الأحد، 4 مارس 2018

شاهدةُ البدوي الذّي لم يرَ وجههُ أَحَد

 للشاعر الدكتور رعد رحمه السيفي                  
يَنحتُ الرّملُ وجهكَ،
تَنحتُهُ الرّيحُ
يُطِلُّ على الأُفقِ
صنوءٌ ذبيحُ
تسيلُ الدّماءُ...
وينسابُ حزنٌ فسيحُ
مِن° أمامِكَ
آجرةُ الوهمِ تلهجُ..
تأخذُ شَكلَ الرّخام°
تُدّونُ تاريخَ بدءِ الخليقةِ،
بدءِ النّهاياتِ
حيثُ خريفُكَ يجلسُ
فوقَ بقايا الرّمادِ
كأيقونةٍ للظّلام°
بانتظار الصّباح..
تأبّطتَ مخطوطةَ الصّمتِ،
آذنتَ بالرّملِ أن° يَتَجمّعَ حولَكَ
أن° تنحتَ الرّيحُ وجهكَ
أن° ترتقي في المتاهةِ
فوقَ الرّكام°
تُحلّقُ.. تعلو
وتسقطُ وحدكَ
فوقَ الحطام°.
الحطام° الذّي راحَ يأخذُ
من اسمِكَ الّلغزِ
شاهدةً!
وأنتَ بأعلى المتاهةِ
ظِلٌّ ذبيحُ.
يخوضُ الدّماءَ
يدافعُ بالصمتِ
عن طعنةٍ تستريحُ
على جسدٍ ناحلٍ
تضوّعَ من شهقة الجرحِ
آسٌ وشيحُ،
وآنسَ نَصلاً
تغوّلَ بين الأضالعِ
مرَّ سريعاً..
فَهبّت° من الوجدِ
روحٌ تصيحُ!
تساقطَ منها غبارُ المواجيدِ
حيثُ الطّريقُ الى عالمِ الضّوءِ
يختمُ وجة الرّمالِ
فيعيا الّلسانُ الفصيحُ!
ويسقطُ في شهوةِ الجمرِ مشتعلاً
إِذ° يلوحُ لعينيهِ
ذاكَ الفضاءُ الفسيحُ
لِيسكُنَ في نقطةِ البدءِ
حيثُ المتاهةُ مكشوفةٌ
والطريقُ رمالٌ وريحُ!

أنتَ أتممتَ طقسَ انطفائِكَ
بين رمادِ الحرائقِ منتظراً
أن° تُغَنّي!
كانَ صوتُكَ يعلو
ليستر عُريَ الحقيقةِ،
وهي تَلُوحُ أَمامكَ داميةً
تُراودُ مملكةً
تحتَ تلكَ الرمال°
تُعَمّقُ صَمتَ انعزالك عن لحظاتِ الدّهور°،
تُراقبُها كيفَ كانت° تَدور°
أكانَت° تُدافعُ عنكَ القصيدةُ
حينَ تَرَنّحتَ تحتَ النّصال°؟
أَفاءت° إِليكَ.. وأنتَ تُحدّقُ مندهشاً
في ضجيجِ المآل°؟
أكُنتَ تُتَمتِمُ منتظراً أن° تكون°؛
كبرقٍ يُتوِّجُ موجَ السّكون°؟
تكشفُ السّرَّ
تُنشدُ حكمتكَ الأزليّةَ
تقرأُ حبرَ الشّواهدِ
إذ°تطأُ الأرضَ عاريةً
تضيئُ قليلاً... وتمضي
تأمّلتَ دفقَ الدّماءِ
تُلَطِّخُ كلتا يديكَ،
وأنتَ تُدوّنُ للوقتِ رحلتَهُ
إنّهُ العالمُ المرُّ
يكشفُ عن وجهه المتأرجحِ
بين الحقيقةِ والوهمِ،
بين انكسارِ الوجود، وظِلِّ العَدَم°
ها هو الآنَ عالمُكَ المرُّ
يخلعُ هالاتِهِ،
وَيُثمِرُ في وجهِ هذا الضجيجِ من الطعنات°!
وهو يشحذُ سِكّينَهُ
في حروفِ القصائدِ!
أنتَ وحدكَ تعلمُ
كيفَ تَسَلّلَ ذئبُ المتاهةِ؛
كيفَ أقامَ على شجرِ الحُلمِ
طقسَ اعتناقِ الزّوال°؟
وأنتَ تُحدّقُ بين العصورِ
بعينين مأخوذتين!
وتطوي الظّلامَ المراوغَ
خلفَ سياجِ الحديقةِ
حيثُ الثّواني تعبرُ بين المجرّاتِ
سهمُ يدور°

يعتُمُ الّلونُ ثانيةً
فيعلو الغبارُ
يَنحتُ الرّملُ وجهكَ
تنحتُهُ الرّيحُ
يعودُ النّهارُ
تجرحُ الصّمتَ شَهقتُهُ
وأنتَ هنالكَ
في بقعةِ الدّمِ تصعدُ،
كأنَّ سياجَ الحديقةِ يبتَلُّ بالهمسِ
حيثُ الطريقُ الى القبرِ باردةٌ.
بينَ رجعِ النّصالِ،
وبين النداءاتِ..تصعدُ
تُبصِرُ غيمَ الحرائقِ
يهبطُ حولَ جراحِكَ
تُبصرُ غُصنَ السّلامِ الذّي
كُنتَ تعشقُ مُنكَسِراً !
كأنَّ حفيفاً من الظِلِّ يأتي إليكَ
تؤطِّرُهُ نغمةُ الصّوتِ
حيثُ المباهجُ تأتيكَ ذاويةً
وأنتَ تُطلُّ
كأنّكَ تُبصرُ لونَ الشوارعِ يذبُلُ،
والدورَ تذبُلُ، واللافتاتِ على الأَسيجة°!
كأنّكَ تعلمُ أنَّ الأغاني
سَتُنسى!
وأنّ المسّراتِ تذوي
ولم يبقَ شيئٌ
مِنَ الّلذةِ المبهجة°!
إذ° تَسَلّلَ وجهُ الظّلامِ
إلى داخلِ الرّوحِ
حيثُ تصوغُ انتظارَك،
تحفُرُ في شجرِ الصّمتِ أُغنيةً
ليسَ تُشبهُ إلاّكَ
في لغةٍ من بروق°!
تؤثِّثُ غابَ السّفائنِ
من شغفِ الغيمِ
تَعرِجُ حيثُ مهاوي النّدى
تَمسُّ جفافَ العروق°
وتخشعُ ثانيةً..
................................
لتدخلَ في غابةِ الصّمتِ
يطويكَ ليلُ البياضِ السّحيق°
حسيراً بلا شَفَتين°!
يَنحتُ الرّملُ وجهكَ
تنحتهُ الرّيحُ
تُراقبُ خوفَ المصائر
في جسدٍ من° مرايا السَّأَم°
ترتجي أن° تجيئَ الفراشاتُ
من عالمِ البرقِ،
أو تتلأ لأُ من شُرفاتِ العَدَم°!
لم° يَعُد° في المتاهةِ ضوءٌ يشِفٌ
تمرُّ أمامك
كُلُّ المشاهدِ شاحبةً
في مرايا الجسَد°
تُحدّقُ من خلفِ نافذةٍ
لم تَعُد°
غيرَ ظِلٍّ مَضَى،
وَغَلّقَ أجفانهُ للأَبد°!!
٢۰۱٧/٢/٢۰
هيوستن

الجمعة، 2 مارس 2018

انتخبوا قائمةَ أصحاب الكّساء


جمال حسين مسلم                                                                          
انشغلتُ كثيراً في الفترة الماضية حول كيفية كتابة  أسطر متواضعة تتناول موضوعة الانتخابات العراقية القادمة ..ومن بين الأمور التي استوقفتني والتي جعلتني متردداً في كتابة  هذا الموضوع ,سؤال عن الجدوى الحقيقية من تكثيف النقد للمشهد العراقي السياسي الحالي ,فقد ايقنتُ انّ لاجدوى من ذلك ,حيث لا أحد يقرأُ ولا أحد يسمعُ  للذين يحلمون ببناء عراق ديمقراطي متعدد الأطياف ...والموضوعة الثانية التي جعلتني في تردد دائم من الكتابة هذه ,هي كيف اختارُ عنواناً للمقال ,فقد حلمت بمقال يحمل عنوان { ننتخب لو ماننتخب يابو قلب الرحب } إلا انني وجدتُ نفسي أمام أغنية أحبها الشعب العراقي بكل مشاعره النبيلة , ولاوجود لابي قلب الرحب في عصرنا الحالي ...وسبحان الله ماهي إلا حلبة ناقة حتى اسعفني نائبٌ من النوائبِ التي حلتْ علينا بعنوانٍ جميلٍ ولدّ شعورًا رائعًا في داخلي , ولاسيما انّ مواقع التواصل الاجتماعي العراقية , قدْ حفلتْ بسيلٍ من اللطائفِ ,والتي تبين شكل واضح قيمة الكوميديا في النقد ومدى نضج الشعب العراقي في معرفة ماينفع الناس من غيره في ظل هذه الدوامة المخيفة ,التي تحيطُ بالشارعِ العراقي من كلِّ جوانبِهِ...فكانتْ أخر الصيحات ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي عن تشبيه قائمة سياسية عراقية شيعية تضمُ تحت جناحيها  خمس كتل  متشعبة وكلها ممن حق القول عليه ِبتجربة المجرب لاتنفع أيها الاخوة..ومع المسار الضيق الذي استلب عقول الناس وحولهم من مواطنين حالمين بالحقوق المدنية إلى مجموعة بشرية متلاطمة فيما بينها تغوصُ وتجادلُ في عمق التاريخ؛ لكي تقف على مظلومية لآل البيت عليهم السلام لم ينكرها التاريخ أصلا..وإكمالا لهذا المسار الذي حقق للاحزاب المتأسلمة كل طموحاتها  الشخصية فقط ,جاء تشبيه هذه القائمة الانتخابية بأصحاب الكساء...أما الحديث عن العلاقة بين أصل التسمية وأصل هذه القائمة الانتخابية , فهو حديث طويل عريض ؛لانه يقف على حال العراق والعراقين من 2003م إلى يومنا هذا ,فالحديث يذكرك بمصائب  الكهرباء والتعليم والصحة والخدمات وفقدان الامن والامان إلى انكسار الجيش أمام ثلة من الدواعش وحديث مؤلم عن سبايكر وسجن ابو غريب وكيفية إفلات السجناء منه واختفاؤهم بلمح البصر في منطقة تبعد عن بغداد 10 كم فقط..إلى دماء ابناء الحشد المقدس والتي سالتْ في مواضع لاتمت لهم بصلة تاريخية او جغرافية ,انتهاء بالارقام الفلكية للنهب والسلب والفساد والبطالة وطفح المجاري وتفاقم الاعراف العشائرية المسلحة وسيطرتها على الشارع العراقي ومسألة البصرة وثروات البصرة وجفاف الأهوار وغير ذلك من الخير المنقطع النظير...وبعيدا عن تفسيرات الطبقة المنتفعة من رواتبها ونقاباتها وعن سكوت جمع كبير الاكاديمين عن الوضع القائم !! نسألُ ما الذي  دعا هذا الرجل إلى الربط بين أخلاق أصحاب الكساء { محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين } تلك الانوار الشامخة وبين هذه القائمة البائسة المملة والمتخمة بالسراق واللصوص والفسدة..انهم يعتقدون بربوبيتهم أم ماذا..أم مازالوا ينظرون للشارع العراق على انه شارع أحمق مهيأ للاستغفال مرة أخرى و في هذا الوقت أكثر من أي وقت أخر, ومن السهل جدا ترقيع افكاره بمثل هذه الشعارات البائسة والمقولات التي لاحول ولاقوة منها الا بالله ,ليتكم كنتم من قائمة تمت بصلة لاصحاب الاخدود فارتحنا منكم وارتحتم منا إلى يوم يبعثون وليس الأمر ببعيد عن أخلاقيات القوائم الأخرى في الجهة المقابلة ؛لانها مازالت تتغنى بذكر اسماء الخلفاء الراشدين  وتفضيلهم ورفعهم كشعار يمرُ من تحته كل الفساد والنهب والخراب ,والمهجرون في تلك المدن والذين هُدِمتْ بيوتهم على رؤوسهم شهود عيان عليكم أمام التاريخ..وما ذكر في ساحات الاعتصام من هذه الشعارات المذهبية المبتذلة لهو خير دليل على النتائج الكارثية التي حلت بهم .. فلاتخدعونا بعمر أو علي رحمكم الله ورحمنا من شعاراتكم الرخيصة هذه .  
http://Jamlleksumery.blogspot.co.at

السبت، 24 فبراير 2018

الرّصيف


للشاعر الدكتور رعد رحمة السيفي                     
آجُرّةً..
آجُرّةً..
يبتني الشّعراءُ البيوت°
آجُرّةً..
آجُرّةً..
يهدمُ المارقونَ البيوت°
ومابين آجُرّتينِ اثنتينِ
تمطّى جحيمٌ؛
فأوقدتَ قنديلَ صبرِك
            كي لا تموت°!
ورحتَ تطوفُ على ضفةٍ ظامِئَة°!
بساقٍ مُعَلّقةٍ بالفراغِ،
وأخرى..
بعكّاز أوجاعِك الناتِئَة°
أيُّها الناهضُ
فوقَ عكّازتين اثنتينِ
دافعاً
عن صغارِك بالضوءِ
غائلةَ الجوعِ فوقَ الرّصيف°
إلى أن°
تآكلتَ شيئاً فشيئاً،
وفاضت بروحِكَ
رؤيا الخريف°
وأنتَ تُشَيِّعُ في الصّبحِ أشرعةَ الاصدقاء°
وهم يرحلونَ تباعاً
لأقصى القيامةِ
إذ° يستبدلونَ الرّصيفَ
بهذا الهواءِ المشَبَّعِ
       في وحشةِ القوقعة° ..
       وعزلتها المدقعة°!!

تستجيرُ بدمعِ الغصون°
تحتفي بالحرائقِ في لذةِ الحرفِ،
وهو يقودك من ساحلِ الرّوحِ
حتى ظلامِ السّكون°
لقد كانَ في الكهفِ
ما يُشعِل الجمرةَ النائية°
وانتَ تحدّقُ في النّجمةِ العارية°
كي ترى أُفُقاً
من وراءِ الجدار°
كنتَ تقرأُ فَصلَ الغيابِ
تحاورُ غيبَ الفصولِ
تصادقُ حنجرةَ الرّيحِ
         حدَّ الوضوح°
وتحزمُ صبرَ السّواحلِ
إذ° تقصُد النّهرَ
كي تستريح°!

جامحاً كانَ غيمُكَ
يُعطي لشكلِ الحكايةِ سّراً

الخميس، 23 نوفمبر 2017

روحي اعتازتك

مرني مرني مرني روحي اعتازتك مرني .. ظلت اترف العين .. ظني ظني ظني يلما صدكَ ظني .. مره بهوى الحلوين .. جنت انه اشوفك مطر .. عطشت روحي اسنين جا هيجي تالي الصبر سوه الجرح جرحين .. املت روحي بوصل وماصدكَن ظنوني وجذب عليه الحلم وتبرن عيوني .. ولو اكدر انسى المضى ياعيني لو اكَدر ويامسعد الناسيني .. كَالوا يجيه المحب كلمن ترف عينه .. رف كَلبي ويه الجفن .. بس المحب وينه ولو اكَدر انسى المضى ياعيني لو اكَدر

الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

نفايات نووية على حدودنا

جمال حسين مسلم

انشغل الشارعُ العراقي هذه الأيام بمسألةٍ غايةٍ في الأهمية ,وهي مسألة نقل النفايات النووية الداعشية من غرب سوريا إلى
أبعد نقطة في شرقِها ,أي البو كمال وهي مدينة حدودية وعلى تماس مباشر مع الحدود العراقية وصحراء الأنبار تحديدا. حدث ذلك والعالم كله منشغل بمعارك جرود عرسال اللبنانية وجرود أخرى على الجانب السوري ,وفي وقت واحد كان الجيش العربي اللبناني ومن الجهة الثانية الجيشالعربي السوري والمقاومة ولاسيما حزب الله اللبناني يقاتلون الارهابين, وكاد الموضوع أنْ ينتهي بهزيمة نكراء للدواعش هناك لولا قضية التفاوض مع الدواعش من أجل الحصول على جثامين ابناء الجيش اللبناني المفقودة في تلك الجرود ونقاط أخرى للتفاوض…والمثير في تلك القضيةهو عملية التفاوض وكيف كسبت شرعيتها مع الدواعش الذين كفروا و ذبحوا كل من صادفوه بطريقهم بسبب وبغير سبب , ومن أين اكتسبت الأطراف المتفاوضة شرعيتها ,وهكذا وبغرابة شديدة تم تمرير الصفقة وتم توضيح الأسباب التي دعت حزب الله اللبناني على القيام بمهمة التفاوض كبديل
غير رسمي عن الحكومتين اللبنانية والسورية ,وقد أوضح سماحة السيد المقاوم حسن نصر الله كافة ظروف وملابسات التفاوض ونتائجه ,وهو رجل قل نظيره في مقدار المصداقية والوطنية التي يمتلكها بشخصه الكريم..ولكن المجتمع العراقي بات اليوم منقسما على نفسه أزاء هذه الصفقة ومانتجعنها ,فالصفقة نفسها لكثير من المهتمين بالشأن السياسي المحلي ,هي من الأمور المبهمة , والسؤال عن أسباب تفاوض هذه الجيوش التي اكتسحت داعش في الجرود بأيام قليلة , هو سؤأل محوري ,فلم تتوقف من أجل جثامين قليلة لشهداء الجيش اللبناني رحمهم الله..ألم يكن من الضروريالأجهاز كليا على الارهابيين والإفادة من أسراهم لمعرفة مصير الجثامين اللبنانية والتي أعطيت الأساس في التفاوض !!! ثم علام التفاوض وهم سيرحلون إلى منطقة أخرى ,حيث تنتظرهم معركة جديدة مع قوات المفاوض نفسه !! وفي أجواء الترحيل نفسه شاهدنا صمت القوات الجوية لدول
التحالف الغربي لمحاربة داعش وكذلك القوة الجوية الروسية والقوة الجوية التركية ,وكأن الأمر لايعنيهم من قريب ولا من بعيد وهم يشاهدون قافلة الدواعش تقطع 700 كيلومتر من غرب سوريا إلى شرقه دون أي ردة فعل تذكر منـ تلك الاساطيل الجوية المرابطة على الاراضي السوريةوبلدان الجوار ..!!وهذا ما يؤكد علمهم ورضاهم عما يحدث هناك وما يؤكد أيضا بأن الوليد الجديد في المنطقة سيكون ذات مواصفات ونوعية أخرى قد لاتخطر على البال …. وبمرور الساعات ازدادت هوة الجدال بين أطياف المجتمع العراقي الرسمية وغير الرسمية حول هذه المسألة الغريبةوإن كانت بدايتها منذ سنين مع ترحيل المسلحين لمحافظة أدلب السورية تحت رعاية تركية…فقد ظن بعض العراقيين ان رفض فكرة النفاوض مع الدواعش والاتفاق معهم ,هي محاولة طعن في الثوابت الاخلاقية لسماحة السيد حسن نصر الله والابناء المقاومين معه وهذه فكر غير سديدة ومن
يمني النفس بمثل هذه الأفكار؛فهو مريض لامحال , وذهب بعضهم الأخر إلى استغلال الموقف من أجل كسب ود دول الجوار قبل أوآن الانتخابات البرلمانية العراقية ؛فاخذ يشكك بأراء الشارع العراقي ويطعن بها ويحرف الحقائق ولاسيما فيما يتعلق بعدد شهداء معركة تلعفر … والحقيقةان مسألة الرفض الحكومي والشعبي لهذه الصفقة هي فكرة رفض لرمي النفايات السامة على حدودنا والتي ربما تمهد الأمر لمزيد من هذه النفايات على حدودنا ومن المعلوم ان ارهابي واحد قادرعلى ذبح مائة عراقي مدني بحزام ناسف واحد…وكذلك هو رأي كثير من ابناء العراق الذين لديهمابناء , يقاتلون ويجرحون ويستشهدون في حروب التحرير من جرف الصخر إلى الموصل…ومسألة التفاوض هذه تشبه بغرابتها إلى حد كبير العلاقات القطرية -الايرانية على سبيل المثال لا الحصر,فكلا الطرفين يتقاتلون فوق الاراضي السورية ويدعمون بكل مايملكون من سلاح وقوة هذا الطرف
او ذاك ومن باب ثاني يقيمون علاقات دبلوماسية واقتصادية واتفاقيات نفطية وغازية في أعلى مستوياتها…إن قلق الشعب العراق والرفض الرسمي لهذه الصفقة ,هو حق مشروع لاغبار عليه , فقد تثير زوبعة صحرواية صغيرة بعض الغبار القادم إلينا من البوكمال , وحينها نرى مجددا دماءالعراقين تسيل فوق الشوارع والساحات العامة ولاحول ولاقوة إلا بالله .

الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017

حيث التقاطعات

حيث التقاطعات....
تولدُ على الأرصفة
بضعةُ أمالٍ
واشلاءٍ متناثرةٍ
ترسمُ خارطةَ وطنٍ مخيفٍ
أوصالهُ تشبهُ
أوجاعَ اليومَ الأوّل لبائعٍ
حيث التقاطعات
في الصدورِِ كانتْ
والآهات
تحسرتُ على مافاتَ من ضياعٍ
في حروبٍ وآهات...
ومابقي لايذكرُ
فقد أزهرتْ
فيما تبقى من حياتي
للوداعِ محطات ومحطات

الأحد، 20 أغسطس 2017

إعلامُ فرنسا ومشكلُ الأمازيغية


جمال حسين                                                                                  
بعد أنْ تمزق الوطن الليبي إلى عديد الأجزاء أسوة بأخوته في السودان واليمن والعراق وسوريا...مازال بعض رعاة الديمقراطية الغربية  , يسعون  إلى تمزيق ماتبقى من هذا الوطن الممتد من المحيط إلى الخليج ,ومكرهم هذا هو مكر الليل والنهار يساندهم في ذلك عديد الحلفاء من الدول العسكرية العظمى والدول الغربية وبعض ما يسمى بالممالك في الوطن العربي نفسه ,هذا المخطط البالغ  الخطورة , واضح  للناس كوضوح الشمس ووضحت أهدافه ونواياه  الشريرة, ومازال هذا المخطط الخبيث يتلقى الدعم المادي من هنا وهناك ومما تجود به ثروات البترول العربي ويتلقى الدعم القانوني من خلال إذعان المجالس الأممية في العالم لصوت الجلاد الأمريكي ويتلقى الدعم الشعبي من خلال أدواته ولوبياته الإعلامية ,التي تجدُ وتجتهدُ في توجيه الرأي العام العالمي والمحلي من هنا وهناك...وبعد تعزيز وصدارة موضوعة السنة والشيعة في الصراع العربي العربي ودفع موضوع الاثنيات في الشرق العربي إلى ذروتها في الكراهية وتنامي الأحقاد , فقد أطل علينا موضوع أخر, وماهو بالجديد ولكن لظروف كثيرة أُغلِقَ هذا الموضوع ولسنين طويلة ,ومن أهم هذه الظروف التي اطفأت نار الفتنة في مشكلنا هذا موضوعة وحدة الدين والتراب وربما اللغة إلى حد ما ,فقد عاش الأمازيغ في الجناح الغربي من العالم العربي بأخوة كاملة مع مواطني تلك الدول ولهم كامل الحقوق وعليهم كامل الواجبات وانصهروا في دين الإسلام المحمدي الحنيف وأصبحوا من قادته ومشاهير العلم فيه , وجاهدوا مع أخوتهم العرب ضد المحتل الفرنسي والايطالي والانكليزي وسالت دماء الأمازيغ الزكية على تربة أوطانهم الطاهرة ,وعاشوا مابعد ذلك متآخين ومتحابين ,لاينقصهم سوى استعمالهم للغتهم الخاصة كحق مدني طبيعي في بعض الدول العربية ,فقد حرموا منها من قبل بعض السلطات العسكرية والتي تتدعى بالجمهوريات...ومع ذلك فقد أحب  الأمازيغ لغة القرآن وتشهد لهم الزوايا والمساجد بذلك , فقد حرصوا على لغة دينهم حرصا شديا وكانوا غيورين على العربية وتعليمها بشكل صحيح..فما الذي جعل من وسائل الإعلام الفرنسي ولاسيما الناطقة بالعربية من جعل موضوعة الأمازيغ وحقهم في الاستقلال موضوعا يكاد يطرح في كل يوم من على فضائياتهم ومجالسهم الحوارية فيها....فرنسا التي ساهمت في ضرب ليبيا أيام الربيع الدامي بحجة حماية المدنين هناك دون  رخصة دولية وفرنسا التي عاثت فسادا في الوطن العربي وفرنسا التي أدمتْ قلوب الشعب العربي الجزائري ,تتطالب في منابرها الإعلامية بموضوع الأمازيغ ,الأمازيغ كشعب عريق في هذه المنطقة يحقُ له ما يحق للجميع من حريات وواجبات وحقوق تحت رعاية الدستور ,وإنْ كان الدستور لايضمن ذلك فيجب أنْ يُعدل ويضمن ذلك بلا تأخير أو تردد..فلا أحد يُنكر حق الأمازيغ باستعمال لغتهم وألوان علمهم وحمل اسمائهم الخاصة بهم ,ولكن المريب في الأمر توقيت  طرح هذا المشكل ومن قبل فرنسا....ليتها  لا تكون صفحة سوداء مظلمة جديدة تحل بالوطن العربي بعد صفحة داعش التكفيرية ,وما يدرينا بفصول المسرحية الدموية وما يدرينا كيف تنتهي ..أما خصوصية الإعلام الفرنسي في طرح هذه القضية دون غيرها ,فماهي إلا مسألة أدوار ومهمات بحسب التوقيت المحلي وبحسب قيمة الصكوك المدفوعة لهم سلفا ولتلك اللوبيات الإعلامية ,تلك التي لاتعرف قضية اسمها القضية الفلسطينية ولاتعرف شعبا مشردا اسمه الفلسطيني منذ أكثر من خمسين عاما و إلى اليوم...
  

الثلاثاء، 8 أغسطس 2017

احجايات البريسم

يابو حجايات البريسم امل الدنيا مااملك
 اتيه وينشده فكري اشوف بنادم البحلك
يابو شفايف ورد جوري شكر من سوقه بلوري
 تغيب وتبتعد عني على رويحت محب شلك
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
تعودني على بسماتك واظل اشتاق للبسمة
كبر حبي على ملكاتك وهسه ولاتصح جلمه
ولاكعده بتوالي الليل ولانسمه الترد الحيل
 وحتى الفرحه شوضاعت ولا شفاف العطش تلتم
يابو حجايات يابو حجايات البريسم
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ترف عذالي تتصور عفتني ولا بعد جيه
حجي الوادم علي يكثر دحنن وانشد عليه
يناسي سفروانا  ياما تذكر هذاك انا  
ولا انسى ولا تغير يامن برويحتي تنظم
فلا انسى ولاتغيريامن برويحتي تنظم 
يابو حجايات يابو حجايات البريسم
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
يابو حجايات البريسم امل الدنيا مااملك
اتيه وينشده فكري اشوف ابنادم البحلك
يابو شفايف ورد جوري شكر من سوقه بلوري
تغيب وتبتعد عني على رويحت محب شلك
 ,,,,,,,,,,,,,,,
كلمات كاظم عبد الجبار
الحان طالب القره غولي
غناء فاضل عواد


للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن