الجمعة، 2 مارس 2018

انتخبوا قائمةَ أصحاب الكّساء


جمال حسين مسلم                                                                          
انشغلتُ كثيراً في الفترة الماضية حول كيفية كتابة  أسطر متواضعة تتناول موضوعة الانتخابات العراقية القادمة ..ومن بين الأمور التي استوقفتني والتي جعلتني متردداً في كتابة  هذا الموضوع ,سؤال عن الجدوى الحقيقية من تكثيف النقد للمشهد العراقي السياسي الحالي ,فقد ايقنتُ انّ لاجدوى من ذلك ,حيث لا أحد يقرأُ ولا أحد يسمعُ  للذين يحلمون ببناء عراق ديمقراطي متعدد الأطياف ...والموضوعة الثانية التي جعلتني في تردد دائم من الكتابة هذه ,هي كيف اختارُ عنواناً للمقال ,فقد حلمت بمقال يحمل عنوان { ننتخب لو ماننتخب يابو قلب الرحب } إلا انني وجدتُ نفسي أمام أغنية أحبها الشعب العراقي بكل مشاعره النبيلة , ولاوجود لابي قلب الرحب في عصرنا الحالي ...وسبحان الله ماهي إلا حلبة ناقة حتى اسعفني نائبٌ من النوائبِ التي حلتْ علينا بعنوانٍ جميلٍ ولدّ شعورًا رائعًا في داخلي , ولاسيما انّ مواقع التواصل الاجتماعي العراقية , قدْ حفلتْ بسيلٍ من اللطائفِ ,والتي تبين شكل واضح قيمة الكوميديا في النقد ومدى نضج الشعب العراقي في معرفة ماينفع الناس من غيره في ظل هذه الدوامة المخيفة ,التي تحيطُ بالشارعِ العراقي من كلِّ جوانبِهِ...فكانتْ أخر الصيحات ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي عن تشبيه قائمة سياسية عراقية شيعية تضمُ تحت جناحيها  خمس كتل  متشعبة وكلها ممن حق القول عليه ِبتجربة المجرب لاتنفع أيها الاخوة..ومع المسار الضيق الذي استلب عقول الناس وحولهم من مواطنين حالمين بالحقوق المدنية إلى مجموعة بشرية متلاطمة فيما بينها تغوصُ وتجادلُ في عمق التاريخ؛ لكي تقف على مظلومية لآل البيت عليهم السلام لم ينكرها التاريخ أصلا..وإكمالا لهذا المسار الذي حقق للاحزاب المتأسلمة كل طموحاتها  الشخصية فقط ,جاء تشبيه هذه القائمة الانتخابية بأصحاب الكساء...أما الحديث عن العلاقة بين أصل التسمية وأصل هذه القائمة الانتخابية , فهو حديث طويل عريض ؛لانه يقف على حال العراق والعراقين من 2003م إلى يومنا هذا ,فالحديث يذكرك بمصائب  الكهرباء والتعليم والصحة والخدمات وفقدان الامن والامان إلى انكسار الجيش أمام ثلة من الدواعش وحديث مؤلم عن سبايكر وسجن ابو غريب وكيفية إفلات السجناء منه واختفاؤهم بلمح البصر في منطقة تبعد عن بغداد 10 كم فقط..إلى دماء ابناء الحشد المقدس والتي سالتْ في مواضع لاتمت لهم بصلة تاريخية او جغرافية ,انتهاء بالارقام الفلكية للنهب والسلب والفساد والبطالة وطفح المجاري وتفاقم الاعراف العشائرية المسلحة وسيطرتها على الشارع العراقي ومسألة البصرة وثروات البصرة وجفاف الأهوار وغير ذلك من الخير المنقطع النظير...وبعيدا عن تفسيرات الطبقة المنتفعة من رواتبها ونقاباتها وعن سكوت جمع كبير الاكاديمين عن الوضع القائم !! نسألُ ما الذي  دعا هذا الرجل إلى الربط بين أخلاق أصحاب الكساء { محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين } تلك الانوار الشامخة وبين هذه القائمة البائسة المملة والمتخمة بالسراق واللصوص والفسدة..انهم يعتقدون بربوبيتهم أم ماذا..أم مازالوا ينظرون للشارع العراق على انه شارع أحمق مهيأ للاستغفال مرة أخرى و في هذا الوقت أكثر من أي وقت أخر, ومن السهل جدا ترقيع افكاره بمثل هذه الشعارات البائسة والمقولات التي لاحول ولاقوة منها الا بالله ,ليتكم كنتم من قائمة تمت بصلة لاصحاب الاخدود فارتحنا منكم وارتحتم منا إلى يوم يبعثون وليس الأمر ببعيد عن أخلاقيات القوائم الأخرى في الجهة المقابلة ؛لانها مازالت تتغنى بذكر اسماء الخلفاء الراشدين  وتفضيلهم ورفعهم كشعار يمرُ من تحته كل الفساد والنهب والخراب ,والمهجرون في تلك المدن والذين هُدِمتْ بيوتهم على رؤوسهم شهود عيان عليكم أمام التاريخ..وما ذكر في ساحات الاعتصام من هذه الشعارات المذهبية المبتذلة لهو خير دليل على النتائج الكارثية التي حلت بهم .. فلاتخدعونا بعمر أو علي رحمكم الله ورحمنا من شعاراتكم الرخيصة هذه .  
http://Jamlleksumery.blogspot.co.at

هناك تعليق واحد:

  1. Melad



    مقالة واضحة ومهمة في الاشارة من لا جدوى الانتخابات وأختيار من يمثل الشعب العراقي واصبحو جاثمين على صدورنا مثل الحزن المحنطة بمقاطعات وقطوعات شورا ع العراق خوفا من أرهاب الحكومة لانه هم من صنعو الارهاب بمسمياتهم المختلفة واحزابهم التي عاثت بالعراق قهرا فلا تغيير في ظل هذه الفوضى وما تسمى ديمقراطية صنعوها بانفسهم من دون اختيار الشعب ومليشياتهم التي انتهكت حرمة الشعب العراقي المسالم سوى طلبه بالعيش بحرية ورخاء في وطن واحد سعيد بكل الوانه .

    كل الحب لقلمك الاديب جمال حسين

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن