين المهيب الركن القائد العام للقوات المسلحة , بطل التحرير القومي ,القائد الضرورة , القائد الذي { فلت } في ليلة ظلماء وترك العراق في مهب الريح ,لم تكن الكاريزما وحدها تؤدي دور المقبولية لدى الناس , فهنالك عوامل عدة تضاف إليها ومن أهمها المقابر الجماعية ودهاليز مديرية الأمن العامة والحرس الخاص وفدائين القائد صاحب الحفرة الشهيرة , فضلاً عن كتائب الاغتيالات في الخارج والداخل , ومع ذلك كان كثير من الناس يعتقد بأنّ القائد البعرورة عفوًا الضرورة  ,صاحب الطول الفارع والشارب الشتوي والمسدس الصفح يمثل الرئيس { أخو أخيته } الذي يستطيع أنْ يروض العراقين ويسير بالبلد بالاتجاه الصحيح , فكان طوله طول النخلة , فقاد العراق من هزيمة نكراء إلى هزيمة نكراء اتعس من سابقتها وانتقلنا بفضل القيادة الحكيمة من بلد احتضن أعرق الحضارات إلى بلد شعبه مشرد في كل الاتجاهات !!! ومع ذلك كله بقي كثير من الخلق يعتقد بكاريزما الطول للقائد اللاضرورة ولاهم يحزنون , واذا استعملنا القياس فدول من مثل الصين واليابان وكوريا , يفتقر قادتها  بشدة إلى طول المهيب الركن صاحب المهالك الكبرى وتفتقر أيضا  إلى شاربه الشتوي ومسدسه وبدلته الزيتونية العسكرية ..ومع ذلك فهي متقدمة علينا  بأشواط واشواط كبيرة جدا في مختلف المجالات العلمية وغير العلمية ,وستبقى جماهير القائد الفلتة محتاجة إلى هذه الدول لعقود عديدة قادمة , ولاشك في ذلك ..                                              
واليوم بمناسبة  طول الاخ القائد , فاننا  نرى معظم الشعب التركي الجار والصديق  { دايخ } بطول الاخ القائد السلطان اوردغان ويعتبره صاحب كارزيما فهم معجبون حقا بطوله الفارع كالنخلة , ولاسيما ممن ينتمون إلى مذهب اسلامي معين { بصراحة }, ويحسبون كل مواقفه قائمة على مناصرة الدين الاسلامي والشعوب المظلومة ولاسيما العربية منها ,ويحسبون أيضا كل افكاره وإنْ كانت قائمة على سحق الاكراد وذبحهم من الوريد إلى الوريد , وتهميش الشيعة الاتراك وكذا العلوين وقمع الحركات اليسارية في الجمهورية التركية...ومطاردة رجال المتصوفه ومضايقتها في الخارج والداخل... وإن دعمت  هذه الحكومة الاخوانية أصحاب الرايات الشيطانية علانية وسرا , فهي أفكار تنم عن قيادة حكيمة , وفي مقدمة حكمتها في تحويل تركيا إلى مستنقع أرهابي كبير ومن ثم تفكيكك وحدة الشعب التركي  وإلى الأبد ....ووضع البشائر الاولى لتقسيم تركيا  على أسس قومية وطائفية , كل ذلك وما زال كثير من ابناء البلاد  ينظر إلى طول الاخ القائد العثماني الجديد , بوصفه مقياسا للنجاح والقيادة ,ولاأدري ربما هذا في الموروث له علاقة بموضوع الجينات  للشعوب أو الموروث الشعبي القابع في ذاكرتهم.. ولا أحد يلتفت إلى التدخل السافر لهذه الدولة في الشؤون الداخلية لدول الجوار بل محاولة السيطرة عليها عسكريا واحتلالها من جديد ...ولهذا نلحظ جموع الخط الاسلامي في تركيا الجارة وغيرها مازالت تصفق  للوالي الجديد ,على الرغم من احتضانه لسفارة الكيان الصهيوني وتهميشه لاكثر المسؤولين قربا منه وتنقله وتلونه بقراراته الفردية ومحاولته الجادة في تغيير الدستور في البلاد ونقل السلطات إليه تحديدا , كل ذلك الاعجاب مفاده طول الاخ القائد ؛ و لا أحد يفكر فيما اذا  حاولت تركيا ان تلعب  دورا اقتصاديا بدل هذا الدور الاجرامي في المنطقة ,لربما كانت الحصيلة الان أكثر من مدهشة على الصعيد الاقتصادي والمعاشي لهم ؛ نظرا لحاجة المنطقة برمتها لتركيا الاقتصادية وليس تركيا العثمانية ... ومن ذكرى الطول القيادي ...فقد كان العقيد معمر القذافي , يخفي مسألة الاحذية التي يرتديها فهو يرتدي أحذية عالية نسبيا ؛ لكي يكون أطول من ضيوفه أو مستقبليه ؟؟؟ وهنا نتذكر بأجلال كبير وأحترام كبير لمجموعة من الشعوب كانت تنظر لفكر ومنهج قياداتها دون أطوالهم , من مثل ألتفاف الشعب الفييتنامي حول  القائد الخالد هوشي منه... فإذا كان الطول يمثل القياس النبيل لقادة وبعض شعوب المنطقة ,فذلك كونهم لايعرفون المثل العراقي الذي يقول الطول طول النخلة والعقل عقل الصخلة                               

هناك تعليق واحد:

  1. صدق المثل الساري عندكم وعندنا أيضاً (طوله ياطول النخلة وعقله يا عقل السخلة )... إنه عقل خنيث متخلف ساقط ومتهور أرعن ما زال يمجد الوالي الجديد كما مجد غيره من أسلافه السابقين الذين عمد أحدهم وهو ( السلطان عبد الحميد ) لإعدام أربعين ألف علوي على الخوازيق ناهيكم عن المجازر الأخرى والإبادة الجماعية بحق الأرمن وتشريد الشيعة والأكراد وغيرهم من الطوائف ... لكنّ الطامّة الكبرى أنّ ( حبيبنا ذي الرأي والعقل السديد ) لم يكن ليصدق نفسه إن هو قام برحلة إلى تركيا عند القائد الأردوغاني الذي كان يعد له ولشعبه وبلده الخوازيق - وهو نائم في العسل - كمن جرى الماء من تحته وهو في غفلة من تاريخ العثماني الدموي ، معتقداً أن سياسة العثمانيين قد تتحوّل من سياسة احتلال وارتكاب مجازر إلى سياسة عادلة وصداقة حقيقية . لذلك ليس عتباً على الغير من بعض الجماعات إن هم رأوا فيه ( القائد الفذ ) ومجدوا أفعاله كباقي السلاطين العثمانيين ، مادام أصحاب الرئاسة والسيادة من ذوي العقل الرشيد والرأي السديد رأوا فيه ذلك القائد حتى كشّر عن أنيابه العثمانية السّامة .... فمتى يستفيق العرب,وغيرهم من وهم ( الجرب الأردوغاني ) وهوالمتربع على عرش من دماء الأبرياء !! ؟.
    وهنا أسترجع قول الشاعر إبراهيم اليازجي :
    تنبّهوا واستفيقوا أيها العرب فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
    فيمَ التعلل بالآمال تخدعكـــــــم وأنتـــم بيـــــن راحات القنا سُـــــــلب
    ألفتم الهون حتى صار عندكــم طبعاً وبعض طباع المرء مكتســـب
    وفارقتم لطول الذّلّ نخوتكــــم فليس يؤلمكـــم خسفٌ ولا عَطـــــب
    فشمروا وانهضوا للأمر وابتدروا من دهركم فرصة ضنّت بها الحقــب
    لا تبتغوا بالمنى فوزاً لأنفسكــــم لا يصدق الفوز ما لم يصدق الطلــب

    تحياتنا لك أستاذ جمال على الطرح المميز والرائع دام نبض قلبك وقلمك العروبي .

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن