الثلاثاء، 22 يوليو 2014

يا أهل الموصل : من لم يصنْ جارهُ......؟؟؟؟


     
كثيرة هي الاحاديث في بطون كتب التاريخ العربي قديمه وحديثه ,تقص علينا أجمل القصص , التي تتكلم عن مفاهيم أخلاقية كثيرة ورائعة ,المفاهيم التي لاتتعلق بوجود الديانات في حياة الناس وتأثيرها ولكن هي مستمدة من الحياة نفسها...وانما الديانات اكملت الموضوع وصاغتها بحلة جديدة ..وموضوع الايثار بالنفس والتضحية في سبيل الاخرين ,ولاسيما اذا تعلق  الموضوع بالمساس بكرامة الاخرين  وعهودهم .... حينها ترخص النفوس وتكون مادة ثمينة لكتب التاريخ ,والكل يعرف السمؤال بن عادياء الشاعر العربي اليهودي الاصل ,الذي كان أوفى العرب ..حيث أودعه امرؤ القيس الشاعر العربي الجاهلي  ادرع معينة , تعود لابيه الملك المقتول قبل سفر الشاعر الى الروم...ومات في قصة معروفة للجميع...وبقيت الادرع مع الشاعر العربي اليهودي السمؤال بن عادياء { امانة }..وفي  يوم من الايام اراد أحد الملوك العرب الطغاة الاستيلاء على تلك الادرع مقابل حياة الشاعر العربي وأهله ..الا أن السمؤال رفض الموضوع رفضا قاطعا وقاتل وقتل مع أهله ولم يخن الامانة التي في عنقه وهي مجرد أدرع حديدية ..لا أكثر ولا أقل من ذلك ...                                     
وكان العراقيون الى حد فترة قليلة اذا ارادوا السفر في مهمة ما ولا سيما الحج ,يستودعون اهاليهم لديى الخيرين من ابناء سكناهم ومعارفهم...ويالها من شيم تدل على الرجولة والثقة المطلقة , التي كان الناس أهل لها                
 وتشهد مدن العراق وبلا اختلاف كلها على هذا الكلام وتتخذه فخرا وعزة لها في كثير من المناسبات ولاسيما المدن التي تكون ذات طابع قبلي ولها تاريخ كبير  ومشترك مع الاخرين  .                                  
اليوم والعراق يمر بانعطافات تاريخية خطيرة  , منذ اكثر من ثلاثين عاما ,تدخلت في كل شؤون الحياة الاجتماعية والتربوية وما الى ذلك ..تبدلت معها قيم كثيرة وتغيرت معها مفاهيم اخلاقية كثيرة ايضا ,ولكن لم تصل الامور الى مستوى اخلاقي وقيمي خطير كما وصلت اليها الان في هذه المرحلة من الانحطاط  في قيم الناس ومآثرهم الاخلاقية ,وتوجاهتهم التي لاتمت للانسانية او الدين او المذهب او العشيرة او البيت  بصلة على الاطلاق ,وانما هي عبارة عن خذلان وتراجع في مفهوم الرجولة والتضحية وربما التشكيك في وجودها...                    
في عراقنا ما بعد 2003م حدثت مصائب عديدة , جلها كان متوقعا  وحاضرا في ذهنية العراقيين ولا سيما بعد الاحداث الطافئية والتهجير والقتل على الهوية وحصاد السيارات المفخخة اليومية برعاية اسلامية  عربية خالصة لوجهة الله تعالى ؟؟؟ وكل ذلك وماخفي منه وما ظهر كان امرا متوقعا ...  ولكن الامر الجلل الذي حدث بعد سقوط الموصل بيد الدواعش ومن لف لفهم في مؤامرة عجيبة غريبة في 9 حزيران 2014 م ..  حيث تبخر  الجيش العراقي بفرقه العسكرية ووفرقه التابعة للداخلية ايضا واختفت رتبة الاركان الحمراء اللون من اكتاف حامليها ...وكعادة الحكومة العراقية { السخيفة } في اخفاء الموضوعات والتستر بجمل ولجان تحقيقية كاذية ووهمية لاوجود لها..تم وبعون الله تعالى لفلفت موضوع سقوط الموصل وانهيار الجيش وهروبه بالدشاديش امام ثلة من الاوغاد والاوباش القادمين من وراء الحدود ؟؟؟؟ولولا موقف الحكمة العظيمة من السيد السيستاني لكنا الان ندافع عن البصرة والعمارة...                                                                    
اظهرت لنا هذه الواقعة مجموعة جديدة من انحطاط القيم وضياع الاخلاق ,تلك السلوكيات المجتمعية المسسترة في مراكز عدة من العراق , طفت على السطح حين التقت بأول باب لها...هكذا تنكر أهل الموصل ولا ادري ماهية نسبتهم ولكنها بالتاكيد عظيمة ...تنكروا لاهل العراق من اخوتنا التركمان الشيعة والشبك و(( المسيحين بالخصوص)) وتركوهم امام مصيرهم المعروف سلفا دون ناصر او سند لهم ..وكأنهم اغراب لاتربطهم باهل الموصل روابط تاريخية واجتماعية...  وفي مقدمتها الجيرة والعشرة والخبز والعمر....تركوهم وتفرجوا عليهم وشاركوا الاوباش الاوغاد في اذلال الامهات وقتل وتشريد ابنائهم وتسليبهم امام الناس علانية وفي الطرقات والاعتداء على اماكن العبادة ورموزهم الدينية ...دون أن يتحرك شريف واحد ويتنخي للجورة والكرامة وصون العرض  واحترام العشرة والعيش المشترك...لعلي اكون متوهما في تلك الاسطر القاسية ولكنها تبدو الحقيقة لاغير ذلك ,وقد تناسى اهل الموصل بأن التاريخ سيكتب عنهم ذلك بخطوط عريضة لاتهمش ولاتزور   ولاترحم من عاش سطورها وشارك بكتابتها ... بفعله أو سكوته , ضاربا عرض الحائط  , كل الذي تعلمه ولعله تناساه ؛ فنذكره بقوله تعالى { ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون } اية 62 من سورة البقرة , ولعل تذكيرهم بان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم استقبل في اكثر من مناسبة النصارى في  مسجده ..ولعلي اذكرهم بالسمؤال بن عادياء ,وهو عربي يهودي ,وعلى قلة عديده من المقاتيلن , الا انه صار علما وشعارا حتى قالت العرب ..السمؤال أوفى العرب..                    .                                                                               جمال حسين مسلم


هناك تعليق واحد:

  1. mohammed قال:

    يوليو 27, 2014 الساعة 27 يوليو,2014

    هاي بالجنوب عريري مو عد الموصل و الانبار هذوبه اعراب اشد كفرا و نفاقا

    رد

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن