الاثنين، 11 أبريل 2016

كلمتنا في ذكرى رحيل السيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف

بسم الله الرحمن الرحيم                  
 قال سبحانه وتعالى في محكم كتابهِ الكريم                             
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ
الحضور الكرام  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته                    
نجتمعُ اليومَ  في الذكرى  السنوية الخالدة لاستشهاد سماحة السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد باقر الحكيم ... قدس سرهما الشريف, ونستذكر من خلال سيرتهما حقبة زمنية سوداء في تاريخ العراق الحديث ..تلك الحقبة الحالكة السواد قادها حزب يسمى حزب العبث العربي الاشتراكي.. اذاق الناس فيها مرارة العيش وهدر كرامتهم واضاع مستقبلهم في حروب تلتها حروب اخرى ,فقد كان النظام من صفحات القدر العجيبة التي كتبت على الشعب العراقي أن يراها ويعيشها ,وكنتيجة حتمية لرعونية واستهتار ذاك النظام الاجرامي ,برز رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه,وتصدوا بكل بسالة لاجرام النظام الهالك ودفعوا حياتهم ثمنا لتلك المواقف ,فكانت كواكب الشهداء تسير  بلا انقطاع ؛حتى ضجت البيوت باسماء الشهداء والمفقودين في المقابر الجماعية وثكلت الامهات بابنائهن وتيتمت الاطفال وترملت النساء وصار العراق سجنا كبيرا ,تقاسم الناس فيه ظلم وعدوان النظام الاجرامي السابق وان كانت تلك القسمة غير متساوية في كثير من الاحيان على جغرافية العراق ,فقد نالت مناطق بعينها نصيبا وافرا من الاجرام دون غيرها لمبررات جغرافية وطائفية في أحيان أخرى وهو راي شخصي فقط  ومع انعطافة تارخية كبرى في تاريخ المنطقة العربية وبعد تجاوزات حكام العراق السابقين على عديد الدول المجاورة ؛فقد تدخلت الدول الكبرى لازاحة ذاك النظام الجاثم على قلوب الناس؛ لامحبة في الشعب العراقي أو نصرة له ولكن لاهداف اخر كانت قد رسمت في دوائرهم الامنية من قبل , ومع ذلك فقد حظي هذا الشعب المضطهد بفرصة تاريخية للتغيير واعادة العراق إلى واجهة التاريخ.. ولكن ذلك لم  يعجب,  كثير من دول الجوار ودول اخرى غير مجاورة فصار العراق ومع شديد الاسف ساحة للتصفيات الدولية والاقليمية والتي اوجدت لها اذرعا من ابناء العراق انفسهم وسالت بعد ذلك الدماء التي اسست لعراق جديد بحدود الدم مرسوم في الصدوروالعقول قبل الجغرافية ... ونأمل غير ذلك قدر المستطاع ..ايها الحفل الكريم ان ذكرى استشهاد السيدين الجليلين  هي ذكرى الكفاح ضد النظام  الاجرامي الهالك وهي ذكرى لكل المناضلين الذين وقفوا بوجه الطاغية ونخص بالذكر الطلائع الاولى من رجال الاحزاب اليسارية في العراق وهي ذكرى لشهداء المقابر الجماعية والمفخخات والعبوات الناسفة وسكاكين وخناجر داعش واخواتها...ومع ذلك التاريخ المخيف المكتوب  بدماء الابرياء والساطع في حقيقته الاجرامية كالشمس ,ومع ذلك فقد شهدنا من ناصرويناصر تلك الاعمال الاجرامية متطوعا في الدفاع عنها في السابق والحاضر..وهذا هو سوء الاخلاق وسوء العاقبة لهم ان شاء الله...واخيرا نأمل من ذكرى الشهداء المبجلين ان تنير قلوب وصدور من تصدوا للعملية السياسية في العراق ما بعد 2003م ؛ لكي يخدموا ابناء العراق ويسمو بوطنهم نحو الافضل ان شاء الله..فالدين في رقابهم كبير وخصوصا بعد ان وقف ابناء الحشد المقدس والعشائر الاصيلة في الدفاع عن العرض والارض والدين وبذلوا انفسهم في سبيل ذلك ولولا تلك الوقفة المشرفة لكان العراق وكنا معه في مهب الريح والضياع...
ايها الحضور الكريم                                                   
إنْ لم تكن ذكرى الشهيدين المقدسين تعبد الطريق  لتحقيق الغايات النبيلة والسامية في خدمة المجتمع  فانها  لاتنفع ولاينفع الاحتفال بها...

رحم الله شهداء العراق وتقبلهم قبولا حسنا مع الصديقين والابرار والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن