الأربعاء، 8 يوليو 2015

الحفاظ على الحيوانات الفطرية وصديقي حارس المرمى


 في خطوة  غير مسبوقة في تاريخ العراق الحديث ولاسيما بعد 2003م ,أقدمَ البرلمانُ العراقي قبل أيام معدودة على التصويت بالأغلبية ؛لإنظمام العراق إلى معاهدة الحفاظ على الحيوانات الفطرية ,ولا أدري لِمَ خطر في بالي في اللحظة نفسها حين قرأت الخبر الجميل ,حادثة تشبه هذا التصويت حدثت في الثمانينات من القرن الماضي في ملعب الشعب الدولي ,[[ ياسادتي الكرام ]] , في يوم ما كنت أرافق أحد أشهر حراس المرمى في العراق ,طبعا ليس رعد حمودي , وكان صديقنا الحارس يلعب ضمن أقوى أندية المنافسة على المراتب الأولى في الدور العراقي ,نرافقه أي ننتظره عند بوابة ملعب الشعب الدولي ؛لكي ندخل معه بدون شراء  بطاقة الدخول ,بإشارة منه بسيطة لجماعة الانضباط العسكري حينها..وبعد انتهاء المباراة نعود بالباص رقم 82 إلى مدينة الثورة , دون تذكرة صعود أيضا وهكذا الدنيا..وحدث وأنْ انتهت تلك المباراة  الكابوس بالنسبة لي بخسارة فادحة لفريقي الذي اشجعه و أحبة ..خسارة فادحة بضربات الجزاء.. حينها كان صديقي العزيز حارس المرمى يتصدى لكرات الفريق الخصم وكأنه يصطاد ( الزوري ) ,وخلف الشباك كان يقف مدربه الذي يحمل رتبة عسكرية في وقتها ,ويسمعه بعض الكلمات قبل ضربة الجزاء وبعد دخول الكرة إلى الشباك أيضا ... فقبل ضربة الجزاء كان المدرب يقول لحارس المرمى صديقنا ( يالله وليدي سبع انته ) ,وبعد ان تدخل الكرة يقوله ( هسه أنته محافظ عله..... حتى تحافظ عله الهدف !!!) , طبعا القصد واضح ؛ولأنه المدرب عسكري والفريق عسكري والحرب [ أمولعة ] فمن الأولى لصديقنا الحارس البارع أنْ يلتزم الصمت لاعتبارات عديدة ,و في مقدمتها حسن النية والروح الأبوية للمدرب..                                                                                                    
وللسالفة رباط,فالبرلمان العراق المحترم والمتخم حد اللعنة بالتيارات الاسلامية ,مازال حتى اللحظة يستذكر بكل فخر واعتزاز مأدبة الافطار, التي أقامها السيد الدكتور سليم الجبوري بوصفه رئيسا للبرلمان العراق ,والتي كما سمعت كلفت العراق أكثر من 250 مليون دينار عراقي ..ولم يتحدث الناطق الرسمي للسيد رئيس البرلمان أو مكتبه عن هذا الخبر ولم ينفيه أو يؤكده !!! وبعد هذه الوليمة الدسمة قرر البرلمان العراقي التصويت على معاهدة الحفاظ على الحيوانات الفطرية والانضمام إليها ,وجاءت نتيجة التصويت بالأغلبية ... ولا نعلم هل كان التصويت الكترونيا أم بالاشارة... الحديث عن واقع العراق وواقع المعيشة داخل العراق من خلال الصحافة الالكترونية خصوصا هو حديث لايجدي نفعا مع هؤلاء الذين جعلونا نحلم بسماع البيان رقم واحد لأي انقلاب عسكري ينقذ العراق من وحل الديمقراطية الزائفة ,والتي اذاقت العراقيين الأمرين.. فمن أين لكم سعة الصدر هذه  وسفاهة الفكر هذه  ؛ لكي تتركوا شؤون العراق الممزق والغارق بالفساد الاداري والمالي إلى شحمة أذنيه وتنشغلوا بالتصويت على معاهدة الحيوانت الفطرية , لا أدري ربما لها علاقة بالمسألة البواسيرية الشهيرة في العراق ..؟؟ هذه الضحالة في اضاعة الوقت وتبديده تحت ظرف يمر به العراق يعد من اصعب المراحل التاريخية ,فالعراق على شفا حفرة من الانهيار التام والانقسام التام وتعصف به المصائب من كل حدب وصوب ,فيما ينشغل المسؤولون في موائد الافطار العباسية والتي لامثيل لها ,  في الوقت نفسه يقوم أكثر من مليوني عراقي بترقيع خيمهم لكي يستروا اعراضهم ونساءهم اثناء النوم ,تاركين  أمر المجاعة والفقر والامراض للباري عز وجل ,عسى أنْ يلطف بهم ويزلزل الارض من تحت اقدام الاخرين ..                           .                                                              
         جمال حسين مسلم                                           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن