بسم الله الرحمن الرحيم
قال سبحانه وتعالى في محكم كتابهِ
الكريم
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا
وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ
الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نجتمعُ اليومَ في الذكرى
السنوية الخالدة لاستشهاد سماحة السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد باقر
الحكيم ... قدس سرهما الشريف, ونستذكر من خلال سيرتهما حقبة زمنية سوداء في تاريخ
العراق الحديث ..تلك الحقبة الحالكة السواد قادها حزب يسمى حزب العبث العربي
الاشتراكي.. اذاق الناس فيها مرارة العيش وهدر كرامتهم واضاع مستقبلهم في حروب
تلتها حروب اخرى ,فقد كان النظام من صفحات القدر العجيبة التي كتبت على الشعب
العراقي أن يراها ويعيشها ,وكنتيجة حتمية لرعونية واستهتار ذاك النظام الاجرامي ,برز
رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه,وتصدوا بكل بسالة لاجرام النظام الهالك ودفعوا
حياتهم ثمنا لتلك المواقف ,فكانت كواكب الشهداء تسير بلا انقطاع ؛حتى ضجت البيوت باسماء الشهداء
والمفقودين في المقابر الجماعية وثكلت الامهات بابنائهن وتيتمت الاطفال وترملت
النساء وصار العراق سجنا كبيرا ,تقاسم الناس فيه ظلم وعدوان النظام الاجرامي
السابق وان كانت تلك القسمة غير متساوية في كثير من الاحيان على جغرافية العراق
,فقد نالت مناطق بعينها نصيبا وافرا من الاجرام دون غيرها لمبررات جغرافية وطائفية
في أحيان أخرى وهو راي شخصي فقط ومع
انعطافة تارخية كبرى في تاريخ المنطقة العربية وبعد تجاوزات حكام العراق السابقين
على عديد الدول المجاورة ؛فقد تدخلت الدول الكبرى لازاحة ذاك النظام الجاثم على
قلوب الناس؛ لامحبة في الشعب العراقي أو نصرة له ولكن لاهداف اخر كانت قد رسمت في
دوائرهم الامنية من قبل , ومع ذلك فقد حظي هذا الشعب المضطهد بفرصة تاريخية للتغيير
واعادة العراق إلى واجهة التاريخ.. ولكن ذلك لم
يعجب, كثير من دول الجوار ودول اخرى غير مجاورة فصار
العراق ومع شديد الاسف ساحة للتصفيات الدولية والاقليمية والتي اوجدت لها اذرعا من
ابناء العراق انفسهم وسالت بعد ذلك الدماء التي اسست لعراق جديد بحدود الدم مرسوم
في الصدوروالعقول قبل الجغرافية ... ونأمل غير ذلك قدر المستطاع ..ايها الحفل
الكريم ان ذكرى استشهاد السيدين الجليلين
هي ذكرى الكفاح ضد النظام الاجرامي
الهالك وهي ذكرى لكل المناضلين الذين وقفوا بوجه الطاغية ونخص بالذكر الطلائع
الاولى من رجال الاحزاب اليسارية في العراق وهي ذكرى لشهداء المقابر الجماعية
والمفخخات والعبوات الناسفة وسكاكين وخناجر داعش واخواتها...ومع ذلك التاريخ
المخيف المكتوب بدماء الابرياء والساطع في
حقيقته الاجرامية كالشمس ,ومع ذلك فقد شهدنا من ناصرويناصر تلك الاعمال الاجرامية
متطوعا في الدفاع عنها في السابق والحاضر..وهذا هو سوء الاخلاق وسوء العاقبة لهم
ان شاء الله...واخيرا نأمل من ذكرى الشهداء المبجلين ان تنير قلوب وصدور من تصدوا
للعملية السياسية في العراق ما بعد 2003م ؛ لكي يخدموا ابناء العراق ويسمو بوطنهم
نحو الافضل ان شاء الله..فالدين في رقابهم كبير وخصوصا بعد ان وقف ابناء الحشد
المقدس والعشائر الاصيلة في الدفاع عن العرض والارض والدين وبذلوا انفسهم في سبيل
ذلك ولولا تلك الوقفة المشرفة لكان العراق وكنا معه في مهب الريح والضياع...
ايها الحضور
الكريم
إنْ لم تكن
ذكرى الشهيدين المقدسين تعبد الطريق لتحقيق
الغايات النبيلة والسامية في خدمة المجتمع فانها
لاتنفع ولاينفع الاحتفال بها...
رحم الله
شهداء العراق وتقبلهم قبولا حسنا مع الصديقين والابرار والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق