الاثنين، 3 فبراير 2014

للغرابِ وجهٌ واحد

  
لم يك نظام صدام حسين المتهالك في قبره , نظام اسبتدادي فقط ,وانما كان يملك رؤية واضحة وممنهجة ؛ لتحطيم العراق و تخريب تاريخه والمضي به مسرعا نحو هاوية القاع , سواء أكان هذا المخطط مفروض عليه ضمن أجندة خارجية أم جاء برعونة واستهتار من حكموا العراق في تلك الحقبة الزمنية...فكانت عديد  الادلة تساق على صحة ما نقول , وكانت البراهين واضحة للعيان , مثل لون الشمس , فكانت البدايات وكانت النهايات ....والمرء حين يلج في مثل هذه الموضوعات ,تتزاحم عليه الصور والادلة ؛لإقناع  المتلقي ,ولاسيما من الذين لم يعيشوا الواقع العراقي ,ولاتستطيع سطور معدودة ,بأنْ تلم بأطراف الموضوع وأهدافه ..والتخريب طال العباد وأهل السواد في العراق , وأثّر في مختلف الاتجاهات الثقافية والاجتماعية والتربوية وما الى ذلك ..فقد اعتاد المواطن على الكتمان خوفا من الاقبية السرية ودهاليز الامن العامة وأعمدة المشانق في الساحات العامة , ولكي لايكون المواطن رقما جديدا في المقابر الجماعية ,ألزم المواطن نفسه الصمت وهو يتدافع من أجل الحصول على (دجاجة واحدة ) او (عدد من بكايتات السكائر ) او (قنينة غاز ) ,وكثير من المظاهر الاجتماعية السلبية الاخرى ,والتي يندى لها جبين الانسانية !!! زدْ على ذلك الدخول في متاهات الحروب ولعقود طويلة من الزمن , أبيضت  معها عيون الامهات البواكي على أولادهن ,في القبور أو الأسر أو المفقودين ...ثم جاعت البطون لإكثر من عشر سنين ,وجلالته يشيد القصور العباسية الجديدة ,مرصعة الأبواب بالذهب والفضة ,فيما كانت أسراب العراقيين تنشد الهجرة ,في كل أقصاع الكون الفسيح ,وكانت الامراض  تفتك بصدور العراقيات , من مختلف الاعمار ..وظل لزاما على المواطن أنْ يفتدي بروحه القائد الضرورة ؟؟؟؟ ويهتف صادحا له بمناسبة وغير مناسبة...ولم لا ..والمواطن محاط  بمسميات مخيفة ومرعبة من مثل الحرس الخاص والمخابرات والامن العامة وفدائيين صد....؟؟؟؟ وبدت ظاهرت الملثمين في الشوارع وهم يحملون السيوف في السيطرات العامة ,واحدة من أهم ملامح قذارة الحزب الحاكم آنذاك وسفالته...                                                                                        
وطاف بالعراق طائف من شماله الى وسطه وجنوبه  , يبشرهم بحقبة سوداء لاتنتهي إلا بارادة ربانية ,ولاسيما بعد صعود الابناء من العائلة الحاكمة آنذاك ,وقد أذلوا الناس واعتدوا على العرض والمال ,ولم يأبهوا بالعشيرة أو الطائفة او المذهب ..فكانت الامثلة العديدة تساق للواقع العراقي يوميا  , ولاسيما حادثة  أغتيال السيد الشهيد الثاني رحمة الله عليه وطائفة من المراجع الكرام  ,وإعدام اللواء الطيار محمد مظلوم الدليمي ,وعزيز السيد جاسم.. وعديد الامثلة على ذلك.... وكان من أولويات النظام محاولاته الجادة في تشتيت اتجاهات المجتمع العراقي وتخريب أطيافه من خلال بذور الفتنة المذهبية والحزبية , فقد سخر كل امكانياته لهذا الهدف اللانبيل..ولاسيما أمكانياته لإاعلامية آنذاك وصرف من أجلها المبالغ الطائلة , وهذا هو ديدن الفاشلين ..فرفعت مجموعة شعارات , تلبي رغبة الحاكم ,في بيان ميوله السوداء ,وأفكاره الاجرامية  ..فكانت مجموعة من الشعارات التي تذكي الروح الطائفية وتزرع الفتن ...وما أن انقضت بانتهاء النظام نفسه في مزبلة التاريخ...حتى شكرنا الله وحمدناه على سلامة العقل وعدم تلطيخه , بعبثية النظام ومشتقاته اللاخلاقية....ولكنْ للغراب لون واحد...هو الوجه الاسود ,نذير الشؤوم ..كما ورد في مختلف الادبيات العالمية....وأظن أن كثيرا من الذين غرس في داخلهم  الشر وسوء النية ,مازالوا حتى اللحظة يتحلون باخلاقيات النظام السالف الذكر ..وإلا ..ماالذي يدعو مجموعة من المتخلفين  ((على قلة عديدها )),ان يتجمعوا امام كاميرات الإعلام الاصفر ,الذي  يطعن بظهر الجيش العراقي الباسل , وهو يقاتل على أرض الانبار لتخليصها من مخالب الخنازير القادمين من الخارج , ما الذي يدعوهم  ليهتفوا { ياحوم اتبع لو جرينا } , ويذكرونا ببشاعة وجرم النظام السابق وطائفيته...ومازرع وماحصد!!  ذاك زمان ولى ومنْ لم يتقبل المقابل ويتعايش معه بسلمية وإحترام ,عليه أنْ يفكر جليا بالإنفصال ,فلاعودة للوراء أبدًا ,مادام فينا عرق ينبض ؛ فقد تغير شكل التاريخ ......والدم أقدس من الارض مائة مرة ومرة....وعلى العقول انْ تجلي منها سموم الماضي ..وإنْ كنت أقطعَ الشك باليقين ؛ لإنّ للغراب وجها واحدا ...هو الاسود لاغير       
                                                                        

جمال حسين مسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن