الأربعاء، 14 مايو 2014

حين يُستغفل الرأي العام في أوربا


تعد أوربا بجناحها الغربي وما ضمت من الدول الاشتراكية السابقة فضلا عن بريطانيا وكندا وامريكا واستراليا واليابان...وبضعة اسماء أخرى منتشرة هنا وهناك من دول الحلم الديمقراطي...التي يرحل اليها الالاف من المهاجرين , الذين قصدوا الحالة الانسانية المقررة ألزاماً في القانون المدني الغربي أو قاصدين دولا تتمتع بحرية الكلمة دون تكميم الافواه و دون سجون معتمة يستضاف المرء بها ربما طول العمر..ولايدري بما يحل بأهله وخلانه,هذا اذا انقذ من حبل مشنقة منسية في غبرة أحدى الغرف المهجورة إلا من أرواح قاصديها...          والموضوع في أول اشراقته على النفوس ,صحيح له وقع كبير في الضمير الانساني ,الى حين تبين الامر من كونه عملا أخلاقيا ينفرد به مجتمع دون أخر أم عملا أجباريا ...يقع  تحت طائلة القوانين المشرعة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية...وفي أول همسة قانوينة تستفز بها, تشعر إن الامر برمته مرهون بالقانون وتطبيقه... بعيد ذلك يعيد المرء حساباته في تعريف الديمقراطية ونتاجها الانساني على صعيد تلك الحكومات والمجتمعات ...معرفة بقادتها السياسيين ورجالاتها....ولا ينكر أحد فضل السيل الهادر من الاعلام الموجه ,تحت مسمى الديمقراطية وتأثيراته على المجتمعات الغربية بصورة مباشرة وبشكل كبير وفعال ,يصبح معها البحث عن الحقائق أمرا غاية في الصعوبة...                                                                        
هكذا تعاملت المؤسسات السياسية في الغرب الديمقراطي مع كثير من القضايا العالمية المهمة والحساسة ,ولاسيما ما يتعلق بقضايا  الوطن العربي المهمة والمركزية ...وعلى مدى التاريخ الطويل كان الرأي العام في أوربا الغربية وفي كثير من الاحيان ضحية ,لسياسات  خارجية وداخلية ممنهجة سلفا ومتفق عليها ..ولايجوز الحديث بعكس ما  أقر لديهم سلفا... إلا في حالات النقد الشخصي لبعض المحللين والمفكرين ,المخالفين  للتيارت البحرية العالية...واغالبا ما يواجهون بسيل من التهم والمحاكم .                                           
حديث الساعة اليوم في سوح الاعلام الغربي ,ينقسم قسمين برمبط فرس واحد ,وهما الازمة السورية والازمة الاوكرانية..برابط واحد الا وهو الدور الروسي الجديد في الاحداث الدولية الراهنة... ويأخذ موضوع المسلحين المقاتلين في سوريا من أصول اوربية , طابعا مختلفا في حديث الاعلام والسياسة في اوربا الغربية..حيث من المتعارف عليه ان المسلحين القادمون من اوربا يذهبون بتاشيرات رسمية الى تركيا وعلى مسمع ومرأى من الحكومات الاوربية !!! ولا يسأل عنهم في دوائر الدول الاوربية وان تخلفوا عن الحضور لاشهر ولسنوات ,و في هذا مخالفة واضحة وصريحة لقوانين الاقامة واللجؤ في اوربا..بمعنى اخر ان غض الطرف عن الذاهبين للقتال في سوريا وعن الاطراف الداعمة لوجستيا لهم..هدف معلن ومعروف لجميع الجهات السياسية الفاعلة ولكل وسائل الاعلام ..وما السكوت عن الامر إلا لامر مريب أخر  ..يدخل في سياسة الغاية تبرر الوسيلة..ولكن كيف تتعامل تلك الدول مع العائدين من القتال في سوريا...؟؟؟                                                           
 جميع من يتعاطى السياسة والاعلام في اوربا الغربية وحلفائها من دول الديمقراطية ,يعلم علم اليقين بعودة خلايا وافراد كثيرين الى دولهم في الاتحاد الاوربي بعد انقضاء مهماتهم المسلحة في سوريا او {{ لمهات جديدة }} انيطت بهم , ولايعقل ان يعودوا الى بلدانهم دون ان يكونوا قد دخلوا في مختبرات الايدلوجية الاسلامية الراديكالية ..المتشددة ..وقد نالوا نصيبا وافرا من عمليات غسيل الدماغ التي اخذوا جرعات منها قبل السفر الى سوريا واستكملوا العلاج في سوريا..وبعد ذلك فقد تدربوا على حمل السلاح بشكل جيد جدا ,واعتادوا منظر الموت اليومي فضلا عن فضائع الذبح والسلخ وقطع الرؤوس...وبكل تأكيد تنظموا تحت أمرة أمير معين وعلى شكل خلايا ..وعادوا الى بلدانهم في اوربا وهم بهذا التشكيل الجديد من الخلايا النائمة ولامناص من ذلك ولاخلاف في الامر ...فلايعقل ان يعودوا ليبنوا مدنا جديدة بقيم مدنية وديمقراطية..ولاينتظر منهم ان يقدموا باقات الورد للاخرين ..                                                                                              
كيف تعاملت الحكومات الاوربية ووسائل الاعلام مع المسلحين العائدين من سوريا ؟؟؟حيث يتم استغفال الرأي العام الاوربي سرا وعلانية..فلا احد يرغب بالحديث عن خطر هؤلاء ولا احد يرغب بالحديث عن طرق ذهابهم وايابهم...ولم تقف وسائل الاعلام موقفا جديا في التقصي عن حقيقة أوضاع العائدين ؛ لكي لاتكتشف قضية المتواطئين مع الاحداث المسلحة الدامية في سوريا وفي أي باب من المصالح تصب ..وكيف تقزمت معها مصالح أمن الشعوب الاوربية نفسها.. وكل ما صدر عن تلك الدول الديمقراطية ومؤسساستها الاعلامية ,لايتعدى حديثا عن دراسة  كيفية دمج العائدين من سوريا في المجتمع الغربي من جديد ..من خلال الاتصال بذويهم أو الحديث مع المقربين منهم..مستغفلين بذلك الرأي العام في أوربا ولاسيما ان وسائل الاعلام الغربي تكاد تكون موجهة في قناة واحدة مع اختلاف ألوانها وأطيافها...والجمع المسؤول في اوربا بجناحيه اليسار واليمين ,يعلم حق العلم بعودتهم على شكل  خلايا سرطانية نائمة... ستدفع الشعوب والانسانية ثمن المصالح الاقليمية الضيقة لمرتزقة السياسة وعرافيها ولو بعد حين..وسيتحدث الناس هناك عن الذي جرى بأقتضاب وخجل..ما دامت الامور متعلقة برضى او عدم رضى , تلك القوى العظمى عن الذباحين في سوريا وقصفهم بالطائرات المسيرة في اليمن ..وتحرير الناس من شرهم في افغانستان..والسكوت عنهم في قطر ...وامثالها.
  جمال حسين مسلم

http://jamalleksumery.blogspot.co.at                  

هناك تعليق واحد:

  1. هي لعبة السياسة ورجالاتها ، ولم يعد خافياً على أحد سياسة بعض الدول الداعمة للإرهاب في سوريا سواء لوجستياً أو مادياً أو غير ذلك . إضافة إلى أن تلك الحكومات وقاداتها وكبار السياسيين فيها يتخلصون من حثالات مجتمعاتهم بتصديرها إلى سوريا للقتال فيها دون حساب ماسوف تحمله تلك العقليات المريضة من آفات وأفكار وسموم ترتد على مجتمعاتهم . وفي النهاية لا أحد يدفع الثمن الباهظ للسياسة العفنة لتلك البلدان سوى عموم الشعب فيها .

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن